مجتمع مدني

سوق نخاسة للجواري في نينوى .. يا عراق / سهاد ناجي

تواجه المرأة العراقية شأنها شأن العراقيين جميعا بمختلف أطيافهم وقومياتهم هذه الايام ، الكثير من الضغوط النفسية جراء اضطراب الوضع الامني في البلد، اذ اخذ الزحف الارهابي «داعش» يستولي على مناطق المسيحيين والايزيديين والشبك في مدن محافظة نينوى مثل سنجار وشيخان، وارتكابهم الجرائم الوحشية بحق النساء و الاطفال وهو امر يدعو الى القلق.
وقد اكد الهلال الأحمر العراقي صحة ما نشر حول قيام تنظيم ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية – داعش» بخطف النساء من الايزيديات والمسيحيات وإنشاء سوق للرقيق وعرضهن للبيع بأسواق مدينة نينوى كـ «سبايا» و تشير الارقام الى وصول عددهن لغاية الآن حوالي 500 امرأة. كما نُشرت صفحات التواصل الاجتماعي صورا لمجموعة من النساء مقيدات بالسلاسل قيل أنهن في العراق، يسوقهن عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في الشوارع. فضلا عن تناقل مصادر إعلامية وأمنية في محافظة نينوى خبر بأن التنظيم اختطف أكثر من 400 امرأة من الطائفة الإيزيدية، وقام بتوزيعهن على معسكرين لممارسة ما يعرف بـ»جهاد النكاح».
احساس مخيف ان نشعر كنساء ان الخراب والدمار يلف حياتنا حد النقمة، فالامر ينذر بكارثة يندى لها جبين الانسانية فيما لو استمرت وتكرر وقوعها.
- سوق جواري في نينوى لبيع وشراء النساء-.. يا عالم .. يا عراق!
ومن جانب آخر فان التداعيات السياسية الخطيرة وحالة الاستنفار في عموم الشارع، رغم الخطوة الايجابية التي لاحت في الافق وهي تكليف المرشح الجديد لرئاسة الوزراء بتشكيل الحكومة، لكنها ايضا من الامور المقلقة، ان يصل التشبث بالكرسي لبعض الساسة حد اللعنة، متناسين الجرائم والمجازر التي يرتكبها الإرهابيون بحق نساء البلد و اطفاله وشيوخه، وهو ذات الامر الذي يدفع عصابات داعش الى التمادي وارتكاب افعال وحشية و شنيعة اكبر و اكثر.
من المخجل ان تتصارع الكتل السياسية على مصالح فئوية ضيقة، ويضيع الوقت في تواقيت ومواعيد غير مبررة لانعقاد هذا التشكيل وهذا المجلس وموافقات هذا وذاك ، فيما ابناء البلد يذبحون وتسبى نساؤه ويدفن اطفاله احياء ويشردون في الجبال ويموتون عطشا، اما كان الاجدر بهم لو انهم تجاوزوا كل تلك الخلافات جانبا ، و خرقوا التوقيت او حتى الدستور لمرة واحدة فقط، من اجل الانسان العراقي و لوقف الانتهاكات والمذابح التي تمارس بحق الناس العزل.
اننا فعلا نحتاج اليوم لوقفة حقيقية من قبل اعضاء مجلس النواب الجديد لانهم امام مسؤولية تاريخية جسيمة، من اجل تخليص اخواتنا المسيحيات والايزيديات من الجحيم التي احال حياتهن لمأساة، فلا تتخاذلوا من اجل نصرتهن وحمايتهن، ولا تقفوا كالمتفرجين.
انهن سبايا يا سادة! وكم نحتاج اليوم لـ»معتصم» جديد لتحرير السبايا؟
ان صفحة من تاريخ العراق تحترق.. وهن تلك الصفحة ، لقد سلب «داعش» أملنا بالحياة والعيش الكريم في وطن آمن، لقد سرق منا الرغبة في الفرح. وكيف لنا ولكم ان نواصل العيش بعزة وكرامة ونمارس طقوسنا وحياتنا طبيعيا في عراق احترقت صفحات من تاريخه؟
نناشد جميع الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان والمجتمع الدولي بالتدخل السريع لوضع حد للمجازر التي يرتكبها داعش ضد المدنيين العزل من هذه المكونات و انقاذ نسائها من السبي والاسترقاق.