مجتمع مدني

1500 مسيحي من مجموع 150 ألفا كل ما تبقى في حي الدورة ببغداد !

طريق الشعب
كشفت صحيفة بريطانية، أن 1500 مسيحي من مجموع 150 ألف شخص كل ما تبقى بمنطقة الدورة في بغداد قبل عقد من الزمن.
بينما أطلق العشرات من الناشطين الشباب من محافظات مختلفة، حملة "نون" للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة مع المسيحيين في رد منهم على ما يقترفه تنظيم داعش بحقهم.
وتذكر صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، نقلا عن الأب تيموثايوس عيسى، من كنيسة سانت شموني في منطقة الدورة جنوبي بغداد، قوله، إن "اصحاب العائلات قد غادروا وجميع الشباب ولم يتبق من الناس القدماء هنا الا القليل من العوائل وبعض الاطفال"، مؤكداً "بالنسبة لي ومن حيث مسؤولياتي الدينية فان وظيفتي أن اكون أبا لشعبي هنا وعلي البقاء مع هذه العوائل المتبقية".
وتابع الأب تيموثايوس "أعتقد أن كل العوائل تفكر في الهجرة الآن فهم يقضون وقتا هنا ويعتقدون أن حياتهم مؤقتة في هذا المكان".
وتلفت الصحيفة في تقريرها الى أنه "قبل عقد من الزمان كان هناك 150 ألف مسيحي في منطقة الدورة حينما غزا الأمريكان والبريطانيون البلاد عام 2003 معظمهم من الاشوريين والكلدان الكاثوليك لكن المنطقة الآن غزتها الجدران الكونكريتية مثل معظم ضواحي بغداد".
وتضيف "انهم يصلون في كنائس شبه فارغة مثل الأب تيموثايوس محاطة بالمتاريس ونقاط التفتيش حيث يقول الأب انه في كل شهر هناك اثنين او ثلاث من العوائل المتبقية تقوم بحزم امتعتها وتغادر البلاد"، مؤكدة أن "وسائل طرد المسيحيين اختلفت خلال السنين الماضية في العراق الا ان النتيجة النهائية كانت المغادرة والهجرة الى السويد والولايات المتحدة بنفس المعدل".
ويختتم تقرير الصحيفة أن "السكان المسيحيين انخفضوا في العراق بمعدل ثلثين الى ثلاثة ارباع عددهم عما كانوا عليه عام 2003 فيما يرى المتبقون على نحو متزايد أن لا مستقبل لهم هنا".
وفي سياق متصل، أطلق العشرات من الناشطين العراقيين، حملة بعنوان "نون" للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة مع أبناء الديانة المسيحية في رد على ما يقترفه تنظيم داعش بحقهم.
ويقول مدير الحملة الصحفي والناشط الحقوقي، إيهاب أحمد، في تقرير نشرته مواقع اخبارية، إن الحملة التي تشارك بها ثلاث منظمات شبابية تضم العشرات من الناشطين في بغداد والبصرة وشمال العراق تسعى لمساندة العراقيين المسيحيين وتشجيعهم على المشاركة في إقامة احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة وتوسيعها هذا العام رداً على هجمات تنظيم داعش الإرهابية وجرائمها بحقهم.
ويذكر أحمد أن تنظيم "داعش طرد إخواننا في الوطن وحالياً هم في مخيمات النزوح وفي غير مدنهم ونسعى لأن ننظم ونساعد في إقامة قداسهم واحتفالاتهم في مواقع تواجدهم ونوصل رسالة لداعش إن هذا الوطن أكبر من أن يحكمه قتلة ومتخلفون مثلهم".
ويوضح أن "أجراس متنقلة تم توفيرها لقرعها في مدن عدة بهذه المناسبة من البلاد تحديا للتنظيم الإرهابي وتأكيداً على السلم والتعايش الداخلي في العراق الذي سعى المتطرفون إلى تمزيقه".
من جهته، يقول نزار البغدادي، مدير منظمة بغداد للتنمية البشرية، إن الحملة تضم خمس فعاليات مختلفة هي إقامة احتفالات في مخيمات النازحين التي تتواجد بها عوائل مسيحية وتوزيع أجراس صغيرة ومتوسطة لقرعها تحدياً لداعش.
كما سيتم نشر زينة وأضواء جميلة في بغداد ومدن أخرى فضلاً عن إقامة احتفالات بسيطة في عدد من الشوارع بهذه المناسبة علماً أنه سيتم الإعلان عنها قبل يوم من موعدها لأسباب أمنية.
وسيوزع متطوعون هدايا على أطفال النازحين المسيحيين في مخيماتهم ومناطق تواجدهم.
ويفيد البغدادي في حديث لموقع "موطني" إن عدد من الأسر المسلمة ببغداد قررت استضافة عوائل مسيحية تقيم في المخيمات خلال احتفالات الميلاد احتراماً وتضامنا معها.
ويتابع "نأمل أن تتحول هذه المبادرة إلى ظاهرة تقوم بها جميع العوائل البغدادية التي تمتلك منازل كبيرة".
من جانبها، تقول شيماء حمدي، وهي ناشطة من بغداد، للموقع ذاته، إن أكثر من 70 شابا وشابة من مختلف الطوائف والديانات شاركوا حتى الآن في الحملة على أمل إيصال رسالة مهمة من خلالها، منوهة "رسالتنا هي أن داعش وغيرها سيرحلون عاجلاً أم آجلاً ونحن من سنبقى لذا يجب أن نفكر بإصلاح بيننا قبل كل شيء وإننا أخوة يجب أن يساند كل واحد منا الآخر".
وتذكر أن الحملة أثّرت على المجتمع العراقي "حيث وردتنا العشرات من الطلبات من شبان وشابات للانضمام إلى فعاليات الحملة المتعددة وهم يرحبون بفكرتها لذا نتوقع أن تتسع إلى مدن أخرى".