المنبرالحر

أحمد الكبيسي يطال الشيوعيين/ جواد وادي

رغم أنني متابع جيد لبرنامج ستوديو التاسعة من تقديم أنور الحمداني، ألا أنني لم اشاهد الحلقة التي استضافت
الشيخ أحمد الكبيسي يوم 30 كانون الأول (ديسمير) 2013
لكنني قرأت عنها عبر وسائل الاعلام، فعدت لمشاهدتها، لأكتشف أنها مليئة بالمغالطات والحقد المبيّت والكلام غير المسؤول من شخص يدعي الوطنية والحيادية والحرص على وحدة العراق، ألا أن المتمعن في كلامه، لا يحتاج إلى أية نباهة، ليكتشف المستور، إن كلام الكبيسي كله مدسوس ومرائي وملغم ولا يرعوي أبدا، بخلط الأوراق وتشويه الحقائق، وهو كأي عراقي عاصر التاريخ العراقي الحديث، ووقف على اهم المحطات، ويقينا أنه يعرف أن يميز بين اللونين الأسود والرمادي، لا أن يطمس الحقائق ويسترسل بكلام حق يراد به باطل، كما قال الامام علي عليه السلام، فلقد تحدث هذا الشيخ عن الوحدة الوطنية وملفات الفساد، والمشروع الطائفي، وما سواها من الملفات التي لا غبار عليها ولا يختلف عليها إثنان، ألا أن الغريب حين عرّج على الارهاب الذي يستهدف العراقيين بشتى طوائفهم، عزا داعش والقاعدة كونهما من صنيعة اسرائيل وإيران، وتجنب الكلام عن الداعمين الحقيقيين له والذين يعرفهم حتى اطفال الشارع العراقي، متمثلين بالسعودية وقطر وبعض دول الخليج الأخرى، إلى جانب تركيا، مجندين أوباش من المغرب العربي والشيشان وبعض دول الجوار وغيرهم، لم يتطرق لاي من هذه الدول، فهل أن السيد الكبيسي كان منصفا مع نفسه، ودينه الذي يدعي التشبث به، نعرف أن كثيرا من رجال الدين حين يتحدثون عن هكذا ملفاتن ينصفون الحقيقة ويعلنون بصريح العبارة عن الأطراف المسؤولة عن اشاعة فوضى القتل والدمار في العراق، ويستشهدون بالأسماء والحواضن والشخصيات الداعمة له، فلماذا هذا التعتيم غير المسؤول والمقصود ياشيخنا الكبيسي؟
يذكّرني كلام الكبيسي بصولات وجولات سيء الذكر خير الله طلفاح، وما يطلق من تهم باطلة وشوفينية ضد القوى العراقية الوطنية الشريفة والتي اسست لمبادئ الوعي السياسي في العراق، وفي مقدمتها حزب الكادحين والشرفاء من الوطنيين الأحرار، الحزب الشيوعي العراقي، والذي أكال له الكبيسي السباب والشتائم والتهم الباطلة، وكأن بصره قد أغشاه الجهل المطبق الذي وجدته بيّنا من خلال كلامه عن محطات هامة من تأريخ العراق، وكأني أعيد ذات التهم التي كان البعثيون القتلة يكيلونها للشيوعيين، ليبرروا المجازر التي شنوها على هذا الفصيل المكافح والأبي، ليأتي ثلة من الناقصين والجهلة ويتطاولوا عليه، عوض أن يقدموا له تعظيم سلام لمواقفه العراقية الوطنية، بتقديم آلاف القرابين على مذبح الحرية والانعتاق وتحرير العراق من سطوة الطغاة، والظلم الاجتماعي.
هل يستحق الحزب الشيوعي هذا الفلتان غير المنضبط من شيخ دين يدعي أنه يريد الخير للعراقيين ويصرح بأنه مع الوحدة الطائفية ونبذ الاختلافات المجتمعية، ومن جهة أخرى يتهجم على الشيوعيين وكأنهم ليسوا بالعراقيين ولا يعنيهم التقارب الوطني.
