مجتمع مدني

نازحو الأنبار يحتشدون عند جسر بزيبز ثانيةً.. والمحافظ يدعو بغداد إلى فتح المنفذ

طريق الشعب
مجدداً يكتظ مدخل جسر بزيبز غربي بغداد بآلاف النازحين الفارين من جحيم المعارك في مدنهم بالانبار بانتظار السماح لهم بدخول العاصمة، وسط شعور عام بينهم بالإحباط والرغبة في الخلاص من واقعهم الذي بات مريراً ولا يحتمل مع غياب متطلبات الحياة وفقدانهم منازلهم وكل ما يملكون، بسبب تنظيم داعش الإرهابي.
وصب أغلب النازحين جام غضبهم على مسؤولي المحافظة واتهموهم بالتخلي عنهم وتركهم يواجهون مصيرهم المحتوم على يد الإرهابيين.
وتأتي موجة النزوح الثانية لأهالي الأنبار مع سيطرة داعش على مركز مدينة الرمادي والمجمع الحكومي فيها، بعد أن قام بمهاجمة المدينة بسيارات ملغمة بحمولات كبيرة من المتفجرات، اعقبتها اشتباكات عنيفة، أدت إلى تراجع القوات الامنية في الرمادي.
وناشد محافظ الأنبار صهيب الراوي، أمس السبت، الحكومة العراقية والتحالف الدولي إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية و"السلاح النوعي"، داعياً اهالي المحافظة الى الصمود. وقال الراوي خلال كلمة متلفزة في اول ظهور له بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها مدينة الرمادي وتابعتها "طريق الشعب"، إنه "على يقين بأن تنظيم داعش الإرهابي في طريقه الى الزوال"، داعياً اهالي محافظة الأنبار الى "الصمود بعد أن سطرتم اروع الملاحم طوال عام ونصف العام". وأضاف الراوي، أنه "على تواصل مع القيادات الأمنية والعسكرية وممثلي التحالف الدولي بشأن ?لتطورات في المحافظة"، مناشدا الحكومة والتحالف الدولي "ارسال المزيد من الدعم والتعزيزات العسكرية والاسراع في ايصال السلاح النوعي وتكثيف القصف".
وقال محافظ الأنبار، إن "تنظيم داعش الإرهابي قام بإحداث اضرار بالغة في مبنى مجلس محافظة الأنبار وارتكب العديد من المجازر التي يندى لها الجبين"، مشيراً إلى أنه "كان من بين الضحايا نساء واطفال".
ولفت الراوي، إلى أن "رفع تنظيم داعش اعلامه ورايته فوق مبان حكومية في مدينة الرمادي لا يعني سقوط المدينة"، مناشداً في الوقت ذاته الحكومة العراقية "فتح جسر بزيبز فورا أمام النازحين بعد موجات النزوح".
وميدانياً، قال تلفزيون العراقية الرسمي في خبر عاجل تابعته "طريق الشعب"، إن "طيران الجيش العراقي أغار، (يوم أمس)، على رتل تابع لداعش مكون من 24 عجلة مسلحة في منطقة ناظم البحيرة بين الحبانية والثرثار في الانبار، ما أسفر عن تدمير الرتل وقتل من فيه". وأضاف أن "العجلات كانت تحمل إرهابيين".
في حين، أفاد مصدر في قيادة عمليات الانبار، أمس السبت، بأن عناصر تنظيم داعش انسحبوا من المجمع الحكومي وسط الرمادي، الى منازل المدنيين المحيطة بالمجمع هربا من القصف الجوي المكثف لطائرات التحالف الدولي، فيما أكد أن القوات الامنية تنفذ عملية لتطهير المدينة من داعش.
وقال المصدر، إن "عناصر تنظيم داعش انسحبوا من المجمع الحكومي، وسط مدينة الرمادي، بعد تعرضه لقصف جوي متواصل من طيران التحالف الدولي وتكبد عناصره خسائر فادحة"، مؤكداً ان "عناصر التنظيم انسحبوا الى منازل المدنيين المحيطة بالمجمع الحكومي".
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "القوات الامنية تنفذ عملية عسكرية لتطهير المجمع الحكومي بالكامل ومحيطه وجميع المناطق التي سيطر عليها التنظيم في الرمادي".
من جهته، طالب قائممقام قضاء الرمادي دلف الكبيسي، أمس السبت، طيران التحالف الدولي بقصف مواقع تنظيم "داعش" الثابتة والمتنقلة في الرمادي، مبينا أن التنظيم بدأ استخدام أسلوب التنقل في المواقع.
وقال الكبيسي في تصريح صحفي، إن "تنظيم داعش بدأ استخدام أسلوب جديد في اختيار المواقع وجعلها متنقلة حول المجمع الحكومي في الرمادي إضافة الى المواقع الثابتة".
وطالب الكبيسي طيران التحالف الدولي بـ"قصف مواقع داعش الثابتة والمتنقلة حول المجمع الحكومي في الرمادي".
من جانبه، قال رئيس أركان قوات التحالف الجنرال توماس وايدلي خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، إن "مسلحي تنظيم داعش نفذوا هجمات معقدة على القوات الأمنية العراقية في الرمادي"، لافتا إلى أن "القوات العراقية ردت معظم هذه الهجمات، ولكن المسلحين تمكنوا من تحقيق بعض المكاسب".
ولفت وايدلي إلى أن "التنظيم خسر المعركة الشاملة في العراق وسوريا"، مستدركا "ولكننا سنرى نجاحات عرضية مؤقتة للتنظيم لن تستمر فترة طويلة". بدوره، قال مسؤول شرطة الرمادي اللواء عمر خميس في تصريح صحفي، إن "مسلحي داعش حققوا مكاسب رئيسة في هجوم أمس الجمعة على الرمادي، بعد سيطرتهم عليها"، مؤكدا أن "ما لا يقل عن 60 عنصرا من أفراد الشرطة قتلوا خلال الاشتباكات". وأكد خميس أن "العشرات من الجنود فروا من المدنية خلال المراحل الأولى من هجوم مسلحي التنظيم الذي استخدموا فيه المدفعية الثقيلة ,فضلا عن تفجير عدد من السيارات المفخخة"، لافتا إلى أن "المئات من عناصر الجيش تمت محاصرتهم داخل مقراتهم العسكرية الموجودة في المحافظة".
ولفت خميس إلى أن "الحكومة لم ترسل تعزيزات عسكرية"، معربا عن خشيته " حدوث مجزرة".