مجتمع مدني

الرفيق عادل حسين "أبو كاوه" يستذكر بعض الشهداء

الشهيد الشيوعي أحمد فضل الدين سعيد ( أبو كوران)
ولد الشهيد أحمد في مدينة الحبانية (محافظة الأنبار) عام 1951 ودرس في مدارسها ومنذ نعومة اظفاره تربى على القيم والمبادئ الإنسانية فكان طريقه الى الحزب الشيوعي العراقي مبكرا، كان يتمتع بخلق عال وابتسامة لا تفارق محياه، طيب، متواضع ومحب للجميع وهذه صفات يتميز بها الشيوعيون عن سواهم.
كانت عنده القيم والمبادئ من أولى الابجديات وأغلى من حياته ودافع عنها بكل ثقة وشجاعة.
أكمل الشهيد احمد دراسته في معهد التكنولوجيا في بغداد وتزوج برفيقة دربه السيدة خولة حبيب عبيد علي (وزوجته هي بنت شهيد الحزب حبيب عبيد (أبو صلاح) وأصبحت زوجة شهيد) ورزقا بولد أسموه (كوران).
أثناء الهجمة البربرية التي قام بها البعث الفاشي ضد الشيوعيين العراقيين عاش الشهيد احمد مختفيا عن أعين أزلام البعث المجرم وأنتقل في مناطق عديدة في بغداد (السنك, المنصور، وكورنيش الكاظمية) لمدة تقدر بـ عامين، وخلال تلك الفترة كان يعمل بجهد عالٍ ونكران ذات متميز رغم معرفته بخطورة الوضع.
أعتقل أبو كوران في يوم 21-6-1980 وتعرض خلال اعتقاله الى ابشع أنواع التعذيب بقي صامدا ومتحديا جلاديه، كان أمامهم كالطود الشامخ الذي لا تهزه ريح، وبعد ذلك الصمود البطولي حكموا عليه بالإعدام ونقل الى سجن أبو غريب قسم الاحكام الخاصة، ونفذ فيه حكم الاعدام في 23-8-1983 ذهب احمد الى مشنقته بكبريائه الشيوعية، مات بطلا ليسجل أروع صورة للصمود الشيوعي امام جلاديه.
مجدا لكل الشهداء المكللة هاماتهم بالغار والبنفسج الذين قارعوا الأنظمة الرجعية والدكتاتورية حتى الرمق الأخير.
الشهيد الشيوعي حبيب عبيد علي (أبو صلاح)
ولد أبو صلاح عام 1914 في محافظة الأنبار . انتمى للحزب الشيوعي العراقي في بداية الأربعينيات من القرن الماضي. رجل وقور وذو شخصية قوية هادئ الطبع والشكل، غرس في عائلته حب الناس والتفاني من أجلهم وعلمهم على صدق التعامل مع الآخرين وعدم الرضوخ للطغاة مهما كلف الأمر، وفي أربعينيات القرن الماضي فرضت عليه الاقامة الجبرية في مدينة الفلوجة لمدة سنة في العهد الملكي، وفي بداية انتصار ثورة 14 تموز عام 1958 وبعدها عندما تشكلت المقاومة الشعبية لحماية الثورة كان أبو صلاح من قادة المقاومة الشعبية في لواء الدليم (الأنبار حال?ا). أنتقل أبو صلاح الى محلة الدوريين عام 1961 مع عائلته.
تعرض حبيب ابو صلاح الى المضايقات والمراقبة وأعتقل عام 1961 لغاية عام 1963 حيث تعرض الى أبشع صنوف التعذيب مثله مثل كل المناضلين الذين تحدوا جلاديهم.
ومرت السنوات وبقي هذا المناضل وفيا لقيمه ومبادئه مما أثار حفيظة المجرمين الطغاة، الذين قاموا بمراقبته وملاحقته، وتم استدعاؤه الى أمن الجادرية عام 1984 مع زوجته الطيبة أم صلاح، وبعد فترة قصيرة افرج عنه وفي يوم17-9-1986 اختطف الرفيق ابو صلاح من شارع الرشيد قرب اورزدي باك وتعرض مرة أخرى لتعذيب بشع من رجال أمن البعث الفاشي، ثم نقل الى سجن أبو غريب قسم الاحكام الخاصة حيث صدر بحقه حكم الاعدام ونفذ فيه الحكم يوم 5-8-1987 وهو قد تجاوز السبعين من العمر.
استشهد أبو صلاح وقدم حياته من اجل القيم الانسانية النبيلة التي آمن بها في تحقيق مجتمع خالٍ من القهر والحرمان, مجتمع تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة.
لك المجد ولك كل الخلود أيها الشهيد البطل حبيب عبيد علي (ابو صلاح) فالشهداء الأبرار رايات خفاقة في سماء الوطن.
الشهيد ابو آيار
قدم الفنان التشكيلي الشهيد أبو آيار من ايطاليا التي كان يقيم فيها، ملبيا نداء الحزب للالتحاق بالحركة الانصارية في كردستان العراق عام 1982 واستشهد برجولة، عندما حاصرته قوة من الجيش والحجوش في أشرس عملية مجرمة في كردستان خلال عمليات الأنفال السيئة الصيت عام 1988 التي قام بها البعث المجرم ضد شعب كردستان، وفضل الموت شموخا بدلا من ان يقع اسيرا بيد الطغاة، وكان يحتفظ بالطلقة الاخيرة لنفسه فاستشهد بها. مجدا لك أبو آيار الجميل بكل شيء، ولك الخلود وستبقى في وجداننا وضمائرنا الى الأبد.