مجتمع مدني

تهجير طائفي سافر في اللطيفية واليوسفية

بغداد – طريق الشعب
لا يخلو يوم من أيام العراقيين من حادث إرهابي أو عملية اغتيال يتعرض لها مواطن أو موظف حكومي، في حين تقف الأجهزة الأمنية عاجزة عن تحقيق الحد المقبول من الاستقرار الأمني.
وفي الوقت الذي بدأت فيه مؤسسات الدولة الكبيرة تعلن الإنذار وتخلي أبنيتها من موظفيها بسبب تلقيها تهديدات، تزخر شوارع العاصمة بالكثير من النقاط الأمنية التي يبدو أنها وبالرغم من كثرتها غير قادرة على ضبط الوضع الأمني في الشارع البغدادي.
ويوم أمس قام مجلس النواب العراقي بإخلاء مبناه من جميع موظفيه، وقت الظهر، على خلفية تسلمه تهديداً من جهة مجهولة، بحسب ما أفاد به مصدر مطلع في البرلمان.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "هناك أحاديث تدور عن استهداف مقر البرلمان العراقي باعتداءات إرهابية".
وهذه هي المرة الثانية التي يتلقى فيها مجلس النواب العراقي تهديدا باستهدافه، ويضطر إثر ذلك الى إخلاء مبناه من جميع الموظفين.
وفي تطور لافت، كشف مصدر أمني في شرطة بابل، أمس الأربعاء، عن تعرض اكثر من 200 عائلة إلى التهجير في منطقة اللطيفية بعد سيطرة تنظيم القاعدة على محيط المنطقة. ونقلت وكالات أنباء عن مصادر أمنية قولها، إن "القوات الأمنية اشتبكت عدة مرات مع مسلحي القاعدة لكنهم يختبئون في أماكن يصعب الوصول إليها على المشاة والراجلة"، مشيرا الى ان الأهالي كانوا اشتبكوا مع عناصر القاعدة لكن هؤلاء مجهزون بأحدث الأسلحة والأعتدة وتمكنوا من قتل العديد من المواطنين على الهوية".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، في "اليومين الماضيين شهدت اللطيفية اشتباكات أعقبتها مفاوضات بين العوائل وتنظيم القاعدة الذي طلب منهم أن ينجوا من المنطقة بأرواحهم ويتركوا وراءهم ممتلكاتهم ومواشيهم وبساتينهم"، وأردف بالقول "للأسف وهذا ما حصل".
وتابع أن "الإرهابيين قطعوا كل جداول المياه وأنابيب الماء الصالح للشرب وقطعوا أسلاك الكهرباء الموصلة إلى منازل بعض المناطق ونصبوا سيطرات على الطرق المؤدية إلى هناك لمدة أسبوع كامل، وهو ما اضطر الأهالي إلى ترك مناطقهم بعد أن عجزوا عن مقاومتهم".
وكان مصدر أمني آخر في محافظة بابل قد كشف أمس الأربعاء، عن مقتل 13 مواطنا في منطقة اليوسفية اثر هجوم نفذته القاعدة على منازل بعض العوائل في استهداف طائفي.
ونقلت وكالة "أوان" عن مصدر أمني، إن "الأهالي ابلغوا القوات الأمنية بوجود تنظيم مسلح غير مسبوق في المنطقة وتهديدات تطال العوائل في العديد من مناطق البساتين في اليوسفية"، لافتا إلى أن "تحرك القوات الأمنية لم يكن بالمستوى المطلوب، وقد اكتفت بالنداءات والتقارير اليومية الخاصة بالمنطقة".
وتابع المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "ما جرى في اليوسفية هو سيناريو مشابه لما شهدته اللطيفية خلال الأسبوعين الماضيين"، مشيرا إلى أن "ذلك يذكر بسنوات العنف الطائفي".
وأضاف أن "بعض المنازل تعرضت إلى السلب والنهب والحرق، كما تعرضت بساتين الى الاحراق، فضلا عن سرقة المواشي العائدة إلى تلك العوائل".
وكانت منطقة اللطيفية شهدت الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين الأهالي وتنظيم القاعدة أدت إلى مقتل وإصابة العديد منهم، دون أدنى تدخل من القوات الأمنية، بحسب الأهالي.
وفي محافظة البصرة، قتل أمس الاربعاء ثلاثة مدنيين بينهم مسؤول محلي، أمس الأربعاء، بنيران مسلحين مجهولين، بحسب ما أفاد مصدر أمني في البصرة.
وأخبر المصدر أن "مسلحين اغتالوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم (أمس)، عضو المجلس المحلي في قضاء أبي الخصيب الشيخ ناطق ياسين بالقرب من منزله". وبين المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المجني عليه هو رجل دين ويعمل كإمام وخطيب جامع في منطقة السبيليات الواقعة ضمن الحدود الإدارية للقضاء". وفي سياق متصل، لفت المصدر الى أن "منطقة المعقل القريبة من مركز مدينة البصرة، شهدت مساء أمس بعد صلاة العشاء، مقتل مدني بنيران مسلحين عند خروجه من جامع قريب من بيته"، مضيفاً أن "مدنياً آخر قتل بأسلحة كاتمة للصوت بالقرب من بيته ا?واقع في نفس المنطقة بعد نصف ساعة من مقتل الأول". يذكر أن الوضع الأمني في البصرة شهد خلال العام الحالي تدهوراً يعكسه تكرار التفجيرات باستخدام سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، فضلاً عن ارتفاع معدلات ارتكاب جرائم الاغتيالات والقتل والخطف والسطو والمسلح.