مجتمع مدني

عيون الأطفال النازحين تتوهج فرحا في كركوك / هند وصفي طاهر

بعيون تواقة للفرح، تجمع عدد من الاطفال النازحين، مطلع الشهر الجاري، في مكتبة الطفل العراقي التابعة الى فرع رابطة المرأة العراقية في كركوك، استعدادا لزيارة مدينة في المحافظة.
وقبل التوجه إلى المكان، تحدثنا مع بعض الصغار حول المكتبة وانطباعاتهم عنها، فكانت سارة ذات العشر سنوات اول المتحدثين، إذ قالت: "بعد ان هربت مع عائلتي من مدينة بيجي خوفا من بطش الدواعش المجرمين توجهنا الى كركوك، حيث وجدنا مكانا أمينا. وبعد ايام وجهت لنا دعوة الى زيارة مكتبة الطفل القريبة منا، وفي هذا المكان أتيحت لي فرصة ممارسة هوايتي المفضلة، الرسم، واستطعت تطوير مواهبي الفنية الاخرى بمساعدة المشرفات على المكتبة، وتعلمت كيفية الاستفادة من بعض المخلفات كالكارتون والعلب الفارغة، فصنعت منها بيوتا ولونتها بألوان مختلفة".
وعن سبب صناعتها البيوت، قالت سارة بنبرة حزينة: "لأني فقدت بيتي بعد أن نزحنا، لذا ارغب ان اصبح مهندسة معمارية في المستقبل لكي أبني دورا لمن لا مأوى لهم".
اما ياسين ذو التسع سنوات، و النازح من مدينة الحويجة، سجل انطباعه عن المكتبة بكل عفوية، وقال انه يحب تعلم الأناشيد فيها، وهو يرغب ان يصبح معلما في المستقبل.
ولدى مراد ورانيا، وهما بعمري 13 و15 عاما، طموح كبير، فهما يحلمان بدراسة الطب، وقد اسهمت دروس التقوية المجانية التي نظمتها المكتبة، في تعزيز حب العلم لديهما.
توجهنا بعد ذلك مع اكثر من 40 طفلا، وبرفقة مجموعة من الامهات، الى مدينة الالعاب، واستمتع الأطفال بالألعاب كثيرا، وتناولوا وجبة طعامهم، والجميل في الأمر انهم جمعوا نفايات الطعام والعلب الفارغة ورموها في سلة المهملات، فهم كانوا قد تعلموا ثقافة الحفاظ على البيئة في مكتبة الطفل.
يشار إلى ان مكتبة الطفل تأسست قبل عام بدعم من فرع رابطة المرأة العراقية في مدينة غوتنبرغ السويدية، وبالتنسيق مع فرع الربطة في كركوك.