مجتمع مدني

نساء يتحدين الإرهاب ويحتفلن بعيد الحب

متابعة "طريق الشعب"
طل علينا عيد الحب هذا العام في ظل أجواء من الخوف والرعب، بعد تصاعد وتيرة العنف والانفجاريات والاغتيالات بشكل كبير، فضلا عن المواجهات العسكرية في مناطق الانبار لمحاربة الجماعات الارهابية او ماتسمى بداعش، والتي أجبرت آلاف العوائل للنزوح من المحافظة إلى مناطق المجاورة.

في الوقت ذاته غطت واجهات المحال التجارية الكبرى في الشوارع الرئيسية، في أحياء المنصور والكرادة والحارثية وشارع فلسطين والكاظمية، في العاصمة بغداد، هدايا عيد الحب بلونها الأحمر، كما حرصت متاجر الملابس والأحذية وحقائب النساء على عرض نماذج مميزة، أيضا باللون الأحمر، وكذلك الحال في محال بيع الحلويات والمعجنات والمطاعم الكبرى ومطاعم الوجبات السريعة، التي زينت واجهاتها بشرائط حمراء، وقد احتفلت بعض منظمات المجتمع المدني بالمناسبة.

فرصة للخروج من الكآبة

تقول أم اسراء، متقاعدة: أحرص على اقتناء هدايا عيد الحب، لأنها تضفي البهجة والسرور، وهي فرصة للخروج من حالة الحزن والكآبة التي خلفتها مآسي الدمار والانفجارات والقتل. وأضافت لقد اشتريت مجموعة من الدببة والزهور وقدمتها كهدايا إلى أحفادي وأفراد عائلتي، وهم بالمقابل قدموا لي هدايا.

المجتمع وعيد الحب

اما الطالبة شيماء عبد العزيز اختصاص علم نفس جامعة بغداد فتقول: إن عيد الحب مناسبة من المناسبات الحديثة غير المعروفة سابقا ونظرة المجتمع لهذه المناسبة تختلف من مجتمع لأخر حسب ثقافته فأكثر المجتمعات تقبلا هي الدول الغربية أما المجتمعات العربية وخاصة بلدنا العراق كونه مجتمع ذكوري حيث ينظر الناس الى المحتفلين بعيد الحب نظرة مريبة رغم انهم بحاجة إليه، فتلام الفتاة حين تحب وتفصح عن حبها بسبب التقاليد والعادات عكس الشاب بإمكانه الإفصاح عن حبه والتفاخر به وان يفعل ما يحلو له.

لننشر لغة الحب

وتقول المواطنة اسيل عبد الله: الأحداث في الأنبار والفلوجة تقلقنا كثيرا، لكن عيد الحب فرصة طيبة لنمنح أنفسنا بعض الامل الذي لولاه لما استعطتنا مقاومة الضغوط والدمار الذي حل بالبلد، فالحب لا يقتصر على اثنين فقط، انما يتعدى لحب الام والاهل والوطن والناس، فلننشر لغة الحب والتسامح عبر تعزيز الثقة بالآخر والابتسامة الحلوة والكلام الجميل والمبادرة الطيبة للإنسان الآخر وهذه الأشياء الجميلة تعطي للإنسانية معناها الحقيقي. وبطبيعة الحال سنواجه بحملة مضادة من بعض الجهلة والمغرضين لاننا نحتفل رغم القتال في مناطق اخرى من بلدنا، لكن لنتحدى الارهاب وننشر السلم الاجتماعي.

توحد السياسيون في عيد الحب

من جهتها تقول الحاجة ام احمد (55 عاما): رغم كبر سني الا انني احتفل مع العائلة بعيد الحب ومنذ 25 سنة، فالاحتفال بهذا اليوم يضفي في نفوسنا السعادة التي نحتاج إليها باستمرار وبها تتجدد حياتنا وبالحب نتحمل الحياة ومرارتها، وهذا العام كان مميزا حيث حضر أولادي وزوجاتهم وبناتي وأزواجهم وقضينا وقتا مميزا"، مضيفة بقولها "ان الحب لن يموت ولن يقف أمامه عائق وسيبقى الحب ينبوع الحياة، لذا أتمنى لجميع الناس إن تتوحد قلوبهم وان ينسوا الخلافات التي أثرت على العلاقات الاجتماعية والتي سببت تباعدهم عن بعضهم البعض وخاصة بعد الأحداث الطائفية فعلينا أن نتحد كي نتخطى هذه المرحلة، وعلى السياسيين أيضا ان يفهموا معنى الحب ليس حب أنفسهم بل حب الناس وان يزرعوا الفرح بقلوب الشعب.

الاقتصاد وعيد الحب

رند يوسف، تنظر للمناسبة من ناحية اقتصادية، قائلة: أكثر التجار يستغلون هذه المناسبة فيرفعون اسعار الهدايا، والمواطنون مجبرون على شرائها رغم غلائها، حيث يتراوح سعر الدببة ما بين (10 - 70 ) ألف دينار فضلا عن الساعات والعطور التي تكون اسعارها تقريبا أكثر (25) ألف دينار حسب نوعيتها ومنشئها، وغيرها من الهدايا التي ترتفع أسعارها ايضا، لذا نطالب بتحديد الاسعار في المناسبات كي يتسنى للشباب الاحتفال بالعيد وتقديم الهدايا لبعضهم.