مجتمع مدني

على هامش المهرجان الثالث لطريق الشعب :ندوة عن الإعلام العراقي في مواجهة داعش / علي الجاف

"الاعلام العراقي في مواجهة داعش"، هو عنوان الندوة الثانية في مهرجان "طريق الشعب" الثالث، التي شارك فيها الصحفي والكاتب عبد المنعم الاعسم والباحث في شؤون الاقليات الدكتور سعد سلوم، والناشط والمدون الالكتروني حيدر حمزوز، بتقديم من الكاتب رضا الظاهر.
وبدأ رضا الظاهر الندوة بالحديث عن أزمة الإعلام العراقي واعتبارها إحدى تجليات الأزمتين الاجتماعية والسياسية العميقة التي تعصف بالبلاد، والحقيقة على انها تشكل أهم المنطلقات التي تستدعي الدراسة إذا ما أردنا معرفة أسباب أزمة .
وذكر الظاهر انه "لا يمكن إنكار أن هناك طاقات إعلامية، لكن شروط أداء الإعلام غائبة، لذلك فأن أزمة الإعلام الحالية هي احدى تجليات الأزمة السياسية".
الباحث سعد سلوم، بدأ مداخلته بالسؤال: هل من الضروري ان يكون الصحفي والإعلامي مثقفاً؟.. هل من المطلوب على المراسل ان تكون له قدرات تحليلية تمكنه من التعاطي مع ظاهرة معقدة مثل داعش؟
وأجاب سلوم: نقول نعم، إذ لو أخذنا نماذج مثل روبرت فيسك وتوماس فريدمان، فهم من الناحية التقنية كُتاب محترفون ومزودون بقدرات تحليلية هائلة، يعملون بحوثا تستغرق عدة أشهر، هم ليسوا كتاب رأي، لكنهم كانوا مراسلين لفترات طويلة وغطوا الكثير من النزاعات، ولم يستطيعوا الكتابة لو لم يقرأوا عن التاريخ اللاهوتي للنزاع، هذا هو المحدد الاول لطريقة تعاطي الصحفي العراقي مع داعش، وهو فهم السياق الثقافي الذي ظهرت فيه داعش، أن لم يكن الصحفي العراقي على مقدرة لفهم هذه المشكلة إثناء الكتابة عن نشوء داعش، لن يستطيع الإجابة عن كث?ر من الأسئلة التي ينتظرها القراء".
وتطرق سلوم الى نقطة أخرى وهي طريقة جمع المعلومات في الصحافة العراقية التي تواجه خطاب داعش، وقال "لم ار الى الان اية مادة صحفية عراقية فيها تنويع للمصادر بعملية نبش وبحث عن المعلومات بطريقة تحليلية، فداعش تنظيم مافيوي يعتمد على مصادر تمويل ذاتية، كل الاعلام الموجود في العراق غارق في نظرية المؤامرات".
اما الصحفي عبد المنعم الاعسم فقد قال خلال الندوة أن "داعش حظي بانخراط 1200 شخص من عدد من بلدان اوربا، وان أكبر دولة في تقديم المتطوعين الى داعش، بلجيكا 440 متطوعا وصلوا الى سوريا والعراق من بلد لا يزيد سكانه عن 11 مليونا، علينا ان نسلط الضوء على الوسائل والمجسات الاعلامية التي استخدمتها داعش، طبقاً للتقارير التي تقدم في بعض الاحيان ارقام متضاربة، لكن على اية حال هناك مايقرب 300 موقع لداعش يروج ويستخدم الاساليب المؤثرة في جمهور مستعد للتجاوب".
وبين ان "الملاحظ على مستوى الاعلام العراقي، على خلاف إعلام الإرهاب وإعلام داعش، التفكك في الجملة الإعلامية، مع أننا نملك ربما إمكانيات اعلى واكبر، لدينا في العراق 60 قناة تلفزيونية، وبين 105 و110 اذاعات، بينها 58 اذاعة فقط في بغداد العاصمة، لدينا ما يزيد عن 50 صحفية يومية واسبوعية، ولدينا مئات من المواقع التي تطلقها منظمات المجتمع المدني وجماعات الفيسبوك وغيرها، غير المواقع الشخصية، قلت ان الملاحظ عدم انسجام الخطاب المناهض للارهاب، بل ان هناك عجزا في استيعاب ظاهرة الإرهاب وتعريفه واستثمار الثغرات الواضحة ف? المشروع الإرهابي، ولعل اخطر هذه الثغرات، هو سقوطه في الطائفية".
وقال الاعسم "نعم، الاعلام يستطيع لعب دور كبير في دحر داعش، ولكن من وجهة نظري ان الاعلام الحكومي يحاول دائماً تضخيم الانتصارات وتقديم المعركة على انها محسومة، وهذا في حقيقة الامر يضر كثيراً في مشروع دحر الارهاب
وأضاف "نحن دائماً نتساءل ما المطلوب من الإعلام، قبل ذلك، على الإعلام أن يسد الثغرات التي تضعف حملة مقاومة الإرهاب، وإعادة بناء الخطاب الإعلامي على أساس واقعي ومهني، وتأسيسي، بمعنى ان لا يقوم على فرضيات غير حقيقية، مع فسح المجال للمراسلين والاعلاميين للوصول الى ساحة المواجهة، هناك مضايقات كثيرة وسواتر وموانع وحتى هناك تهديدات لمن يتجاوز المحرمات".
وكانت المداخلة الثالثة للمدون والناشط حيدر حمزوز، الذي ركز على مسألة الاعلام الالكتروني في مواجهة داعش، حيث قال "المشكلة في مواجهة داعش، ان الحكومة السابقة لم تفهم ان احد وسائل المواجهة كانت عبر الانترنت، لكنها قامت بقطعه وبالتالي جعلت خبر داعش هو الخبر الاول، وحتى بعد رفعها الحجب عن وسائل التواصل الاجتماعي، لم ترفع الحجب عن بعض المواقع الاعلامية، التي تقف بالاساس ضد داعش".
وقال ان "هناك 200 الف تغريدة على تويتر مناصرة لداعش، بشكل منظم، وكل محتوى ينشر على الانترنت، تطبق عليه نظرية سمارت، اي الهدف والتوقيت والمكان والجمهور المستهدف، كمثال ان فيديو حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة قد صور قبل شهر، لكن الأهداف التي يريدها التنظيم، أجلت الموضوع، وهكذا بالنسبة لبقية الفيديوات والمحتويات". واشار الى ان "بعض المعلومات العسكرية يجب ان تنشر، من ضمنها عمليات انسحاب الجيش من بعض المناطق، يجب ان لا يفهم هذا على انه وقوف ضد الجيش، فهو في المقام الاول حماية الناس الذين يستقون المعلومات من ا?انترنت".
وبشأن طريقة عمل داعش الالكترونية ذكر حمزوز ان "طريقة عمل داعش بشكل منظم بأضطراد، اذ لم يمر اسبوع الا ومرر اخباراً عنه، وبشكل جديد وبأسلوب اخر، نقطة الضعف الاخرى هي عجز الصحفيين العراقيين عن التواصل مع الناشطين في سوريا لتبادل المعلومات معهم".