مجتمع مدني

لغياب الرقابة القانونية على الزراعة واهمالها منطقة الزعفرانية تستنكر تجريف البساتين

بغداد - احمد علي
اتسعت في الآونة الأخيرة ظاهرة تجريف النخيل في بغداد والمحافظات فيما الغرض منها هو تحويلها إلى مجمعات سكنية او محال تجارية، ما تسبب بضرر فادح للاقتصاد العراقي فضلا عن تدني إنتاجية النخيل التي يشتهر البلد بزراعته.
ويشاع بان جهات الحكومية تقف وراء عمليات الإبادة لإعداد النخيل ناهيك عن بعض أصحاب البساتين من الجشعين وضعاف النفوس الضعيفة لأجل الحصول على أرباح مالية بسبب تحويل أراضي البساتين إلى عقارات سكنية. منطقة الزعفرانية واحدة من المناطق التي طالتها يد التخريب وتجريف بساتينها، الامر الذي أكده رئيس لجنة الاعمار والتطوير في مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي في حديث لـ"السومرية نيوز"، بقوله: إن "منطقة الزعفرانية وعدداً من مناطق بغداد الكبيرة تتعرض فيها البساتين الى عملية تجريف، فضلا عن بيع اراض وأملاك بعقود مزورة"، مشيراً الى ان "مجلس المحافظة بعث بكتاب الى امانة بغداد بضرورة عدم تغيير جنس الارض.
كما بين عضو المجلس البلدي في منطقة الزعفرانية الى اتساع الظاهرة في المنطقة وقال: تم تجريف 4000 نخلة اعمارها لا تتجاوز الـ 20سنة في احدى البساتين بالمنطقة، من قبل وزارة النفط وبشكل كامل لكن بسبب المشاكل في عملية التوزيع وتحويل جنس الارض في دائرة الطابو تم بيع الاراضي الى اشخاص وهميين لكي تباع الى المواطنين فيما بعد.
بستان بيت بنية يقع في منطقة الزعفرانية ايضا وتعود ملكيته الى احد التجار في بغداد، اذ يشغل مساحة تقدر بـ 30كم2 ويمتد من مصنع النداء سابقا الى ضفاف نهر دجلة تم تجريف أراضيه من قبل جهات حكومية غير معروفة قامت بتدمير السور الخارجي للبستان، وفي اليوم التالي وضعت المعدات لتبيد حوالي 10.000 نخلة مثمرة ومنتجة بالاضافة الى انواع اخرى من اشجار الحمضيات، والغريب حدث هذا كله دون تدخل القوات الامنية او اللجان الرقابية في وزارة الزارعة المعنية بالامر ، بحسب قول احد سكنة المنطقة . وبعدها فوجئنا بعرض البستان للبيع وحسب الطلب. ابوهشام -احد المتضررين قال: اشتريت قطعة سكنية مساحتها 100 متر وبسعر 7 ملايين دينار عراقي عبارة عن ارض زراعية من شخص يدعى "......." وعلى انها اصولية وبسند صحيح وعند الكاتب العدل، علما ان جميع المستمسكات موجودة عندي، ويتابع حديثه، ما حدا بي لبناء منزلي الخاص الذي كلفني حوالي 34 مليون دينار لكني فوجئت في احد الايام بان صاحب البستان الحقيقي يطالبني بالرحيل من داري بعد ان صرفت كل مدخراتي لاجل بنائه، والانكى من ذلك امهلني مدة شهر لمغادرة الدار، وبعد البحث عن البائعين لم اعثر على أثرهم. اما رأي الباحث وسام العكيلي فقال: لاشك انه موضوع خطير والسكوت عنه اخطر، لان عملية تجريف بساتين النخيل تؤدي الى تحول الاراضي الخضراء الى جرداء ما يترتب عليه زيادة لعواصف الغبار والاتربة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ،وهذا خرق للبيئة ، عليه ادعو الجهات المعنية الزراعية وغيرها لوقف عمليات التجريف للبساتين وبجدية . وان يرفعوا شعار ازرع ولا تقطع بدلا من اقطع ولا تزرع.
يذكر ان العراق يصنف سابقاً البلد الاول بزراعة النخيل اذ كان يضم حوالي 31 مليون نخلة منتجة لمختلف أنواع وأصناف التمور، لكن بسبب الحروب المتوالية التي شهدها على مدى عقود بالإضافة إلى عمليات التجريف ما ادى لتدني اعداد النخيل الى 16 مليون نخلة فقط.