مجتمع مدني

تظاهرة أمام مبنى وزارة التربية.. و المحتجون يحمّلون الحكومة والبرلمان المسؤولية

انتصار الميالي
تظاهر حشد من النشطاء وأولياء أمور الطلبة، صباح أمس، أمام مبنى وزارة التربية في بغداد احتجاجا على نقص الكتب المدرسية وللمطالبة بالكشف عن المقصرين وإقالتهم بضمنهم وزير التربية.
وشهدت مدارس العاصمة بغداد وبقية المحافظات نقصاً كبيراً في الكتب المدرسية لهذا العام، ما اضطر الأهالي إلى شرائها من السوق السوداء بمبالغ كبيرة تصل إلى 30 ألف دينار للكتاب الواحد.
ودان المحتجون صمت الحكومة والبرلمان إزاء هذه "الفضيحة الكبيرة" التي تستهدف إفشال التعليم في العراق.
ورغم استمرار التظاهرة لأكثر من ثلاث ساعات أمام مبنى الوزارة، إلا أن أيّا من مسؤوليها لم يخرج لمقابلة المتظاهرين والاستماع إلى مطالبهم.
وهتف المتظاهرون بشعارات تعبر عن سخطهم من انحدار مستوى التعليم في العراق، وعجز وزارة التربية عن معالجة ظاهرة تسرب الكتب المنهجية الى الاسواق، ما يحمل ذوي الطلبة أعباء إضافية لغرض توفير المناهج لأولادهم.
التدريسي المشارك في التظاهرة فاروق بابان قال لـ"طريق الشعب": إن العملية التربوية بحاجة إلى ثورة تعيد مجانية التعليم، وتوفر أجواء ملائمة للدراسة والإعداد الجيد والسليم لأجيال المستقبل"، مشدداً على أن الوضع الحالي للتعليم يثير القلق نتيجة لتراجع مستوى التربية والتعليم في العراق.
الناشط والاعلامي علي السومري أكد أن أزمة نقص الكتب المدرسية تكشف عن حجم الفساد في الوزارة، مطالباً الحكومة ومجلس النواب وكافة المعنيين بوقفة جادة لإصلاح الواقع التربوي وتقديم الحلول السريعة والقادرة على انتشاله من واقعه المزري وإعادة الأمل إلى هذا القطاع الحيوي والمهم.
الطالب مؤمل عماد المشارك في التظاهرة مع والدته، وهو تلميذ في المرحلة الثالثة المتوسطة، قال انه استلم نصف الكتب، وأن أهله لا يملكون المال لتوفير بقية الكتب، مشيراً إلى المدرس يضطر إلى كتابة المادة على الصبورة ليقوم الطلبة بنقلها إلى دفاترهم من أجل الاستعداد للامتحانات.
وأضاف: أن إدارة مدرسته وزعت عددا بسيطا من القرطاسية لم يتجاوز "دفترين وقلمي رصاص وممحاة ومبراة واحدة فقط".
أم دعاء وهي أحدى الأمهات التي تعاني بسبب نقص الكتب أكدت أن بناتها الثلاث لم يستلمن القرطاسية حتى الان، فاضطرت إلى شرائها من الأسواق، كذلك لم تحصل على بعض المناهج الدراسية، فتضطر إلى استعارة الكتب من الجيران لنقل المواد ومن ثم إعادتها لتواصل بناتها الدراسة.
أربعة مطالب
من جانبه، دان اتحاد الطلبة العام في العراق التلكؤ الحاصل في العملية التربوية والتعليمية، والقرارات الارتجالية التي تصدر من المسؤولين، وتضر التعليم في العراق.
جاء ذلك في بيان صدر عن الاتحاد، وتضمن اربع مطالب هي: توفير المناهج الدراسية بأسرع وقت ممكن لكي يتسنى للطلبة الاستمرار في الدوام دون تحميل ذويهم اعباء ذلك، وفتح تحقيق مع الوزير ومحاسبته وصولا إلى إقالته، ومحاسبة الكادر الاداري المسؤول عن عملية طباعة الكتب، والتحقق من ما يجري تدواله من أدلة تؤشر الى وجود شبهات فساد حالت دون وصول المناهج الى الطلاب.
كما أكد الاتحاد على ضرورة العمل على تخليص المناهج الدراسية من اي مواد تثير النعرات الطائفية، والسعي الى تطويرها على جميع المستويات، ومواكبة التطور العلمي الذي يعيشه العالم، والترويج لمفاهيم حقوق الانسان، واعادة النظر في هيكلية وزارة التربية والقوانين والتعليمات الخاصة، للقضاء على البطالة المقنعة، ووضع معايير وضوابط اختيار القيادات الادارية من مدير المدرسة وصولاً الى اعلى منصب اداري في الوزارة ، بعيداً عن نهج المحاصصة الطائفية والحزبية الضيقة والاعتماد على الكفاءات العلمية.