مجتمع مدني

لقاء مع الناشطة الشيوعية البَصْرية منى مسعود / عبد العزيز لازم

في عائلة معروفة في البصرة ولدت الرفيقة منى مسعود وتربت وسارت في طريق النضال الطويل من اجل المحرومين مستلهمة مبادىء الحزب الشيوعي ومسيرته الكفاحية الجريئة . فعائلتها قدمت احد ابنائها محمود مسعود شهيدا باسلا في مقارعة الدكتاتورية في ثمانينيات القرن الماضي . ولايزال ابنائها ومنهم الرفيقة منى والناقد والشاعر المثابر في " طريق الشعب " مقداد مسعود يواصلون السير في طريق الكفاح الوطني العنيد وفي ضميرهم يعيش الفنار الجذاب "وطن حر وشعب سعيد ".

التقينا بها بمناسبة احتفال الشيوعيين بالذكرى الثمانين لتأسيس حزبهم لتجيبنا على أسئلتنا :

كيف تقيّمين دور المراة البصرية في تفعيل قضايا النضال الوطني واين يقع دور المراة الشيوعية من ذلك ؟

علينا ان نتحدث ضمن ما يجري حقا، وليس ما نتمنى رغم مشروعيته، المرأة البصرية تشارك اخيها الرجل البصري في مختلف الانشطة الجماهيرية، ولها مساهمة جادة وفاعلة في منظمات المجتمع المدني العاملة في المحافظة، وما تطرحه في اجندتها من برامج توعوية اجتماعية وأقتصادية.. وتجد المنتمية لرابطة المرأة العراقية تسعى ولا تبخل بالجهد والامكانيات من اجل قضايا المرأة والتمتع بحقوقها، فالرابطة منظمة ذات تاريخ عريق ومشهود لها بالتضحيات العظيمة تضم الشيوعيات وغير الشيوعيات من النساء المقتنعات بالعمل الديمقراطي، من هذا المنطلق فإن ع?ل المرأة الرابطية..ليس بالسهل وليس بالمستحيل ايضا، لكن عملها يتطلب الدأب والمثابرة، والمتابعة على الاصعدة المختلفة.

في اية مرحلة بدأت مساهماتك في النضال الوطني ؟

لا أعرف المرحلة، فالمراحل متصلة دون توقف لأن بيتنا كان متقدا باعمال النضال من أجل اهداف الشعب والحزب بشكل يومي ، بدءا من خالي الذي كان مناضلا في صفوف الحزب منذ أواسط أربعينيات القرن الماضي..ثم حمل الراية، أخي الأكبر محمد مسعود وتوارثنا العمل وما نزال..شهدنا محطات من العمل السري والعلني ثم الاشد سرية، واليوم نعيش مرحلة جديدة من النضال ضمن صفوف الحزب يتطلب الذود عن الراية وطموحهاتها الجماهيرية المشروعة.

كيف كانت احتفالات الشيوعيات بذكرى تأسيس الحزب ، في البصرة تحديدا ؟

اقترنت احتفالات الشيوعيات بذكرى تاسيس الحزب في السابق بشروط مساحة الحرية والديمقراطية السياسية، وكلما اتسع الفضاء الديمقراطي،كلما تنوعت الفعاليات من احتفالات وسفرات وأنشطة جماهيرية متنوعة.

هناك ارتباط عضوي بين النضال من أجل حقوق المرأة والنضال الوطني العام ، هل كان ذلك الارتباط واضحا بالنسبة للمراة البصرية ؟

الوضوح يتضح من خلال تجربة المرأة البصرية ذاتها، وربما لا تختلف البصرية عن باقي النساء في مختلف مدن البلد ومنها العاصمة بغداد، بمعاناتهن من اضطهاد وظلم المجتمع لهن بأطره الواسعة المتمثل بالدولة وقوانينها العشائرية والمدنية، وبناءً على هذه التجربة، سيتعمق الوعي لديها وتتولد القوة الدافعة للأستمرار في النضال من اجل نيل حقوقها المشروعة وتحقيق مكتسبات تحتسب لها. فالنضال الوطني والنضال من اجل الحقوق وجهان مترابطان لا يفترقان، بل يسيران جنبا الى جنب.

الاحتفال بمناسبة ميلاد الحزب له طعم خاص، كيف كنتم تستقبلونه؟

بالطريقة التي كنت انت تستقبلها، تنظيم الحفلات والندوات الفكرية والسفرات التي تتخللها الاغاني والمشاهد المسرحية.. وكنا نفعل ذلك سوية مع رفاقنا واخواننا .

بدات منظمات الحزب الشيوعي الاحتفاء بالذكرى الثمانين لتأسيسه في وقت مبكر ولفترة طويلة، ماذا اعددتم لهذه الذكرى؟

أعددنا كل مايليق بتاريخ الحزب، ولن يتوقف الاحتفاء بالمناسبة فالحزب عبارة عن كينونتنا ومنهجنا الفكري وهو تاريخنا المشترك ومرآتنا الصافية، التي نرى فيها كل الوجوه الناصعة ،وهو ثروتنا التي لا تفنى من اجل سعادة الانسان في وطنه الحر.

ماذا يعني المستقبل بالنسبة للمناضلة الشيوعية؟
المستقبل هو السعادة ولاتوجد سعادة خارج مواصلة النضال دفاعا عن وطننا وشعبنا، الذي يستحق العيش الكريم بعيدا عن الذل والمهانة .