بعد دعوة اطلقها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، نفذ بعض موظفي الدوائر الدولة في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات أمس الأحد، اضراباً عن العمل ونصب سرادق امام ابواب تلك الدوائر احتجاجا على "تفشي الفساد المالي والاداري".

وكان الصدر قد دعا يوم الجمعة الماضي الموظفين الى القيام بإضراب عن الدوام الرسمي يومي الأحد والاثنين أمس واليوم) احتجاجاً على الفساد الإداري والمالي، كما دعا الأهالي الى الإضراب عن الطعام لنفس الغرض داخل المساجد والحسينيات والكنائس اعتباراً من يوم الجمعة المقبل، ووجه أيضاً بحملة تواقيع مليونية تحت عنوان (الفاسد لا يمثلني).

وقالت مصادر متعددة، إن بعض موظفي الدوائر الدولة في العاصمة بغداد بدأوا اضرابا عن العمل ونصب سرادق أمام أبواب تلك الدوائر احتجاجا على تفشي الفساد المالي والإداري، مبينا أن الإضراب شمل دائرة كهرباء شرق القناة الصدر ومحكمة الشعب.

وأضاف، أن الإضراب طال دائرة توزيع المنتجات النفطية وتربية الرصافة الثانية والثالثة ودائرة مشاريع نقل الطاقة الكهربائية ودائرة صحة الكرخ، فضلا عن معمل الزيوت، وبلدية الشعب والصدر الأولى والثانية والمجلس البلدي في مدينة الصدر، الى جانب دائرة شبكات نقل الطاقة الكهربائية للمنطقة الوسطى".

كما اقدم العشرات من موظفي مفوضية الانتخابات، أمس الاحد، على الاضراب عن الدوام في شارع فلسطين، ببغداد.

وقال مصدر محلي، ان "اكثر من ٤٠ موظفا من مفوضية الانتخابات اضربوا عن الدوام في ساحة الموال ضمن شارع فلسطين في العاصمة بغداد".

وفي مكان آخر من العاصمة بغداد، أضرب منتسبو الشركة العامة للصناعات الجلدية امام مقر الشركة في الكرادة خارج، مطالبين بمحاربة الفساد المستشري في كافة مفاصل الدولة وكذلك التوقف فوراً عن اعتماد مبدأ المحاصصة المقيت واهمية اصلاح القضاء وتغيير اعضاء المفوضية العليا للانتخابات لانها بنيت على اساس طائفي وأثني. وقد رفع المضربون شعارات كان ابرزها (كلا كلا للفساد، نعم نعم للاصلاح).

الى ذلك؛ شارك العشرات من التيار الصدري في إضراب عن الدوام داخل سرادق تم نصبه قرب ديوان محافظة البصرة، فيما شهدت دوائر ومؤسسات حكومية في المحافظة تنظيم فعاليات مشابهة بالتنسيق مع إداراتها.

وقال أحد المشاركين في الإضراب سعد المالكي في تصريح صحفي، إن "العشرات من موظفي ديوان ومجلس المحافظة نصبوا سرادق على رصيف قرب ديوان المحافظة واتخذوا منه موقعاً للإضراب عن الدوام"، مبيناً أن "بعض المسؤولين المحليين تواجدوا في سرادق الإضراب تعبيراً عن تضامنهم وتأييدهم".

ولفت المالكي الى أن "بقية المشاركين في الإضراب من موظفي دوائر الدولة في البصرة فإنهم انضموا الى وقفات مشابهة قرب دوائرهم بالتنسيق مع إداراتها"، مضيفاً أن "الإضراب سوف يستمر اليوم وغداً وفقاً لتوجيهات السيد مقتدى الصدر".

وامتدت حركة الإضرابات الى ديالى، حيث قالت عضو مجلس المحافظة سميرة الزبيدي، إن "اغلب موظفي الدوائر الحكومية في ديالى استجابوا إلى دعوة الإضراب عن الدوام التي دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من اجل المطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين".

وأضافت الزبيدي، أن "الإضراب لم يقتصر على شريحة بل كانت هناك مشاركة من كل الأطياف لإيمانهم بأهمية دعوة الصدر في مواجهة آفة الفساد عبر الأطر السلمية"، معتبرة أن "الصدر أعاد الأمل في التغيير والإصلاح".

وأكدت الزبيدي، أن "مشاركة أعداد ليست قليلة في الإضراب تعكس وعي وإدراك الرأي العام المحلي بأهمية مواجهة الفساد"، مشيرة الى أن "ديالى تعد من ضحايا مافيا الفساد المالي والإداري الذي التهم أموالاً طائلة في السنوات الماضية أهدرت على مشاريع وهمية دفع المواطن ثمنها في نهاية المطاف".

وفي محافظة كربلاء، نظمت كتلة الأحرار في المحافظة وأعضاء التيار الصدري في مجلس المحافظة وقفة أمام مبنى مجلس كربلاء.

وقال رضا السيلاوي وهو أحد المشاركين في الوقفة وعضو في مجلس المحافظة، إن "الاضراب سيستمر ليومي الأحد والاثنين للمطالبة بضرب الفاسدين"، مطالباً الحكومة والقضاء بـ"كشف سراق المال العام".

كما اضرب العشرات من الموظفين في محافظة الديوانية، أمس الاحد، عن الدوام. وقال المضربون، لـ” طريق الشعب"، ان "الفساد داخل مؤسسات الدولة وصل إلى مستوى لا يطاق وبدأ يضرب في نخاع الوزارات ودوائرها لذلك فان دعوة الاصلاح التي القاها مقتدى الصدر اصبحت تهز عروش الفاسدين".

واضافوا ان "الاحتجاج على الفساد يشمل الفاسدين في كل الاحزاب والكتل دون استثناء فان الشعار هو الفاسد لا يمثلنا".

كما ساهم بعض موظفي المحافظات الأخرى في الإضراب الذي من المفترض أن يستمر اليوم أيضاً.