مجتمع مدني

" ندوة حوارية مع "شخصية مهرجان طريق الشعب الثالث" الصحفي المخضرم سجاد الغازي ومسيرته الحافلة

طريق الشعب
شهدت قاعة مهرجان "طريق الشعب" الثالث ظهر ثاني ايامه الجمعة، ندوة حوارية مع "شخصية المهرجان" هذه السنة، الصحفي المرموق سجاد الغازي، حضرها حشد من الزوار الذين توافدوا على ارض المهرجان منذ ساعات الضحى.
ورحب مدير الندوة، رئيس تحرير "طريق الشعب" مفيد الجزائري بالاستاذ الغازي، وقدمه الى الجمهور مشيرا قبل كل شيء الى العقود الطويلة التي امضاها في العمل الصحفي وفي العمل النقابي والمهني الخاص بالصحفيين. ذلك ان حياته الصحفية بدأت مع مباشرته الكتابة في جريدة "لواء الاستقلال" سنة 1948 غداة انضمامه الى حزب الاستقلال المعارض، وكان عمره آنذاك 18 عاما، فهو من مواليد 1930. وخلال عمله في الجريدة اشرف على اصدار صفحة اسبوعية عن العمال والفلاحين والكسبة، اختار لها اسم "صوت المجتمع".
وفي السنين والعقود التالية وبعد ثورة 14 تموز 1958 عمل الغازي في صحف اخرى، منها "الجمهورية" و"كل شيء"، كما اصبح عضوا في مجلس نقابة الصحفيين العراقيين التي تأسست غداة الثورة ايضا. وفي اثناء ذلك اهتم كثيرا بقضية تقاعد الصحفيين واعد لائحة قانون تقاعدهم ثم اصبح عضوا في هيئة صندوق التقاعد الذي اسس لهذا الغرض. واعتبارا من اواسط السبعينات تفرغ للعمل في اتحاد الصحفيين العرب ، الذي قدم بنفسه مشروع تأسيسه، وانتخب لعضوية مكتبه الدائم، ثم تولى مهام امينه العام طيلة 13 سنة، حتى سنة 1997.
وبعد التقديم الوجيز من قبل مدير الجلسة، تحدث الاستاذ سجاد الغازي فعبر اولا عن سروره للمشاركة في الندوة، مشيدا بـ "طريق الشعب" وبمبادرتها الى تنظيم المهرجان ومواصلتها اقامته للسنة الثالثة، ومتمنيا للمهرجان الاستمرار والنجاح الدائم. ثم ألقى اضواء على المحطات الاساسية في مسيرته الصحفية، متجنبا يدفعه تواضعه - الحديث عن الجوانب الشخصية، ومركزا على العمل الصحفي ذاته وتطوره في العراق، وعلى جوانبه المهنية والامور المتعلقة بالعمل النقابي الصحفي، والجهود التي بذلها لتأسيس صندوق تقاعد الصحفيين العراقيين والتي يعتز بها اعتزازا خاصا.
وتحدث عن ذلك كله ارتباطا بالتطورات السياسية التي مرت بها البلاد في تلك السنين، وما وضعت من معرقلات احيانا امام تطور الصحافة وتقدمها، وما وفرت من تسهيلات لنموها في احيان اخرى اقل طبعا. كما تناول ذلك ارتباطا بالتطورات التقنية في صناعة الصحافة وطباعتها وتنظيمها الحديث، والتي امتد تأثيرها الى صحافتنا منذ خمسينات القرن العشرين.
وعرض الغازي من ثم بتفصيل نسبي لنشاط الصحفيين المشترك على المستوى العربي، لا سيما في اطار اتحاد الصحفيين العرب، ومساهمة نقابة الصحفيين العراقيين ودوره هو شخصيا في ذلك. كما اشار الى مساهماته في تهيئة العديد من التشريعات الصحفية العربية، والاتفاقات النقابية ومواثيق الشرف الصحفي.
بعد ذلك طرح الحاضرون على الاستاذ الغازي اسئلة عديدة تتعلق بجوانب مختلفة لما تناوله وما لم يتناوله بسبب محدودية الوقت، من قضايا وشؤون الصحافة العراقية خلال العقود الستة التي عاشها عاملا فيها. وقد اجاب عليها جميعا وهو يتمنى لو ان الوقت امتد واتاح له الدخول في تفصيلات كثيرة، بما يرضي فضول اصحاب الاسئلة والاستفسارات.