هل أن بوش حقا من أتى بالشيوعيين، كما يقول الكبيسي ويقصد أنهم جاءوا مع المحتل، علما أنهم كانوا من أشد المعارضين للاحتلال، يا لها من مفارقة غبية تصدر من رجل دين يدعي الوطنية والحرص على مستقبل العراق، فأية مواقف مشبوهة هذه التي يصرح بها الكبيسي، حيث يضع الشيوعيين في خانة خونة أوطانهم، أنه موقف أبله ما كان ينبغي أن يصدر من رجل دين، وهو هنا يتقصد بتشويه الحقائق، بتلفيقاته على من أسسوا لمبادئ الوطنية الحقيقية وقدموا الغالي والنفيس من أجلها، لكن شيخنا ينطبق عليه قول: إن كنت لا تستحي، فقل ما شئت.
يتهم الكبيسي الشيوعيين بالالحاد، ويكيل إليهم التهم، وفي ظني أنه لا يعرف حتى تعريف الالحاد، علما أن الشيوعيين هم أول المدافعين عن الدين وطقوسه وشعائره، لأنهم ببساطة فصيل وطني خارج من رحم الأرض العراقية، أرض الأنبياء والمقدسات والأئمة والأولياء، فكيف لهذا الرجل وأمام العراقيين الذين لا يخفى عليهم من يكون الشيوعيون، أن يتبجح بكلام يخلوا من المنطق والعقلانية، أليس هو من يسعي للشحن الطائفي وتأليب الناس البسطاء على مواقف الشيوعيين الوطنية والذين وضعوا ضمن أولوياتم احترام معتقدات العراقيين أيا كانت، لعل متربصين وحاقدين قد لقنوه هذه الاتهامات، امام صمت مقدم البرنامج الحمداني والذي لم يتفوه بكلمة واحدة إنصافا للحقيقة، ليصبح الحمداني جزءا من صانعي الأباطيل ضد الشيوعيين وحزبهم المكافح.
أن مثل هذه الأكاذيب والتشويهات ضد الحزب الشيوعي العراقي لهي مواقف رذيلة ومكرورة، كان البعثيون الشوفينيون أول من تبناها وعمل على اشاعتها وسط الرعاع من منتسبيه، ومن يدور في فلكهم، ولعل السيد الكبيسي كان واحدا منهم، وإلا لماذا يطلق مثل هذه التهم مثل: أن كل من لا يكون معهم فهو رجعي، وأن بوش هو من جاء بهم، وأن الشيوعيين ملحدون، وسواها من الأكاذيب، وبلغة تنم عن السوقية والابتذال، اليس هذا تحريضا ضد الشيوعيين الأحرار لتحريك الرعاع ضدهم؟
ليعلم السيد الكبيسي أن الشيوعيين أسمى وأنقى من أن تطالهم الألسن القذرة، وسيظل الناطق والمعبر والمناضل الحقيقي لكل الفقراء والمسحوقين والفئات الخيرة من العراقيين، وما كلام الكبيسي إلا هراء ونباح يعرف مقاصده القاصي والداني، لأن الحزب الشيوعي يستوطن قلوب كل العراقيين الأحرار، فهو ليس بالحزب الدموي كما لفق له أعداؤه، ولا حزب لصوص، ولا حزب يخون المبادئ والقيم الوطنية النبيلة، ولا حزب من مجموعة من السراق والفاسدين والمنافقين وعديمي الذمة والضمير.
إنه حزب العراقيين جميعا بدون منازع، وإن يكن قد مر بظروف قاهرة وملاحقات وحملة تصفيات لخيرة أبنائه، من قبل الطغمة الفاشية وبتحريض مثل هؤلاء المعممين والملفعين برداء الدين بهتانا، لكنه بقي ثابتا على المبادئ ولم يعرض سلعته يوما على أرصفة الأنظمة الخائنة للشعب والوطن.
وسيبقى الحزب الشيوعي نبراس مجد وأمل كل المقهورين، أبى من أبى ونبح من نبح
والمجد للعراق ولحزبه العتيد
وليخسأ كل المتربصين والحاقدين والساعين للنيل من تأريخ الحزب الشيوعي الحافل بالعطاء.