مجتمع مدني

ارتداء اطفالنا الألبسة العسكرية..عودة نحو عسكرة المجتمع / عادل الزيادي

وانت تتجول في الاسواق المحلية ببلدنا وبدون استثناء، ستثار لديك بعض التساؤلات حول حالات غريبة غزت تلك الاسواق وتسيدت المحال التجارية الخاصة ببيع الملابس وبالاخص ملابس الاطفال، حيث اغرقت واجهات المحال بعرض ملابس عسكرية خاصة بالاطفال، ناهيك عن المستلزمات الإضافية كالنياشين والرتب والاسلحة المزيفة، والمؤسف ان الكثير من العائلات العراقية اخذت تتسابق فيما بينها لاقتناء تلك الملابس، وهم بفعلتهم هذه يتحملون المسؤولية كالتي تتحملها الجهات الرسمية التي غضت الطرف عن استيراد هذه الملابس المرقطة الوحشية.
ومن الاسئلة التي حملت الكثير من علامات الاستفهام هي، لماذا نقسر اطفالنا على العسكرة وهم بهذا العمر الغض، والمفروض ان يكونوا بأبهى زي ومن اجمل الالوان والتفصيلات؟ ولِمَ نحشر في ادمغتهم ان العسكرة والسلاح هي سمات الرجولة والبطولة بدلا من السفرات الجميلة والحوار والالعاب المسلية وقراءة القصص وتنمية الهوايات الرياضية والفكرية لغرض بناء فكرهم السليم ونبعد عنه مواطن الحرب والسلاح والاقتتال.
ولنسأل ثانية اليس من مسؤولية الجهات الرسمية والرقابية متابعة جانب استيراد الملابس المرقطة العسكرية ، وذلك باصدار قرار يمنع استيرادها ويفرض عقوبات بحق من يخالفها؟ ودعونا لا ننسى ما ورثناه من سياسة العسكرة التي تمشدق بها النظام السابق وما انتجته من ضياع لمستقبل شبابنا واطفالنا وبروز نشوة العنف والقتل والتمرد والفوضى، الم يكن بحسبان جهاتنا الرسمية هذا الامر؟ لان في الامر خسارة كبيرة لأطفالنا, ولابد من الاشارة الى شيوع استخدام اللعب ومنها ( المسدس - البندقية - الطلق الناري ) وجميعها تثقل نفسية الطفل وتخلق منه عدوانيا داخل بيئته وحتى عائلته.
بالرغم من ان هناك اشارات من جهات رسمية لمنع استيراد هكذا العاب، لكن من دون متابعة ورقابة. فالانفلات هو الغالب على القرارات المتخذة من قبل الجهات المدنية، والاسوأ ما في الامر ان بعض التلاميذ يأتون الى مدارسهم وهم يرتدون الزي والقبعة والرتب العسكرية ، وبدون اكتراث ادارة المدرسة لهذا الامر, في حين كان من المفترض ان ترشده الى ان مؤسساتنا هي تربوية وليست ثكنات عسكرية وتلزم ولي امره بارتداء ولده الزي المدني الجميل حتى نبعد عن ذاكرته الصورية، الصور الكالحة السوداء التي تدل على القسر والعنف والخصام حتى بين التلاميذ انفسهم.
اخر القول ( اللي بينا يكفينا ) فارحموا اطفالكم واولادكم ومجتمعكم.