مجتمع مدني

بغداد الأكثر معاناةً من الكهرباء.. وكردستان تجهز مواطنيها بـ 24 ساعة

بغداد – طريق الشعب
فيما اعتبرت وزارة الكهرباء، يوم أمس، أن بغداد الأكثر معاناة من نقص الطاقة الكهربائية، أعلنت وزارة كهرباء إقليم كردستان، أمس، تزويد الطاقة لسكان الإقليم على مدار اليوم خلال شهر رمضان.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء الاتحادية مصعب المدرس قال لوكالة "السومرية نيوز"، إن "مدينة بغداد الأكثر معاناة من تجهيزها بالطاقة الكهربائية من بين المحافظات الأخرى"، مبيناً أن "ما تزود به بغداد حالياً من الطاقة الكهربائية يبلغ 11 ساعة يومياً. فيما تبلغ ساعات التجهيز للمحافظات من 12 ساعة، صعوداً إلى 24 ساعة يومياً".
وأضاف المدرس أن "ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك الكهربائي وتجاوزات المواطنين على الشبكة الوطنية ابرز المشاكل التي تعاني منها مدينة بغداد"، مشيراً إلى أن "الطاقة المجهزة لمدينة بغداد تبلغ حالياً 2350 ألف ميغاواط، في حين تبلغ حاجة بغداد من الطاقة الكهربائية 4000 ميغاواط".
وأشار المدرس الى أن "المنظومة الوطنية تعاني من قدرات مفقودة بسبب شح الوقود وانخفاض الغاز، والتي وصلت إلى 1200 ميغاواط، إضافة الى زيادة الحمل والذي وصل إلى أكثر من 15 الف ميغا واط"، مؤكداً أن "الوزارة ستقوم بحل مشكلة النقص في الطاقة الكهربائية في بغداد خلال، اليوم (أمس) وغدا (اليوم) الخميس".
من جهتها، أعلنت وزارة كهرباء حكومة اقليم كردستان أمس، عن تزويد الطاقة لسكان الإقليم على مدار الـ24 ساعة خلال شهر رمضان.
ونقل بيان لحكومة الإقليم تلقت "طريق الشعب" نسخة منه عن وزير كهرباء كردستان ياسين أبو بكر، قوله في اجتماع عقده مع المدير العام لدائرة كهرباء محافظة السليمانية، أن "الوزارة أدخلت ضمن منهاجها لشهر رمضان المبارك مسألة تزويد المواطنين بالكهرباء على مدار الساعة، وأن من المقرر إنشاء محطتين لإنتاج الطاقة الكهربائية في منطقتي قلعة دزه وبازيان بمحافظة السليمانية قريبا".
وفي سياق متصل، عّدت لجنة النفط والطاقة النيابية، أمس، القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء في جلسته الرسمية، يوم أمس الأول، امتصاصا لنقمة الشارع العراقي، مبدية استغرابها من تكليف نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني متابعة الخلل وإيجاد الحلول للمشكلة.
وقال مقرر النفط والطاقة النيابية قاسم محمد لوكالة "شفق نيوز" أمس الأربعاء، إن "القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء، يوم أمس، هي محاولة لامتصاص نقمة الشارع العراقي بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم بلوغ الإنتاج ما وعدت به الحكومة سابقاً".
وتزداد شكاوى العراقيين من نقص الطاقة في فصل الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة في شهري تموز وآب لتتجاوز 45 درجة مئوية.
وأبدى محمد استغرابه من "تكليف مجلس الوزراء نائب المجلس حسين الشهرستاني عقد اجتماع عاجل لبحث مشاكل انتاج الطاقة والتوزيع"، مبينا أن "الشهرستاني فشل عندما كان وزيرا للكهرباء وحاليا بمنصبه رئيسا للجنة الطاقة الوزارية في تحسين الطاقة فكيف له ان يجد حلولا لمشاكل الطاقة".
ووفقا لمقررات مجلس الوزراء، أمس، فأنه وافق على قيام وزارة التجارة بتحديد أصناف الكهربائيات المسموح باستيرادها ومنع استيراد الأجهزة والمعدات الكهربائية ذات النوعية التي تؤدي إلى الاستهلاك العالي للطاقة، وبالتنسيق مع وزارة الكهرباء والجهات المعنية، وتحديد إجازات الاستيراد وفقا لذلك.
ويحتاج العراق إلى نحو 14 ألف ميغا واط من الكهرباء لسد الحاجة المحلية المتزايدة. بينما تنتج البلاد حاليا من 8 إلى 9 آلاف ميغا واط رغم إنفاق عشرات مليارات الدولارات منذ 2003.
من جهتها، حذرت عضو لجنة النفط والطاقة النيابية سوزان السعد، أمس، من نشوب أزمة شعبية قد تنطلق شرارتها من محافظة البصرة بسبب تردي التيار الكهربائي تزامنا مع حرارة فصل الصيف وحلول شهر رمضان.
وقالت السعد في بيان نقله مكتبها الإعلامي وتلقت "طريق الشعب" أمس نسخة منه ان "هناك غضبا جماهيريا في عموم المحافظات بسبب تدهور واقع الكهرباء وقلة ساعات التزويد مقابل ساعات القطع، إذ تعتزم شرائح واسعة من الأهالي الخروج في تظاهرات وسط مخاوف من تطور الأمور إلى صدامات وفوضى شبيهة بما حصل سابقا في محافظة البصرة وعدد من المحافظات".
وأضافت ان "المواطن العراقي لا يريد تشكيل خلية أزمة أو لجان أو عقد اجتماعات أو استضافة وزير أو غيرها، بل بات ينظر إلى هذه الأمور على أنها محاولة لإلهائه أو إسكاته، في حين ان كل ما يريده هو تزويده بالكهرباء".
وأشارت السعد إلى ان "تدهور قطاع الكهرباء يرافقه عدم عدالة في توزيع التيار الكهربائي من منطقة إلى أخرى، مما ولّد حالة من الاستياء الشديد لدى المواطن".
وكان مجلس الوزراء خصص جلسته الأخيرة، يوم أمس الأول الثلاثاء، لمناقشة مشاكل الطاقة الكهربائية، وأكد أن إنتاج الطاقة الكهربائية ما زال غير كاف، وفيما وافق على قيام وزارة التجارة بتحديد أصناف الكهربائيات المسموح باستيرادها، منع استيراد الأجهزة والمعدات الكهربائية ذات النوعية التي تؤدي إلى الاستهلاك العالي للطاقة.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في الأول من كانون الثاني 2013، أنه سيضمن توفير الكهرباء هذا العام 2013 "على مدار الساعة"، مؤكدا أن العراق لا يزال يحتاج إلى "توسيع تعاقداته" مع الشركات العالمية من أجل توفير الطاقة الكهربائية، وفي حين أشاد بعمل الشركات الكورية في العراق، أكد أن الدراسات الاقتصادية العالمية وضعت العراق "ضمن الدول العشر الأوائل من حيث النمو".