مجتمع مدني

الرفيقة خانم زهدي، نجمة متوهجة أبدا

حاورها: مجيد إبراهيم خليل
واحدة من كوكبة من النساء المناضلات اللواتي كتبن بنضالهن وتضحياتهن جزءا من تاريخ الحزب والوطن. إنها الرفيقة والرابطية النشيطة أم آزاد، مسيرة حافلة بالعطاء، عاصرت أحداثا وتقلبات كثيرة، وفي كل محنة تزداد قوة وصلابة، مواليد السليمانية 1928 وما تزال شابة في الثامنة والثمانين، تساهم بفعالية في نشاط الحزب، وتتصدر الصفوف الأولى في النشاطات والفعاليات السياسية في مغتربها بهولندا.

كيف وجدت طريقك للحزب، ومتى كان ذلك؟
التنشئة الأسرية كان لها الأثر، والدي كان من مناصري الحركة الكردية، وهو مدير مدرسة في قرية نائية، كان يشكو دائما الوضع الوظيفي ومعاناة الشعب الكردي، ومنذ كنت صغيرة، وهو يردد جملة لم أكن أفهم معناها وهي: لا ينقذنا من هذا الوضع إلا البلشفية! رؤوف، أخي الأكبر هو الآخر لم يعرف معنى الجملة، وعند التحاقه بدار المعلمين في بغداد، في بداية الأربعينات، بدأ يحدثني عن جلساته في مقهى الزهاوي مع الشهيد زكي بسيم، ويزودني بالأفكار الجديدة النيّرة وبالكتب. من بغداد وعبر رؤوف أدركت معنى البلشفية وتعلمت التحدي لكل ما يعيق طريقي في أن أناضل من أجل بلدي. وتحقق ذلك في أول مساهمة لي في تظاهرة ضد الإقطاع في منطقة عربت في السليمانية عام 1945 كما ساعدت المتظاهرين في الاختفاء من ملاحقات الشرطة.
في عام 1946 التحقت بثانوية الملكة عالية في بغداد، والتقيت بزميلات من مختلف مدن العراق، وحصل تبادل وتقارب في الأفكار معهن، وفي تلك الفترة كان هناك نوع من الحريات. وهنا ساهمت في عمل آخر، فبعد فشل جمهورية مهاباد وإعدام الضباط الأربعة الأكراد، ساهمت في تشييعهم وإلقاء كلمة في المناسبة، وساهمت مع الجماهير العراقية في وثبة كانون الثاني 1948 ضد معاهدة بورتسموث، وكانت الاجتماعات تعقد لشرح أهداف معاهدة بورتسموث، وقد اخترت لإلقاء كلمة في أحد التجمعات. قدمت طلبا للانتماء الى الحزب، وحصلت على شرف العضوية بداية عام 1949.

ما تقييمك لدور المرأة في نضال الحزب؟
إقبالهن على الانخراط في نضال الحزب كان كبير جدا، وقد أدين أدوارا كبيرة ونفذن مهمات، سواء في العمل السري أو العلني. الرفيقات هن عماد البيوت الحزبية للحفاظ على ممتلكات الحزب وعلاقاته، وقمن بأعمال كبيرة من أجل توطيد علاقة الحزب في بغداد ببقية مدن الوطن، كذلك أدوارهن في توعية النساء ودفعهن الى المشاركة في العمل السياسي، والدليل على ذلك النتائج الباهرة بعد ثورة تموز 1958 في توسيع القاعدة الحزبية وتنشيط العمل الديمقراطي.

هل تعرضت الى مضايقات وملاحقات؟
بعد حصولي على العضوية كانت صلتي بالرفيق جالاك، وبعد اعتراف هذا الرفيق، ووجود اسمي في الموسوعة الجنائية، ربطوني بكفالة من الشرطة كما اعترف على صديقاتي: نزيهة الدليمي، بشرى برتو، البرتين سمعان. وفي انتفاضة تشرين الثاني 1952 ألقي القبض على حوالي 150 امرأة من المساهمين فيها، منهن: سافرة جميل حافظ، ثمينة ناجي يوسف، نجية حسين، قدمن الى محاكم عسكرية، ربطن بكفالة وإفراج. وقد فصلت من الدراسة، وأكملتها بعد ثورة تموز بحصولي على بكالوريوس الكيمياء 1960، كما تعرضت الى حجز احترازي من التحقيقات الجنائية أنا وثمينة يوسف. ولسوء الحظ داهمت السلطة بيتا يسكنه بهاءالدين نوري لهذا سجنت حوالي 6 أشهر ثم قدمت الى محكمة حكمت عليّ بالسجن 5 سنوات مع وقف التنفيذ وكفالة 500 دينار.

في مسيرة حافلة بالعطاء عاصرت رفاقا عديدين
في سنة 1963 وبعد خروجي من السجن، اختبأت في البيوت الحزبية، ومن خلالها التقيت برفاق كثيرين، الرفاق ناصر عبود وسليم الجلبي وكريم أحمد ومهدي عبدالكريم. في فترة أخرى مع جمال الحيدري ومحيي خضير (والد الرفيق بسام/أبو رافد) وصالح دكلة. عشت فترة طويلة مع الرفيق سلام عادل قبل وبعد ثورة تموز، وكذلك أدمون يعقوب وعزيز الشيخ.

هل من كلمة في العيد 82 للحزب
كل عام والحزب بخير تمنياتي بالتقدم والنجاح وأن يبقى الحزب في مقدمة كل القوى الوطنية قي طرح المواقف والمعالجات التي تخدم الشعب العراقي.أهنئكم بالعيد وأتمنى أن تفلح جهود الحزب في إنقاذ الوطن. كلي ثقة في التغلب على الصعوبات فلكل زمن صعوباته، ومن الضروري نشر ثقافة التنوير ببذل جهد فكري مضاعف.