مجتمع مدني

بمناسبة اليوم العالمي للشباب : آمال معلقة بين الواقع والطموح / احمد عبد صبري

احتفلت شعوب العالم اخيراً باليوم العالمي للشباب. وقد وجهت الامم المتحدة بهذه المناسبة دعوة عاجلة للحكومة العراقية تحثها فيها على الاهتمام بالشباب وحمايتهم باعتبارهم ركيزة اساسية لبناء البلد والنهوض به من بين ركام الحروب والدمار. "طريق الشعب" استطلعت اراء بعض الشباب وامنياتهم بهذه المناسبة.
سائق السايبا
يقول احمد عبد الزهرة، 45 عاما، من سكنة شارع فلسطين: منذ تخرجي من كلية الاداب قسم علم النفس لم افلح في العثور على وظيفة مناسبة تلائم طموحي وتضمن لي مستوى لائقاً من العيش، وبعد زواجي وانجابي لاطفالي الاربعة، لم اجد بدا من العمل كسائق سيارة اجرة، ولكن تعرض سيارتي السايبا التي اشتريتها بالتقسيط الى حادث اصطدام، جعلني اجلس في البيت بدون عمل.
وظيفتان لاتكفيان
ورغم ان مصطفى عباس ما زال شابا في مقتبل العمر، الا انه كان محبطاً هو الاخر، فهو يقول : رغم انني تخرجت من الجامعة منذ عامين فقط، الا انني وجدت نفسي مضطرا الى تحمل مسؤولية مضاعفة بعد الزواج وانجاب طفلتي الوحيدة، فانا اعمل بوظيفتين الاولى حكومية كمعلم في احدى المدارس الابتدائية والاخرى اهلية، حيث اعمل محاسبا في احدى الشركات مساء، ونتيجة لهذا فانا اقضي وقتي خارج البيت، واجد نفسي مشتتا لا استطيع التركيز على اي من الوظيفتين، لكنني مضطر.
ويضيف عباس قائلا: اذا كان انجاب طفلة واحدة فعل بي كل هذا، فماذا يحل بي لو اصبح عندي اربعة اطفال مثلا؟
طلبات للهجرة
ويرى لؤي العمار مشكلة الشباب من منظار اخر فيقول: لا اخفيكم سرا، فانا مقدم على عدة طلبات سفر للخلاص من وضعي البائس، فواحد من الطلبات للولايات المتحدة والثاني الى استراليا والثالث الى كندا، لعلي افلح في الهروب الى الخارج، وقبل ان تبادرني بالسؤال دعني اخبرك قصتي، فانا خريج كلية ومن سكنة الغزالية لكن احداث التهجير دفعتني الى السكن في منطقة لايربطني بها اوباهلها اي رابط، اشعر وكاني غريب فيها. هذا ما يتعلق بالسكن، اما العمل فانا اعمل كصحفي، في ثلاث صحف مختلفة، وبرواتب بائسة لاتكفي الحد الادنى من متطلبات المعيشة، فهل ما ابذله من جهد يوازي ما احصل عليه من اجور بائسة، علما ان العمل الصحفي مهنة محفوفة بالمخاطر.
السكن في معمل الكاشي
اما قيس علي فيقول : انا اعمل حارسا، في احد معامل صناعة الكاشي في سبع البور، كما اسكن في نفس المعمل مع عائلتي المؤلفة من خمسة اطفال.
ويضيف علي قائلا: انا واثق ان الكثيرين يحسدونني على هذا العمل لكنه عمل متعب ومضن، وفيه مسؤولية كبيرة وقبل ايام تعرض المعمل الى محاولة سرقة، من قبل اشخاص مسلحين وكنت عرضة الى ان افقد حياتي، فضلا عن تحملي الخسائر المترتبة جراء محاولة السرقة، لكن ما باليد حيلة، فالحصول على عمل اصبح كالعملة النادرة هذه الايام.
ويرى حميد شلال: ان عدم توفر فرص عمل للشباب موضوع تتحمل مسؤوليته الجهات الحكومية صاحبة العلاقة لعدم قدرتها على التخطيط في توفير فرص عمل مناسبة للشباب الامر الذي دفعهم الى التطوع في القوات الامنية، رغما عن ارداتهم، وهو بمثابة قتل لطموح اولئك الشباب الذين تخرجوا من اقسام كان يمكن ان يبدعوا فيها ويخدموا بلدهم بصورة صحيحة؟
رصيف العاطلين
ويتمنى سوران عبد، ان لاتنتهي سنوات دراسته في الجامعة فيقول: اتمنى ان تمتد سنوات الدراسة في الكلية الى عدة سنوات اخرى، فانا متيقن ان الرصيف سيكون بانتظاري، ويتدارك عبد بقوله: انعدام الامن قد يجعلني اخشى حتى من الجلوس على الرصيف، فاستهداف الشباب في المقاهي وفي ملاعب الكرة، جعلنا نتخوف من اي مكان نقصده.
اما من الشباب ممن لم تسعفهم الفرصة في الحصول على وظيفة او عمل مناسب، فقد وجدوا انفسهم بالشارع اما يتسولون او يبيعون مواد معينة مثل المناديل الورقية وقناني المياه المعدنية. واغلبهم من طلبة المدارس الذين دفعتهم ظروفهم المعيشية الصعبة الى التخلي عن مقاعد الدراسة والنزول الى الشارع لكسب لقمة العيش رغم جميع المخاطر المترتبة على ذلك.
حال الشباب العراقي الذي يعيش في بلد يملك كل الامكانات المادية المطلوبة للنهوض باقتصاده، وتحريك عجلة المشاريع الصناعية والزراعية لاستيعاب الايدي العاملة من الشباب بدلا من البطالة التي تدفعهم اما الى السفر او الانحراف او حتى تتلقفهم حواضن الارهاب لتنفذ ماربهم الخطيرة في تدمير البلد عن طريق تدمير عناصره الشابة.