مجتمع مدني

الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق شارك فيها : الندوة النقابية الإعلامية العربية ــ الصينية

بغداد - طريق الشعب

بمشاركة السيد جاسب عودة حسن عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال العراق،شهدت مدينة بكين الصينية مساء الاربعاء الماضي فعاليات الجلسة الختامية لندوة الاعلام النقابي التي نظمها الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالتنسيق مع الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين، الذي يضم في عضويته 280 مليون عامل. الندوة التي بدأت فعالياتها قبل ذلك بيومين جاءت جلساتها الختامية مليئة بالتحليلات والرصد والتلخيص والاستفادة التي حدثت خلال الفعاليات وتسببت في نجاح الندوة التي حضرها ما يقرب من 50 إعلاميا عمالياً عربياً وصينيا.
الندوة انطلقت صباح الاثنين 21 نيسان 2014 في قاعة الاجتماعات بفندق قصر الشعب الصيني بالعاصمة بكين، وقد سميت "الندوة النقابية الإعلامية العربية - الصينية حول الاعلام النقابي ودوره في تثقيف وتعبئة العمال. حضر افتتاح اعمال الندوة السيد جيانغ قوانق بينغ نائب الرئيس عضو السكرتارية العامة للاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين، والسيد رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، والسيد عمر الباشا الامين العام المساعد المكلف بالإعلام، وعدد من النقابيين والنقابيات الإعلاميين والاعلاميات من الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال، ومن الاتحادات العمالية لكل من مصر، السودان، ليبيا، تونس، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، العراق، البحرين، اليمن، وممثل منظمة العمل العربية، ومن النقابات الصينية حضر عدد من الإعلاميين الصينيين والمهتمين بالشأن الإعلامي النقابي. كما حضرها ممثل عن وزارة الخارجية الصينية، وممثلون عن شبكة راديو وتلفزيون الصين الناطق بالعربية. وبلغ عدد المشاركين في هذه الندوة نحو خمسين مشاركا ومشاركة.وألقي كل من السيد جانغ قوانغ بينغ نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين، والسيد رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كلمتين في افتتاح الندوة، أكدا فيهما على عمق الروابط والعلاقات بين النقابات العربية والصينية، وتعاونهما في المحافل الدولية، وركزا على أهمية هذه الندوة في تبادل التجارب والخبرات بشأن الإعلام النقابي لاسيما في ضوء التقدم التقني الذي يشهده حقل الاتصالات الدولية وانسياب المعلومات بكمية غير معهودة من قبل. كذلك اشارا الى دورهما في تنظيم الملتقي النقابي الدولي حول العولمة الاقتصادية والنقابات الذي ينعقد سنويا في الصين، واكدا على أهمية ان تتحلى وسائل الإعلام النقابي بالمصداقية والشفافية في نقل المعلومات والأخبار والتحليلات للعمال.
وتراس جلسة الافتتاح السيد تسانغ قو شيان مدير عام دائرة الاتصالات الدولية، ثم بدأت الجلسة الأولي برئاسة السيدة شو لو نائب مدير عام دائرة الاتصالات الدولية، وتقدم فيها السيد لوي قوي تشوان مدير عام معهد بحوث الحركة النقابية في الصين بورقة تحت عنوان "الأفكار والتطبيقات لتنمية نقابات عمال الصين". كما تقدم السيد عبد الوهاب خضر رئيس تحرير وكالة انباء العمال العرب التابعة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، بورقة حول الاعلام النقابي ومصداقية نقل الأخبار والمعلومات لخدمة العمال. وكانت الورقة الثالثة حول الأحوال العامة لنقابات العمال بالصين في وسائل الإعلام. تقدم بها السيد دونغ يو بن، مدير قسم الرأي العام في دائرة الاعلام والتوعية. تم بعد ذلك فتح باب الحوار والنقاش وطرح الأسئلة للجميع.
