مجتمع مدني

كلمة اللجنة التحضيرية للاحتفاء بالذكرى 57 لثورة 14 تموز

تلاحم الجيش والشعب ووحدة القوى الوطنية والديمقراطية ..من مستلزمات الانتصارعلى الارهاب وداعش
ايتها السيدات.. ايها السادة الاكارم
الحضور الكريم
اسعدتم صباحا
احييكم باسم اللجنة التحضيرية للاحتفاء بذكرى ثورة 14 تموز الخالدة، اللجنة التحضيرية الممثلة للقوى الوطنية والديمقراطية التي تستمد منكم العزيمة والقوة والثبات , القوى الوطنية والديمقراطية المجسدة الحية لواجب ومسؤولية كل المخلصين للعراق واهله من اجل ترسيخ الديمقراطية السياسية والاجتماعية التي هي استحقاق وطني للداعين اليها لا للمدعين بها من الفاسدين والمفسدين .
نحتفل اليوم ومعنا كل حرة وحر في وطننا العزيز بمناسبة ذكرى ثورة الرابع عشر من تموز 1958 كما في كل عام سرا او علنا ,فليس اعتزازا وتمجيدا بمآثر ومنجزات الثورة الخالدة او بفرسانها الابرار في وطنيتهم الحق وفي عفتهم ونزاهتهم واخلاصهم ,شهود كل ذلك مجايلوها وابناؤهم واحفادهم , شهود كل ذلك حتى من عادى الثورة وتآمر عليها , شهود كل ذلك منجزاتها على الارض وفي المجتمع من ما لم يزل شاخصا يحكي للاجيال جيلا بعد جيل قصة ملحمة خالدة.
كما ان اخفاقاتها وانحرافاتها على قصر عمرها ومحدودية خبرة وتجربة قادتها وما أحاط بها من شؤون وشجون في الداخل والخارج من قبل قوى الظلام والغدر لم تزل درسا غنيا وثمينا لابد من تأمله واستلهام عبره وخاصة في ظرف بلادنا الراهن وازماته المزمنة منذ مابعد التغيير وسقوط جمهورية الخوف, فإن الكثير من العوامل التي ادت الى وأد جمهورية الرابع عشر من تموز مازالت تفعل افاعيلها في محاولات محمومة للقضاء على الجمهورية الديمقراطية البرلمانية الاتحادية الفتية وفي مقدمة الاسباب التي ادت الى نحر جمهورية تموز الاولى هو الصراعات بين?اطرافها ونزوعها الى التمترس بالولاءات الفرعية والانتماءات الحزبية الضيقة والتماهي مع القوى الاقليمية والدولية المعادية للعراق وثورته وشعبه .
ولم تزل تلكم القوى ,وان اختلفت مسمياتها ممن وقف بالضد من نهج وتطلعات واهداف ثورة تموز في مسعاها الاساس لبناء دولة مستقلة مدنية عصرية مزدهرة, لم تزل تلكم القوى المشبوهة المعادية تضع العثرات وتختلق الازمات وتجأر عازفة عزفها النشاز على اوتار الطائفية والعرقية والمناطقية والحزبية الضيقة والتي خبر شعبنا وقواه الحية الخيرة خطرها على ماضيه وحاضره ومستقبله ,ويشهد وطننا بسبب كل ذلكم التشرذم وتلكم الخلافات وهاتيك المؤامرات اخطر مامر به في تاريخه الحديث من شيوع لغول الفساد والفرقة والاستباحة لأكثر من ثلث الارض الوطني من قبل عصابات الارهاب والتطرف والتكفير.
لقد ادرك شعبنا بفطرته النقية ووعى بتجربته المرة التي دفع ثمنها باهظا دما غزيرا وآلاما لاتنسى ومازال , ادرك ووعى مخاطر الاستهانة بتجارب الماضي البعيد او القريب,وماتجربة ثورة تموز وماتلاها وسواها الا واحدة من اغزر واثمن التجارب التي مر بها شعبنا ومنها على وجه الخصوص تستمد القوى الوطنية الديمقراطية المحتفلة اليوم والمنضوون تحت بيرقها احزابا ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وطنية واجتماعية وكفاءات مهنية وحملة لمشعل الفكر النير والقلم الحر نساء ورجالا من مختلف التكوينات والطبقات العابرة للاديان والطوائف والقوميات,المعتزة بتاريخ وحضارة شعبنا ووطننا , المحترمة لقيمه الانسانية واعرافه النبيلة على تعدد تلاوينها ومرجعياتها وعلى اساس محض من المواطنة الحقة والانتماء الى الوطن .
الحضور الكريم
ان تجمعنا هذا اذ يحتفل ويحتفي بثورة تموز وفي هذا الظرف الخطر والملتبس الذي يمر به الوطن المفدى وهو يشهد الغزو الهمجي لداعش وما احتله من مدن عراقية عديدة استباح فيها النساء وقتل فيها الابناء لافرق لديه بين جنس او لون او طائفة او دين الا بالولاء له والمبايعة لمجرميه وابادة تراثها وحضارتها ودمر بناها التحتية ... يشهد ايضا بكل اعتزاز وفخر التصدي العزوم والشجاع لقواتنا المسلحة البطلة بكافة صنوفها العسكرية والامنية وظهيرها المقدام الحشد الشعبي المنضوي تحت لواء قواتنا المسلحة. واذ يشهد تجمعنا ذلك كله فانه يستعيد بطولاتهم وتضحياتهم بطولات وتضحيات رجالات جيشنا العراقي الباسل مفجر ثورة تموز الخالدة ومعه قوى الشعب الوطنية التي آزرت وساندت الثورة.
ومن هنا وفي ذكرى تموز الخالد نقف اجلالا واكبارا تحية لبطولات جيشنا وقواتنا الامنية والحشد الشعبي , والى يوم النصر الكامل وقد تطهرت ارض الوطن من رجس عصابات داعش وحلفائها ولن يتحقق هذا الهدف النبيل الا بفضل تلاحم الشعب والجيش وتوحيد كل القوى الوطنية والديمقراطية .
لثورة الرابع عشر من تموز وذكراها العطرة مجد ابدي .
لشهداء الوطن ... وطن تموز الابرار وفي مقدمتهم الزعيم البطل عبد الكريم قاسم ورفاقه الاحرار ... ولشهداء جيشنا وقواتنا الامنية المخلصة وللحشد الشعبي المجاهد والبيشمركة الابطال وأبناء المناطق المحتلة الرافضين لداعش وهم يرفعون علم العراق عاليا خفاقا منتصرا، خلود ازلي وذكر لا يموت.
تحية اجلال واكبار واعتزاز لقواتنا المسلحة وحشدها الشعبي البواسل وهم يخوضون المعركة الوطنية المقدسة لتحرير الأنبار العزيزة من دنس الدواعش.
ـــــــــــــــــــــــــــ
* كلمة اللجنة التحضيرية للاحتفاء بالذكرى 57 لثورة 14 تموز, القاها المهندس رياض فرحان عبد الكريم , عضو التيار الديمقراطي, وعضو المجلس العراقي للسلم والتضامن في ختام المسيرة الجماهرية التي انطلقت يوم أمس في بغداد