مجتمع مدني

أحياء ذكرى فاجعة حلبجة الشهيدة في فنلندا

هلسنكي ــ مروان مصطفى
في العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، وفي يوم 16 اذار الجاري ، توافد ابناء العراق وأجزاء كردستان في تركيا وايران وسوريا والعراق ، من مختلف المناطق والمدن الفنلندية ، للمشاركة في الحفل الاستذكاري بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لجريمة مدينة حلبجة الشهيدة ، حيث قام النظام الديكتاتوري البعثي الصدامي بقصف المدينة عام 1988 بالغازات السامة والمحرمة دوليا واباداة الالاف من المدنيين العزل من الاطفال والنساء والشيوخ في فاجعة هزت الضمير الانساني وما تزال . ساهم بتنظيم الاحتفالية مجلس الجالية الكردستانية بالتنسيق مع الاحزاب السياسية ومنظمات مجتمع مدني الناشطة في فنلندا. بدأ الحفل بكلمة ترحيبية بالضيوف من عريفة الحفل السيدة سولاف رشيد ، ثم دعت الحضور الى الوقوف دقيقة حداد على ارواح شهداء المدينة ، ثم كلمة عوائل الشهداء من ابناء المدينة قدمها السيد سريال صالح ، ثم توالت الكلمات التأبينية والتضامنية للاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، ومن ابرزها كلمة مشتركة للاحزاب الكردستانية وكلمة مشتركة للاحزاب العراقية العاملة في فنلندا التي اكدت "ان امام شعبنا العراقي الفرصة لبناء عراق جديد ، وخصوصا نحن نقترب من انجاز مهمة الانتخابات البرلمانية ، ولا يمكن انجاز هذه المهمة دون التعاون على اساس المشتركات لاجل بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي، دولة يحكمها الدستور وتؤمن بالقانون والمؤسسات " . وقدم مجموعة من الشعراء باقة من القصائد الشعرية ، التي حيت المناسبة وشهدائها ، وساهم الفنانان ريبوار عارف وسيروان بولا بتقديم موالات واغاني عن المناسبة ، وساهم الكاتب يوسف ابو الفوز بتقدم مداخلة عن تأريخ المدينة وما قدمته للثقافة الانسانية وابرز رموزها الثقافية وقرأ مقاطعا من شعر عبد الله كوران وعن التعايش الديني والاجتماعي الذي شهدته المدينة ، حيث تعايشت فيها مختلف الطوائف الدينية من المسلمين واليهود وطالب بان يكون يوم حلبجة يوما للعمل لاجل المستقبل . وقدم السيد لقمان زهرائي مداخلة السياسة الشوفينية للنظام الديمتاتوري البعثي ، بدأً باتفاقية الجزائر حتى حملات الانفال وجريمة حلبجة . ثم تم عرض الفيلم الوثائقي "حلبجة- الاطفال المفقودون" من سيناريو واخراج الفنان السوري الكوردي اكرم حيدو المقيم في المانيا ، وسبق للفيلم ان نال جوائز عالمية ، ويتناول الفيلم قصة شاب يعود الى حلبجة ليجد قبره بانتظاره وايضا اسمه بين لائحة الضحايا اذ اعتقده الجميع ميتا بعدما تم نقله الى مستشفى ايراني ومن ثم تبنته عائلة ايرانية طوال سنوات. ويعرض الفيلم الحياة اليومية لاهل مدينة حلبجة بعد الكارثة والامل الذي نما عند البعض بعد عودة هذا الابن المفقود. صاحب عرض الفيلم الفنان سلام مجيد من منظمي مهرجان السينما الكردية في بريطانيا وقدم خصيصا للمشاركة في الاحتفالية وعرض الفيلم .
في ختام الحفل القى السيد سالار صوفي ، رئيس مجلس الجالية الكردستانية في فنلندا ، كلمة حيا فيها ذكرى المناسبة ، واثنى فيها على جميع المساهمين في اقامة الحفل وانجاحه ، وشكر الحضور ، خصوصا القادمين من مدن بعيدة . السيد ئالان مصطفى ، القادم من مدينة ، تامبرا (178 كم شمال العاصمة هلسنكي) ، للمساهمة في الاحتفالية ، اشاد بتنظيم الاحتفالية والجهود المبذولة من قبل الجميع ، وتنوع البرنامج ، وشكر القائمين على الحفل، وتمنى ان تتواصل الجهود في العمل المشترك ، في مختلف المناسبات والفعاليات . السيدة شادمان علي فتاح ، نائبة رئيس مجلس الجالية الكردستانية ، ومن شهود مجزرة حلبجة ، ووالدها المناضل الشيوعي علي فتاح درويش ، احد شهداء الجريمة قالت لنا : " لا يمكن الاختلاف على بشاعة جريمة حلبجة ، ونحن الان نعيش عصرا جديد ، علينا ان نستلهم الدروس من تجاربنا لبناء مستقبل افضل، جريمة الابادة الجماعية بحق الشعب الكردي، وجريمة حلبجة ، يجب ان لا تتكرر في اي مكان في العالم ، ومن جانبنا كمجلس جالية كردستانية نسعى لتوحيد الجهود للاحزاب والمنظمات العاملة في فنلندا ، ليس لاجل تنظيم احتفالات مشتركة فقط ، وانما لتوحيد وجهات النظر ورسم برامج مشتركة لاجل العمل لغد افضل لشعوبنا واجيالنا القادمة ."