مجتمع مدني

بغداد ونينوى والبصرة الاكثر عددا في نسبة الأرامل: اغلبهن صغيرات / نبراس احمد

ذكرت دائرة الرعاية الاجتماعية للمرأة التابعة لوزارة العمل، ان بغداد هي اكثر المحافظات عددا في نسبة الارامل تليها نينوى ثم البصرة، مبينة ان الاحصائية في تزايد مستمر جراء الوضع الامني في البلاد.
الا ان لجنة المرأة والطفل البرلمانية اكدت انه لا توجد احصائية دقيقة حول عدد الارامل في العراق، مشيرة الى انها قامت برفع كتب الى اللجنة المالية البرلمانية تطالب فيه بان يكون الغطاء المالي حاضرا لهذه الفئة لانها الاكثر احتياجا من غيرها في هذه الفترة.
ورأت المنظمات المجتمع المدني ان اغلب النساء الارامل هن من صغيرات السن، عازية السبب الى الزواج خارج المحكمة، حيث يواجهن مشكلات كبيرة لعدم حصولهن على مستوى تعليمي يؤهلهن للحصول على فرصة عمل يعلن بها انفسهن واطفالهن.
وقالت سورية السلطاني، مدير عام دائرة الرعاية الاجتماعية للمرأة التابعة لوزارة العمل، لـ"طريق الشعب" امس الثلاثاء، ان "الرعاية الاجتماعية تحتوي على 263 الفا و614 ارمة"، مشيرة الى ان "اكثر المحافظات عددا في في نسبة الارامل هي محافظة بغداد حيث تحتوي على 70 الفا و609 ارملة , وتليها نينوى ثم البصرة، بالاضافة الى ان اعداد الارامل في تزايد مستمر وهذا بسبب نتيجة الوضع الامني المتوتر داخل البلاد".
وبينت السلطاني، ان "اغلب الارامل المسجلات في الرعاية تتراوح اعمارهن مابين 18 الى 35 سنة", موضحة ان "هناك آلية لشمول الارامل في الرعاية الاجتماعية، الا ان هناك بعض المعوقات بسبب نزوح العديد من العوائل في بعض المحافظات، وهو ما يتسبب في تأخير معاملات العديد من النساء الارامل , لكن دائرة الرعاية وضعت البطاقة الذكية لتسهيل اجراءات الاستلام من اي مكان".
ولفتت الى ان "الدولة قامت باعطاء تخصيصات كثيرة للرعاية الاجتماعية وسيتم وضع قانون جديد وهو قانون رقم 11 لسنة 2014 حيث سيتم العمل فيه في النصف الثاني من السنة والذي ينص على شمول جميع فئات المجتمع العراقي تحت مستوى خط الفقر", مستطردة ان "اغلب اعداد الارامل من محافظة بغداد والمناطق الساخنة وهذا بسبب سوء الوضع الامني وانتشار العمليات الارهابية التي يذهب ضحاياها العديد من الرجال".
بدورها، قالت رئيس لجنة المرأة والاسرة والطفولة البرلمانية، رحاب العبودة لـ"طريق الشعب" امس, ان "نسبة اعداد الارامل في العراق حوالي مليون امرأة ولكن هذه الاحصائية ليست دقيقة بالكامل بالاضافة الى ان هذه النسبة في تزايد بسبب العمليات الارهابية التي تطال البلاد وخاصة ان غالبية الارامل اعمارهن صغيرة", مشيرة ان "اللجنة وضعت استراتيجة في مراجعة ومتابعة موضوع الارامل بوضعها معالجات حقيقة وملموسة تتناسب وتتلاءم مع وضعهن المعيشي, وقامت اللجنة برفع كتب الى اللجنة المالية تطالب فيه بان يكون الغطاء المالي حاضرا لهذه"الفئة لانها الاكثر احتياجا من غيرها في هذه الفترة".
وافادت العبودة ان "سوف نضع خارطة طريق لمعالجة الامر ولكن بنفس الوقت لا نستطيع القول بأننا نخرج بنتائج سريعة بسبب الاجراءات الروتينية في العمل", داعية "جميع المسؤولين الى ان يقوموا بوضع حلول لهذا الموضوع ابتداء من لجنة المرأة ووزارة المرأة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية وان تكون لهم وقفة حقيقة مع النسوة".
