إنه يومك سيدتي.. لتنتفضي ضد الظلم والعنف / نهلة ناصر
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الثلاثاء, 06 آب/أغسطس 2013 08:38
سجلت صفحات التاريخ في دول العالم المختلفة والعراق منها، دور المرأة ومساهمتها الفعالة في الثورات الشعبية، فلم تخلُ ثورة من مشاركتها، وهذا ما يؤكده كارل ماركس حين قال "أي شخص يعرف شيئاً عن التأريخ يدرك ان التغيرات الاجتماعية العظيمة مستحيلة من دون ثورة نسائية". فإذا كان مفكر كبير مثل ماركس يؤكد دور المرأة في التغيير، فكيف نقبل بأن يستهين آخرون بها، ويقللوا من أهمية مشاركتها في الحياة السياسية.
فالمرأة هي وجه البلد، وهكذا يقول المثل الفرنسي "إذا أردت ان تقيّم بلداً فانظر إلى نسائه".
والمرأة في بلدنا لا تقل شأناً عن أخواتها في البلدان الأخرى، فالعراق مر بمخاضات كثيرة أدت إلى تغيرات سياسية واجتماعية كبيرة، يبدو معها مستحيلا استبعاد المرأة عنها، والسبب بسيط جدا لأنها جزء من هذا المجتمع، وأي تغيير لا بد ان يؤثر فيها وتؤثر فيه.
ويقول مظفر النواب في قصيدة البراءة التي تسجل واقعية دور المرأة في الريف العراقي، وفي العراق عموماً، عبر موقف هذه الأم التي تناشد ابنها رغم سجنه بعدم الخضوع ومواصلة الكفاح:
"لا يكون الدهر ضعضع عظم منك للمذلة للخيانة
وساومت جرحك على الخسة وجفيته
يا بني خلي الجرح ينطف
خله يرعف خله ينزف
يا بني الجرح اليرفض شداده علم ثوار يرفرف
يا بني أرضة الجلب يرضع من حليبي
ولا أبن يشمر لي خبزة من البراء"
انه يومك سيدتي لتقولي بأعلى صوت: لا للطائفية، لا للكذب واستغفال الناس، لا للفساد، لا لسرقة أبناء الشعب، لا لانتهاك الحريات، لا وألف لا لكل أشكال الظلم والتخلف.
انه يومك لتشحذي الهمم وتدعمي زوجك وولدك وجارك ليخرجوا وأنت معهم، في اعتصامات واحتجاجات، لأجل تغيير الواقع المؤلم ولتحظي وأسرتك بحياة سعيدة طال انتظارها.
اعلمي ان شعوب العالم تعيش برفاهية، وإذا قصَر مسؤول في اداء واجبه تجاهها خرجت منتفضة ثائرة ليستقيل، ولتطيح حكومات بكاملها.
انه يومك لتكوني وسط الجماهير كما فعلت المصرية والتونسية والتركية وغيرهن، لتقولي للمسؤولين وأصحاب القرار ان السماء عندما تتلبد بالغيوم لا تنتظر الكثير حتى تمطر بغزارة فتفيض الأرض لتحمل خصباً وحياة.