مجتمع مدني

مسلحون بزي عسكري يقتحمون خيمة معتصمي البصرة ويعتدون عليهم بالضرب "المبرح"

علي ابو عراق ويوسف عادل
قوة تستقل أربع سيارات، من طراز فورد، عسكرية اللون، قامت فجر امس السبت بمهاجمة سرادق معتصمين، في محيط مبنى محافظة البصرة، واعتدوا عليهم بالأنابيب الحديدية، وجردوهم من هواتفهم وباقي مقتنياتهم وهدموا سرادقهم والقوها في نهر العشار، على مرأى ومسمع القوات الأمنية التي كانت مرابطة امام مبنى محافظة البصرة.
الهجوم لم يثبط عزيمة المعتصمين، فبعد ساعات قليلة على قيام مسلحين باقتحام خيمتهم والاعتداء عليهم بالضرب، عاد المتظاهرون بنصب سرادق جديدة لمواصلة اعتصامهم.
وفيما حمل عضو مجلس محافظة البصرة، جمعة الزيني، القوات الامنية في البصرة مسؤولية ما وقع على المعتصمين، أعلنت مديرية شرطة المحافظة، فتح تحقيق لكشف هوية المعتدين.
وقال سامر علي، وهو احد منظمي الاعتصام، والمقيم في السرادق، منذ اكثر من عشرة ايام، لـ"طريق الشعب"، "هاجمتنا فجر اليوم (امس) قوة من المليشيات مكونة من أربع سيارات فورد حكومية، كاكية اللون، ودخلوا على السرادق وقاموا بضربنا ضربا مبرحا بالانابيب الحديدية، والأيدي وأمطروا علينا بالشتائم ثم جردونا من أجهزة الهاتف وكل مقتنياتنا، بعدها قاموا بهدم السرداق والقوها في النهر".
واضاف ان "هذا الهجوم من قبل المليشيات وقع أمام انظارالاجهزة الامنية المتواجدة كافة من جيش وشرطة ومكافحة شغب واستخبارات التي تحيط بسرادقنا دون أن تتدخل او تبعد هذه المليشيات عنا والتي يعرفوها جيدا".
وابلغ مصدر رفيع من شرطة البصرة، طلب عدم الكشف عن اسمه، "طريق الشعب"، أن القوة التي "هاجمت المعتصمين هي قوة مجهولة هاجمت السرادق في الساعة الثالثة والنصف فجرا وقامت بالاعتداء على المعتصمين".
واضاف "كانت القوة المرابطة في حرم محافظة البصرة قد انشغلت بواجب آخر خارج حرم المحافظة، ما تسبب في عدم تمكننا من القبض على القوى المهاجمة".
من جهته، حمل عضو مجلس محافظة البصرة، جمعة الزيني، القوات الامنية في البصرة مسؤولية ما وقع للمعتصمين.
وقال الزيني، لـ"طريق الشعب"، "ليس من المعقول أن قوات كبيرة من الجيش والشرطة لا تستطيع رد مليشيات مسعورة من الاعتداء على معتصمين مسالمين يطالبون بحقوق أهالي البصرة بشكل سلمي وحضاري جدا دون أي اعتداء أو اثارة للشغب"، مبينا ان المعتصمين "نصبوا سرادقهم منذ 10 ايام وهم يطالبون بحقوق يطالب بها جميع العراقيين وبطريقة سلمية وحضارية تماما".
واضاف "احمل الجهات الأمنية والحكومة المحلية ومنهم نفسي أنا، مسؤولية ما وقع على المعتصمين من اعتداء وحشي، الأمر الذي يعبر عن تجاهل ومحاباة وشرعنة لسلوك هذه المليشيات الضالة التي تسعى إلى جر الحراك المدني إلى المواجهات العنفية وإراقة الدماء بغية خلط الأوراق وإفشال ما يسعى إليه جميع العراقيين من إصلاح في كافة المناحي والذي ترجمته سلسلة التظاهرات في مجمل المدن العراقية ترجمة واضحة وصريحة لا لبس فيها".
وتابع "أطالب الجهات الامنية بالقبض على هؤلاء وفتح التحقيق معهم ومعرفة من يقف وراءهم من جهات محلية وأجنبية كما أطالب الحكومة المحلية بالضغط على الجهات الأمنية والقضائية للسعي الحثيث والمهني بهذا، قبل أن ينفلت زمام الأمور ويكون الشعب هو المتضرر الاكبر".
وشدد الزيني على ان ما حصل، هو "جرس إنذار وعلى الحكومتين الاتحادية والمحلية الانتباه جدا وتطويق هذه التداعيات التي ستجلب الكارثة على العراقيين لو لم توأد هذه الفتنة في مهدها".
ونصب مجموعة من شباب الحراك المدني ثلاث سرادقات في محيط حرم محافظة البصرة واعتصموا فيها منذ اكثر من 10 ايام، ورفعوا شعارات تطالب بالتغيير وتحسين الخدمات ومحاسبة المفسدين وإصلاح النظام القضائي ومعالجة مشكلة البطالة وتغيير بعض المسؤولين المحليين وإعطاء حقوق البصرة "المشروعة".
ولم تمض سوى ساعات قليلة، حتى عاد المعتصمون بنصب خيم جديدة، لمواصلة اعتصامهم.
وقال أحد منظمي الاعتصام الناشط المدني والتدريسي في جامعة البصرة كاظم هيلان السهلاني، لوكالة "السومرية نيوز"، إن "المعتصمين الشباب قاموا بشراء خيمة جديدة وواصلوا بها اعتصامهم المفتوح إلى حين تلبية مطالبهم"، مبيناً أن "الخيمة الجديدة تم نصبها بشكل مؤقت وسط الشارع المؤدي الى ديوان المحافظة كرد فعل على حادثة الاعتداء، ولكن سيتم نقل الخيمة في وقت لاحق الى موقعها السابق على الرصيف لفتح الشارع أمام حركة السيارات".
ولفت السهلاني الى أن "عدد المعتصمين تضاعف وأصبح كبيراً بعد الاعتداء، إذ أن الخيمة الجديدة تكتظ حالياً بالمعتصمين والمتعاطفين معهم"، مبينا أن "بعض قادة الأجهزة الأمنية تواصلوا معهم بعد وقوع الاعتداء ووعدوا بالتحقيق للكشف عن ملابسات ما جرى وتحديد هوية المعتدين خلال 72 ساعة".
الى ذلك، اكد قائد شرطة البصرة، اللواء فيصل كاظم العبادي، إن "قوات الشرطة فتحت تحقيقاً في حادثة الاعتداء على خيمة المعتصمين"، موضحاً أن "اللجنة التحقيقية تسعى إلى تحديد هوية الفاعلين، وعند نجاحها في معرفتهم سوف تطبق عليهم الإجراءات القانونية بشكل صارم".
و تظاهر آلاف المواطنين قرب ديوان محافظة البصرة، عصر امس الاول الجمعة، للمطالبة بإجراء إصلاحات وإقالة المسؤولين الفاشلين ومحاسبة الفاسدين منهم، إضافة الى تحسين الخدمات الأساسية وتطوير الوضع الاقتصادي للمحافظة.
وشهدت تظاهرة البصرة الاخيرة، توترا مع بداية التظاهرة عندما قام بعض المتظاهرين الذين وصفهم ناشطون بـ"المندسين" بإجبار عدد من المتواجدين في موقع التظاهرة على الخروج منها من خلال ترديد هتافات ضدهم ورميهم بعلب المياه، وذلك لاتهامهم بالدفاع عن جهة سياسية معينة.