واضافت رئيس لجنة المرأة البرلمانية ان "العراق لديه اصناف متعددة من الارامل حيث ان هناك ارامل لديهن شهادات عليا وبعضهن لديهن دخل مادي بالاضافة الى النساء اللواتي بحاجة الى فرص عمل لتوفير المعيشة لهن ولعوائلهن, وبسبب الظروف المعيشية الصعبة وعدم توفر السكن والقضايا الاخرى يجعل هناك الكثير من الارامل تحت مستوى خط الفقر وخاصة ربات البيوت".
من جهتها، قالت عفيفة ثابت، عضو سكرتارية رابطة المرأة العراقية لـ"طريق الشعب" امس, ان "هناك حوالي مليون امرأة ارملة في العراق وهذه الاحصائية ليست دقيقة وهي معتمدة على احصائيات منظمات المجتمع المدني او تقارير الظل حسب ما يتم تسميتها", مبينة ان "الارامل يواجهن مشكلات كثيرة باعتبارها الام والاب في ان واحد وتكون المعيل الوحيد للعائلة وهذه المشكلات ليست سهلة حيث تحتاج الى العديد من الدراسات والعمل من قبل الحكومة واذا لم تقم الحكومة بمساعدتهن فلا تستطيع اية منظمة تقديم المساعدة لهن".
واضافت ثابت ان "اغلب الارامل تتراوح اعمارهن من 20 الى 40 سنة وهذا يؤدي بهن الى كوارث كبيرة وخاصة ان تلك الارامل لديهن اطفال وبالتالي سيتم تنشئة هؤلاء الاطفال في وضعية نفسية محطمة, وكذلك تركهم للدراسة والنزول الى الشارع اما للتسول او للعمل البسيط وهذا يؤثر سلبا على تكوين المجتمع".
اما عضو مركز تدريب وتطوير الارامل، سارة صلاح الدين، قالت لـ"طريق الشعب", امس انه "لا توجد الى الان احصائية دقيقة لعدد الارامل في العراق، ولكن حسب الاحصائيات الاخيرة تشير الى ان هناك حوالي من مليون الى مليوني ارملة في العراق والسبب الرئيسي لعدم وجود احصائية دقيقة هو عدم وجود تعداد سكاني للبلاد الذي من خلاله تبيان اعداد النساء الارامل بشكل دقيق", مضيفة ان "هناك مشاكل وصعوبات كثيرة تواجه حياة الارامل وخصوصا صغيرات العمر حيث يوجد عدد كبير من الارامل الصغيرات التي تتجاوز اعمارهن مابين 17 الى 30 سنة فقدن ازواجه? بسبب الحروب والعمليات الارهابية الاخيرة التي طالت البلاد".
واشارت صلاح الدين، ان "اغلب النساء لا يوجد لديهن مستوى تعليمي يؤهلهن في الحصول على فرص عمل التي من خلاله تعيل نفسها وعائلتها لذلك كان هذا المركز هو المكان الذي يقدم لهن فرصة لحصولهن على عمل من خلال تدريبهن وتطويرهن في شتى المجالات", مستطردة ان "المركز يسعى مع المنظمات الدولية والشركات لتقديم المساعدات الى النسوة من خلال تلك الدورات في سبيل تطوير ثقافتهن وتعليمهن المهن وان كانت بسيطة كالخياطة لتحقيق دخل ثابت لهن"
وأوضحت عضو المركز التدريبي "المركز خرج بنتائج ملموسة حيث ان هناك العديد من النساء تخرجن من المركز عملن في عدة امكان ومن ضمنها خريجات الدورات التمريضية حيث عملن في مستوصفات اهلية وكذلك خريجات ورش الحاسوب ايضا عملن في العديد من الشركات", منوهة الى ان "اغلب النساء في داخل المركز هن من صغيرات العمر وكانت اصغر ارملة عمرها 13 سنة والسبب هو زواجهن خارج محاكم الدولة وهذه تعتبر كارثة اخرى لانهن لن يدركن معنى الحياة".
وحاولت "طريق الشعب" الحصول على معلومات دقيقة حول الارامل في العراق من وزارة المرأة، لكن على الرغم من اجرائها اتصالات كثيرة، الا ان جميع المسؤولين الذين اتصلت بهم الصحيفة في وزارة المرأة اعتذروا عن التصريح، عازين السبب الى ان التصريح يكون حصريا من وزيرة المرأة التي كانت خارج العراق اثناء اعداد التقرير.