مجتمع مدني

الشهيد الشاعر بحر الخالدي كتب قصائد للحزب والناس / مزهر بن مدلول

الشهيد الشاعر بحر الخالدي، من مواليد 1947 بغداد، من عائلة شيوعية، كانت ومازالت لها دور في النضال والعطاء، اعتقلته عصابات النظام البعثي مرات عدة، وتعرض للاعتداء والضرب المبرح في اكثر من مناسبة، ثم عاد رجال الامن واعتقلوه في عام 1981 اثر الهجمة الشرسة التي شنتها السلطة على تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي.
واجه الشهيد في زنزانة الاعتقال شتى أساليب التعذيب جراء موقفه الثابت وتحديه البطولي للجلادين، وكما روى من كان معه في المعقتل ذاته، أن الشهيد (بحر) كان يردد دائما (الشيوعي لا يعرف الموت)، وفي 8/ 6 من عام 1983 اعدم الشهيد شنقا حتى الموت في معسكر الرشيد.
كتب الشهيد بحر الكثير من القصائد بالعامية والفصحى، وكانت لديه مخطوطات وتصاميم لطبع ديوانه الشعري باللهجة الشعبية، ولكن للأسف الشديد لم يتم العثور عليها كاملة، وما وصل منها حتى الآن كان شحيحا جدا. ومن قصائده الشعبية التي وصلتنا (سيرة)، وقصيدة (صورة)، وقصيدة (جناحين الضوه)، ومن قصائده الفصحى (رسالة من تحت الليل).
تحت الليل لهيب يسري في اوردتي
وكلام القاعات تراث.. يشربني عند قراءته
وجميع القاعات مسارح
والحائط قاموس كالح
وكفوف الوحدة تعصرني
والحب جناحي تمثال
تحت الليل تنام المومس والمثّال
وفي قصيدة (صورة)، يقول الشاعر الشهيد:
مر عطش كل التراب.. ومرت انياب الذئاب
رماح مسمومة تسولف على الراح.. تحجي قصة دم (صلاح)
رادت اترجم غدرها.. بس، على شفاف الرياح
وصمة السجينة تظل للدنيا صوت
ياهو صاح
ياهو سولف عن صلاح
او ياهو غشج يا رياح
اما في قصيدة (جناحين وضوه)، التي كتبها الشهيد لمناسبة الذكرى الاربعين لميلاد حزبنا في عام 1974 فيقول في مطلعها:
دورت عنك حياة الجوع
والليل.. او شواطي اشفافك الحلوات
شفتك ابعيني ضوه
شتل نفسه بكل درابين الولاية
او لا عرف ذل وتعب
فرش جنحانه جسر مابين جرفين الولاية
عبرت الوادم عليه او لا تعب