مجتمع مدني

عام دراسي شبابي للنسيان*

لا يعرف حتى الآن، ما إذا كان هذا العام الدراسي هو الأسوأ على الإطلاق،
الشيء الوحيد الذي يمكن ضمانه، إن الآلاف من الطلبة تركوا مقاعد الدراسة، جراء العمليات العسكرية في مناطقهم، في ثلاث محافظات هي الأشد سخونة، ما يذكر بأيام الاحتراب الطائفي في 2006 وما تلاها من ضياع مستقبل الكثير من الطلبة.
وفي غياب الحلول الناجعة، وبوضع أمني معقد، لا يستطيع الطلبة المجازفة بقطع مسافة الطريق من والى جامعة تكريت على سبيل المثال، التي أصبحت مسرحاً لاشتباكات عنيفة بين الجيش العراقي ومسلحي داعش الإرهابي.
الى جانب ذلك، لا يزال من الصعب على العديد من الطلبة دخول حدود اقليم كردستان وكركوك لأداء امتحاناتهم، نظراً لخطورة الطريق او لتشديد الاجراءات الامنية على منافذ المدن.
وبوصف سريع، يضيف الواقع إلى لائحة معرقلات الطلبة ، رقماً جديداً، بعد غلاء المعيشة وارتفاع أقساط الدراسة وصعوبة التنقل، فضلاً عن تحديث المناهج وطرق التدريس.
وبحساب أعداد الطلبة والشباب النازحين مع عوائلهم في شتى أنحاء البلاد والدول المجاورة، وهجرة عدد كبير من خيرة التدريسيين، وما خلفته وستخلفه العمليات العسكرية من أضرار على البنية التحتية للتعليم، سنكون قد وضعنا موسماً دراسياً كاملاً طي النسيان.
وبينما يدوي الرصاص قرب جامعات تكريت والانبار، ترك طلبة ما يزيد عن أربع كليات في جامعة الموصل مقاعد الدراسة وبقوا حبيسي المنازل، بعد ان ألغاها مسلحو داعش، او فرضوا منهاجاً آخر على بعضها.
جنوباً، انعكس فقدان البلاد لثلاث جامعات، على إجراءات القبول المركزي هذا العام، اذ استثنيت المحافظات الملتهبة من الخطة، لينعكس بضغط على جامعات وكليات العاصمة والمحافظات الجنوبية.
على صعيد الوضع الشبابي، يكفي فقط استعراض الضائقة المالية التي تواجهها الحكومة، لنجد صفوفاً أخرى من الخريجين ستنضم إلى القوى العاملة المعطلة، وبذلك تؤجل أحلام الاستقرار لشريحة الشباب، وإيجاد مخارج من أزمات متلاحقة.
محرر صفحة الطلبة والشباب جريدة - طريق الشعب*