مجتمع مدني

ماذا يريد المعلمون من حكومة العبادي* ؟!

عندما نتكلم عن التربية والتعليم , يبرز الدور الخطير للمعلم , نظرا للمركز الاساسي الذي يحتله في النظام التربوي والتعليمي , فهو حجر الزاوية في اي اصلاح او تطوير او تحديث تربوي ولهذا وفي ظل التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة , لم يعد يكفي ان يتقن المعلم المادة العلمية وان يلقنها للمتعلمين , بل اصبح عليه ان يكون قادرا على تجديد معلوماته باستمرار ومتابعة المستجدات العلمية والمهنية , وان يكون منفتحا على المعرفة العلمية، وقادرا على بناء علاقات ايجابية مع الاخرين , الانفتاح على المجتمع المحلي والعالمي. وهذا لا يتم الا بمعالجة وضع المعلم الاقتصادي واحتياجاته الضرورية , فلا بد من الارتقاء بالوضع المعيشي له , بتطبيق سلم الرواتب الجديد الذي اقر سابقا ودفع مستحقاته المتأخرة وتوزيع قطع الاراضي له وضمان توفير السلف والقروض الميسرة او بناء شقق سكنية وتوزيعها على المعلمين باقساط شهرية تتناسب مع دخله الشهري , كذلك مساعدة المعلمين المرضى الذين يتعذر علاجهم داخل العراق للسفر الى الخارج وتوفير المساعدة لهم بأنشاء صندوق التربية لمساعدة المعلمين المرضى الذي تسهم فيه الوزارة بمبلغ كبير من ميزانيتها , كذلك تسهيل عملية السفر الى الخارج للاطلاع على المعالم الحضارية خلال العطلة الصيفية , وانشاء مستشفى خاص بالاسرة التعليمية تتوفر فيه كل الاختصاصات المطلوبة. وهنا يأتي دور نقابة المعلمين بالضغط على الحكومة لتلبية هذه المطالب وخيرا فعلت نقابة المعلمين في واسط عندما اقامت وقفة احتجاجية للمطالبة بتوزيع الاراضي على المعلمين في واسط وتوفير السلف والقروض لهم , فمهما تصورنا من وجوه لاصلاح النظام التعليمي ... وابقينا المعلم بعد ذلك يؤرقه مركز اجتماعي سيىء او يضعف من شأنه اعداد ضعيف وتقلقه ضغوط اقتصادية صعبة .. فهل يمكن ان تستمر وجوه الاصلاح بغ?ر صلاح المعلم ؟ ومهنة التعليم الاجابة بالنفي طبعا .. لأن المعلم كما قيل بحق هو حجر الزاوية في البناء التعليمي كله , ولابد من تطوير التعليم وتحويله الى مهنة راقية تضاهي المهن الراقية السائدة في المجتمع , وهذا لا يتأتى الا من خلال رفع مستوى اعداد المعلم لرفع كفاءته بحيث تتلاءم مع متطلبات العصر وقيمته الاجتماعية خاصة وفي هذا الظرف يبدو ضعيف القدرة على تطوير امكانات المتعلمين ومهاراتهم المطلوبة لمجتمع المستقبل , مع حوافز ومرتبات قليلة للمعلمين الذين يشكلون اكبر فئة مهنية في العراق , ولا بد من جعل مهنة التعليم?اكثر جاذبية، بل لابد من الاعتراف الاجتماعي بالمعلمين وحمايتهم من الاعتداء عليهم داخل المدرسة من الطلبة والاهالي في حالة الرسوب , وتوفير الظروف الموضوعية التي ترفع من صورة الذات المهنية لديهم , فالثقة بالمعلمين والاعتبار الاجتماعي يجذبان للمهنة اشخاصا ذوي كفاءات عالية يتحلون بالالتزام والحماس , ويقع العبء الاكبر والمهمة الكبرى على نقابة المعلمين بالضغط على حكومة العبادي وتشكيل وفد للقائه وطرح مطالب المعلمين المشروعة وذلك من اجل الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية الى الامام.
صفحة تربية وتعليم*