مجتمع مدني

العائلة ومسؤوليتها في تطوير عمليتي التربية والتعليم / نعمت الآغا

الأسرة هي الخلية الاولى من خلايا المجتمع الانساني، التي يتلقى فيها الطفل اولى مراحل تربيته وتنظيم اساليبه السلوكية، وتعامله مع الآخرين، وفقاً للنمط الثقافي السائد، وللأسرة الدور الهام في تربية ابنائها على حب الوطن والاعتزاز به، والالتزام بالنظام والقيم.
كما ان للأسرة دورها الفعال في المسيرة الدراسية لابنائها فنصائح الآباء والأمهات، وملاحظاتهم ومتابعتهم المستمرة لدوام ابنائهم المنتظم في مدارسهم، وحرصهم الشديد على تحضيرهم اليومي وادائهم الكامل للواجبات المدرسية، وغرس الاحترام والتقدير في نفوسهم لمعلميهم والى ادارة المدرسة، وتنمية الحب والشعور بالانتماء للمدرسة، وتقوية دوافع التعلم في نفوسهم والتسابق في الحصول على المعارف والخبرات، لها اثار ايجابية على تطورهم الدراسي وتخطيهم للصعاب التي تقف في طريقهم وتجاوزهم للعثرات في تقدمهم المدرسي، وتبعث في نفوسهم الثقة والاطمئنان للمستقبل، وتجعل للتعليم احساسا بالمتعة والسرور تغذي واقعية التعلم في المتعلم وتجعل حياته نجاحاً متواصلاً.
تقوية الترابط بين المدرسة والأسرة ضرورة ملحة
المدرسة مؤسسة اجتماعية، أنشئت لتربية وتعليم الأجيال على اهداف نابعة من فلسفة المجتمع، لأعداد الدارسين وجعلهم قادرين على خدمة اوطانهم وأنفسهم.
ويأتي الاطفال للمدرسة وهم يحملون كل ما حصلوا عليه من أمور التنشئة الاجتماعية التي تلقوها في ايامهم الاولى بعد تكون: ادراكهم للأمور. يحملون وجهات نظرهم في امور الحياة.. يتقيدون بأساليبهم في تعاملهم مع الآخرين.. يرغبون في هذا ويكرهون ذاك من العادات والتقاليد، والمفروض ان يأتي التلاميذ الى المدرسة وهم يحملون كل ما له من التأثير الايجابي على جودة تعلمهم ومسيرتهم الدراسية. والذي يمكن تحديده بما يلي:
1- حب التلميذ واحترامه للمعلم؛ إن اولى واجبات الأسرة هي غرسهم لحب المعلم واحترامه في نفوس ابنائهم. فكلما حب التلميذ معلمه، قوت الرابطة بينه وبين معلمه، ازدياد حبه للدروس التي يدرسها المعلم، واصبحت الدراسة ميسرة وسهلة وسعيدة، واسهل فهما وادراكاً للتلميذ.
2- متابعة الاباء والأمهات لأبنائهم في دوامهم وفي سلوكهم في المدرسة وفي تحضيرهم اليومي، وفي ادائهم للواجب المدرسي، ومراقبة درجاتهم في الامتحانات اليومية والشهرية. وهذا يعتبر احد الدوافع الاساسية للتعلم بالنسبة للتلاميذ، ومن الأمور المشجعة على التفوق الدراسي.
3- المجتمع الطلابي المدرسي، مجتمع تتمثل فيه المساواة، وتسود فيه روح التعامل الديمقراطي، والاساليب التربوية. ولكن بسبب وصول عراقنا الى مراحل طغيان الارهاب والتفجيرات والمفخخات ومظاهر التعصب الطائفي واصحاب النفوذ ظهر بعض الطلبة ممن يتظاهرون بالتعالي على اقرانهم ويسمعوهم كلمات غير لائقة، وهؤلاء على قلتهم يشكلون ظاهرة سيئة، فالرجاء من عوائل هؤلاء التلاميذ التأكيد على روح الأخوة والتعاون والمحبة في المجتمع المدرسي وعلى الادارات والمعلمين تقوية روح الزمالة والأخوة بين الطلبة، والتأكيد بأن الجميع ابناء وطن واحد، والمدرسة اداة هامة لرقي المجتمع وتقدمه، وهي المكان المثالي الذي يجسد المساواة والمواطنة والحب والتآخي والتعاون بين افراده.