في الجلسة الثانية وخلال فترة بعد الظهر، ترأس الجلسة السيد عمر الباشا الامين العام المساعد للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أمين شؤون الاعلام، بدأتها السيدة وانغ يينغ نائب مدير عام دائرة تنظيم الوحدة النقابية وبناء قدراتها في الصين بورقة حول دور الاعلام النقابي في تعبئة العمال لإنشاء وتكوين النقابات، كما تقدمت الدكتورة فدوى موسى الصديق الحسين، أمين دائرة الاعلام بالاتحاد العام لنقابات عمال السودان، بورقة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب حول دور الإعلام النقابي في الدفاع عن حقوق المرأة العاملة والشباب العامل. كما تم تقديم ورقة اخرى بعنوان الحركة العمالية الصينية ومواجهة الأزمات المالية الدولية قدمها السيد وانغ لي تشونغ، نائب المدير العام لمكتب الدراسات بالاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين. وكانت الورقة الاخيرة في الجلسة من تقديم السيد تشانغ جين نائب الرئيس الدائم لجامعة العمال ببكين وعنوانها خبرات نقابات العمال الصينية في استعمال الطرق الإعلامية لرفع قدرة العمال وتعزيز العمل اللائق. كان اليوم مزدحم بالمحاضرات والأوراق، وكانت المشاركة في الحوار والنقاش إيجابية جداً.
كان من أهداف هذه الندوة تبادل المعارف والخبرات والتجارب. المشاركون العرب كانوا في مستوى المسؤولية من حيث الانضباط والانفتاح في النقاش والحرص على الاستفادة. الصين لها تجاربها التنموية والنهضوية ذات الخصوصية الصينية، ولكن ذلك لم يمنع من التعرف على هذه التجربة عن قرب والاستفادة منها، لاسيما وان الصينيين لم يجدوا حرجا في الإجابة عن كل تساؤلات المشاركين.احد المشاركين الصينيين أكد ان النقابات الصينية تتمسك بالأهداف الثمانية للطريق التنموي للاشتراكية ذات الخصائص الصينيين (معلوم ان رقم ثمانية هو رقم التفاؤل والحظ بالنسبة للصينيين). ويقول ان هذه الأهداف هي: التمسك الواعي بقيادة الحزب، التمسك بالطبيعة الاشتراكية للنقابات.التمسك بتطوير التقدمية للطبقة العاملة، التمسك بإنشاء العلاقات المتناغمة للعمل، التمسك بحماية المصالح الشرعية لجماهير العمال، لتمسك باستكمال وتحسين المنظومة القانونية الاشتراكية للعمل، التمسك بتشكيل النظام الجديد للحركة العمالية الدولية، التمسك بتعزيز اعمال البناء الذاتي بروح الإصلاح والإبداع.
الدكتورة فدوى الصديق رائعة في عرض ورقتها وفي الإجابة عن التساؤلات التي طرحت حولها، وكانت بحق خير ممثل للمرأة العاملة العربية في هذه المهمة.
الثلاثاء، يوم آخر ملئ بالمحاضرات وأوراق العمل والزيارات الميدانية لصحيفة العمال اليومية، وشبكة العمال الصينية، للاطلاع على أسلوب وسير العمل في هاتين المؤسستين.تجدر الإشارة الى ان تاسيس الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين جاء في ضوء القرار الذي اتخذه الحزب الشيوعي الصيني في تموز 1921. وفي اب 1921 تأسست أمانة نقابات عمال عموم الصين، تحت رعاية الحزب الشيوعي الصيني، والتي كانت اول جهاز علني يستند اليه الحزب الشيوعي الصيني لقيادة الحركة العمالية، في ايار 1922، عقدت أمانة نقابات عمال عموم الصين المؤتمر الوطني الاول للعمال في مدينة غوانغتشو، الذي قرر اتخاذ أمانة نقابات عمال عموم الصين كجهاز عام للاتصالات والتواصل بين النقابات العمالية في عموم الصين. في ايار 1925 انعقد المؤتمر الوطني الثاني للعمال، تم فيه انتخاب الهيئة القيادية لنقابات عمال عموم الصين وإعلان تاسيس اتحاد عمال عموم الصين.
وكان الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين اول من أرسل برقية تهنئة بتاسيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في دمشق 24 اذار 1956،وقد عبر فيها عن استعداده للتعاون مع ممثل العمال العرب في كل ما من شانه ان يخدم القضايا والأهداف المشتركة.