مجتمع مدني

تجارة النساء واقع أم خيال !

من منا لا يعرف حملات الانفال سيئة الصيت التي نفذها النظام السابق ضد الشعب الكردي، حيث اباد 180 الف مواطن واقدم على بيع عدد من الفتيات الكرديات الى الدول الاقليمية للعمل في الملاهي وغيرها. وهو ذات الامر الذي اكده المسلسل المصري «نيران صديقة". الذي بث في شهر رمضان على قناة mbc، وتحديدا في الحلقة الخامسة من المسلسل المذكور حيث يبدي مدير احد الملاهي الليلية في شارع الهرم في القاهرة، استياءه من جلب 18 فتاة كردية للعمل في الملهى.
وهنا لابد من الاشارة ان جريدتنا «طريق الشعب» في عددها 8 لعام 2003 نشرت مقالا بعنوان « مخابرات النظام البائد تعمل سمسيرا.. كرديات لملاهي القاهرة» تضمن وثيقة رسمية صادرة من المخابرات في محافظة التأميم لعام 1989، تتضمن اوامر القيادة بارسال 18فتاة كردية الى الملاهي في مصر، وقائمة باسمائهن واعمارهن.
تجارة بيع النساء ابتدأها النظام السابق ولم تنتهى ليومنا هذا، فاكثر النساء اللاتي يتم خطفهن يجري بيعهن الى دول اخرى للعمل في دور البغاء. والانكى ان عوائلهن تعاملهن على اساس انهن مذنبات لا مجني عليهن. والعرف العشائري يقضي بقتلهن « غسلا للعار « وهو نفس القانون الذي يجري تطبيقه على الفتاة المغتصبة، فيما يتعامل المجتمع بنظرة دونية للفتاة المخطوفة. لذا فالكثيرات ممن تم بيعهن الى دول اخرى لا يرتضين العودة الى البلد، نظرا لما يترتب عليهن من ادانة المجتمع ، ويؤثر على نفسياتهن وشخصياتهن وبالتالي يتعرضن لأشد انواع العذاب النفسي.
ربما الحديث عن تجارة خطف النساء وبيعهن للبلدان الاخرى ينطلق من قصص واحاديث هنا وهناك، نتيجة عدم وجود اجراءات حكومية تتابع وتتقصى الحقائق عن المفقودات. فقد اورد تقرير أصدرته شبكة ايرين التابعة للامم المتحدة أن 3500 فتاة سجلت في عداد المفقودين، لكن ما هو مصيرهن؟ لا احد يعلم. ويشاع بانه قد تم بيعهن للعمل في الملاهي او الخدمة في الدول العربية الاخرى. وربما يتعلق الامر بمافيات وشبكات كبيرة تنشط في البلد ومدعومة من اطراف معينة.
الاتجار بالبشر يعد مخالف للقانون العراقي لكن الإجراءات الرادعة للعصابات التي ترتكب مثل هذه الجرائم ليست بمستوى حجم المشكلة. وهنا يأتي دور المنظمات النسوية العاملة الناشطة عندنا. فالقانون وحده لا يكفي لمنع الظاهرة، بل ينبغي الضغط على الحكومة لاتخاذ الاجراءات الصارمة، ولايجاد فرص عمل للنساء وشمول اكبر عدد منهن بالرعاية الاجتماعية لرفع مستواهن الاقتصادي.
طريق الشعب