المنبرالحر

أقدم اعتراف رسمي لمنظمة نسوية / سهاد ناجي

بصراحة أقولها.. حين نويت الكتابة عن موضوع مهم يخص يوماً تاريخياً في مسيرة منظمة رابطة المرأة العراقية، يوم الاعتراف الحكومي بها، وإجازة عمل الرابطة الرسمي أبان ثورة 14 تموز عام 1958، لم استدل على معلومة واحدة تعينني في كتابتي هذه، ما حدا بي للبحث عبر الانترنيت، غير أنه لم يسعفني هو الأخر في أية معلومة. لكني حصلت على مادة يتيمة وموثقة لحديث السيدة مبجل بابان في استضافة لحركة تنسيق قوى التيار الديمقراطي في العراق لها، بعنوان حقوق المرأة بين عهدين، وهنا اقتبس نص حديثها :
«بتاريخ 10/3/1952 تأسست أول منظمة ديمقراطية جماهيرية باسم رابطة الدفاع عن حقوق المرأة ومن ابرز مؤسساتها : الدكتورة نزيهة الدليمي، الدكتورة روز خدوري، سافرة جميل حافظ، خانم زهدي، سالمة الفخري، زكية شاكر، زكية خيري وانا مبجل بابان. وقد عملت الرابطة على رفع الوعي الوطني والاجتماعي والصحي كما عملت في حقل مكافحة الأمية وشكلت لجان مختصة منها لجنة حل مشاكل المرأة وتولّت قيادتها محاميات. واستهلت الرابطة عملها بتنظيم سفرة ضمّت حوالي 200 امرأة للاحتفال بيوم المرأة العالمي 8 آذار في احدى البساتين في ضواحي بغداد كما تم فتح مشغل للخياطة وتنظيم مستوصف متنقل، وعلى الرغم من عدم إجازة الرابطة الا انها حصلت على تأييد واسع من قبل النساء. وقد صاحب ذلك انتماء بعض عضوات الرابطة الى المنظمات النسائية المجازة وخاصة الاتحاد النسائي العراقي ولعبن دورا كبيرا في نشاطاته والمطالبة بالحقوق السياسية للمرأة واستطعن التأثير على الاتحاد للاحتجاج على العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وقد أصبحت الرابطة عضواً في الاتحاد النسائي العالمي عام 1953 وعشية نجاح ثورة 14 تموز المجيدة حصلت تغيرات عديدة في مجال حقوق المرأة على كافة الأصعدة، وكان اهم حدث هو صدور أجازة عمل الرابطة التي عدل اسمها الى رابطة المرأة العراقية بناء على اقتراح من زعيم الثورة عبد الكريم قاسم». تلك المنظمة العريقة التي ضمت بين صفوفها النساء من مختلف الطوائف والقوميات والأديان، من الفلاحة وربة البيت الى الطبيبة والمحامية والموظفة وغيرهن كثيرات. استطاعت في عهد النظام الملكي ان تكسب ثقة النساء لينضممن اليها فترتقي بوعيهن، وأثبتت جدارتها من خلال عمل عضواتها الناشطات الدؤوب لتكسب الثقة بحصولها على اجازة العمل بعد ثورة تموز وتكون مساهماً رئيسياً في تشريع قانون الاحوال الشخصية المرقم 188، وتستوزر واحدة من عضواتها، وبهذا تحرز سبقا على المستوى العربي كأول وزيرة.
اليوم تمر ذكرى أقدم اجازة ممارسة عمل لمنظمة نسوية في العراق، دون يكون لها اثر يذكر، فا قول ليكون اليوم عيدا للرابطة ولتجديد لها العهد بالعمل المتواصل من اجل تحقيق مكتسبات اكبر للمرأة العراقية.