مجتمع مدني

سلام للذكرى من الرواد

في خضم النشاطات والتظاهرات المدنية التي تشهدها مدينة الناصرية، كان للرفيقة هيفاء الأمين، عضواللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حديث الى إثنين من المناضلين الرواد:

الرفيق عبد الله ناصر
في معرض حديث عن الذكرى وعلاقته بالحزب يقول: الحزب الشيوعي يعني لي ، وبلا مبالغة، كل ما أملك في هذه الحياة، من فكر وثقافة وتطلع الى الحياة وسلوك وحب الآخرين. الحزب الشيوعي هو المدرسة لا بل قولي هو الأكاديمية التي تعلمتُ بها منذ نعومة اظافري كل الصفات الجيدة من حب الناس الفقراء والعمل على اسعادهم.
لقدعلمني، ومنذ النشأة الأولى والخطوة الأولى في العام ١٩٤٣ ـ ١٩٤٤ ، كل الصفات الجيدة والحميدة، وبقيت متعلقاً به وبرفاقه منذ ذلك التأريخ والى يومنا هذا، وهوفي النهاية يعني لي أهلي ووجداني وأخلاقي وتصرفي وكل ما أطمح اليه في هذه الحياة، وسيبقى الحزب بالنسبة لي نبراساً أهتدي به وملاذا ألوذ اليه!

الرفيق سوادي الواسطي من ناحية الفجر
في وقفته أمام الذكرى ٨٢ لتأسيس الحزب الشيوعي، وما تعني له هذه المسيرة يقول الرفيق سوادي الواسطي: لقد إنحدرتُ من عائلة حرفية في قرية آل جهف/حجام. ورغم عدم وجود صلة مباشرة بيننا وبين الاقطاعي انما استعاض عنها السركال (الفلاح الغني)، حيث كان هو الذي يتعامل مع الحرفيين وأصحاب المهن، ومن هنا نشأت أولى ملامح الصراع الطبقي بيننا نحن الحرفيين وبين من يمثلون طبقة الاقطاع والأغنياء في الريف، وهذا الفهم لم يكن اعتباطيا في محيط عائلتي التي كانت ذات أرضية أكاديمية وثقافية آنذاك. ساهمت كل تلك الأجواء في التعجيل بنضجي السياسي وفي اختياري للشيوعية. ولعلي هنا اتذكر حادثة جرت لي وأنا تلميذ في السادس الابتدائي عندما توجهت بالسؤال الى أخي الذي يزيدني بأربعة سنين: هل هناك من يدافع عن الفقراء والمسحوقين؟ فأجابني: نعم، هناك دولة تسمى الاتحاد السوفيتي التي اسسها الحزب الشيوعي. لقد تعرفت على هذا الطريق منذ أن أبصرت عيناي النور، وآمنتُ بالمبدأ السامي: من كل حسب طاقته، ولكل حسب حاجته.
عمري الآن (٧٧ عاما)، وما تغير شئ في ذاتي أو بحياتي الخاصة، في البيت او الشارع، في المقهى، في الجد أوالهزل، شيوعي وما ساومتُ يوماً ولا تركتُ أحداً يتجنى على الحزب ومهما كان موقعه دون أن أقوم بالرد عليه. ومن الأمور التي افتخر بها بأني أمتلك شخصية شعبية، لم تأت من مال أو سلطة، وإنما الفضل في ذلك يعود للحزب الذي تربيت في احضانه وتعلمت من رفاقه ومناضليه. وعلى الرغم من كل النكسات التي مررنا بها، وإن كان أبشعها انقلاب ٨ شباط الاسود، فإني فخور أن لا احداً من الأحياء أوحتى نقلاً عن الأموات يقول، أن (سوادي) كان قد فرط او ساوم او أعترف، منذ تلك النكسة ووصولا لأيام المجرم ناظم كزار وكل القتلة الذين تلوه.
أقف اليوم وأقول بكل فخر وإعتزاز: وبعد مسيرة العمر الطويلة هذه، بأن إيماني بالحزب وبمبادئه تزداد يوما بعد يوم وتزكيها الحياة وتجربة الناس، وختاماً أقول: لوكنتُ من المخلدين، وأصبح الفكر أثراً بعدعين، أقولها جازماً، اني لا استطيع العيش بدون الحزب الشيوعي.