مجتمع مدني

مرصد حقوق الإنسان: أكثر من 13 ألف عراقي "مهددون" جراء سياسات ترامب العنصرية

طريق الشعب
أكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أمس الأحد إن قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكي دونالد ترامب، يُهدد مصير أكثر من 13 ألف عراقي حصلوا على تأشيرة الدخول إلى أمريكا، بينهم 1807 شخصاً كانوا يعملون مع القوات الأمريكية أثناء غزوها العراق قبل أن تنسحب منه عام 2011.
ودعت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، الأحد، الحكومة إلى التعامل بالمثل مع الجانب الامريكي الذي استثنى بعض الدول ومنها العراق من منحها التأشيرة، معتبرة ذلك الإجراء "اساءة" للعراق والعراقيين.
يشار الى ان حظر دخول الولايات المتحدة، الذي اصدره ترامب، يكون لمدة 90 يوما لحملة جوازات السفر الصادرة من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.
عراقيون مهددون
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان "العراقيين الذين أوقفوا في المطارات الأمريكية وتمكن واحدٌ منهم من المرور بعد ضغوط جماهيرية ومفاوضات من أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس جرت داخل مطار كيندي، كانوا أول المتضررين من القضاء الذي يُلمح إلى وجود مواقف عنصرية من الرئيس الأمريكي الجديد تجاه بعض المجتمعات".
وبين المرصد إن "هناك 13499 عراقي مهددون بقرار ترامب، رغم إنهم حاصلون على الفيزا وبطاقة الكرين كارد، حيث قُيدت حريتهم بالتنقل إلى بلدان أخرى خشية أن يُمنعوا من دخول أمريكا مجدداً، وهذا مخالف لحقوق الإنسان التي تُتيح حرية التنقل للجميع بالطرق القانونية".
وأضاف إن "هناك 1807 شخص عملوا مع القوات الأمريكية أثناء تواجدها في العراق بين عامي ‎2011 و 2003 بصفات عدة أبرزهم المترجمون"، مبيناً إن "حياة هؤلاء على وجه التحديد مهددة بالخطر إذا ما عادوا إلى العراق من جديد، فبعضهم قُتلت عوائلهم بسبب عملهم مع القوات الأمريكية".
وأشار إلى ان "هذه الخطوات التي اتخذها ترامب ضد المهاجرين على أساس انتماءات قومية ودينية، تؤكد التوقعات التي وصفته بأنه خطر على حقوق الإنسان".
ودعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمتي العفو الدولي وهيومن رايتس ووتش، إلى "الضغط أكثر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بغية التراجع عن قراره الذي يُهدد حقوق الإنسان في العالم ويخلق ردات فعل عنصرية".
استكبار
من جهته، عد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع دخول العراقيين وغيرهم الى بلاده "استكبارا"، فيما خاطبه بالقول "أخرج رعاياك قبل أن تخرج الجاليات".
وقال الصدر في تغريدة له مخاطبا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "أن تدخل الى العراق وباقي البلدان بكامل الحرية وتمنع دخولهم الى بلدك فإن ذلك تعالٍ واستكبار".
وشدد الصدر بالقول، "أخرج رعاياك قبل ان تخرج الجاليات".
التعامل بالمثل
بدورهم قال اعضاء من لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية في مؤتمر صحفي، عقدته في مبنى البرلمان، وحضرته "طريق الشعب"، انه "في الوقت الذي نحرص فيه على العلاقات الجيدة والمتوازنة مع جميع الدول الداعمة للعراق في حربه ضد الإرهاب ونثمن اي تعاون مع العراق في حربه ضد داعش، الا ان اللجنة ترفض قرار الرئيس الأمريكي ترامب منع تأشيرة الدخول لمجموعة من الدول وشمول العراق بهذا المنع".
واضاف النواب، انه "لا يعقل ان يشمل العراق بالمنع وهو المحارب الاول للإرهاب والذي تحمل واعطى شهداء وتضحيات من اجل حرب يقوم بها بالنيابة عن جميع دول العالم"، معتبرة ان "منع منح التأشيرة يعد اساءة إلى العراق واجحاف بحق العراقيين وتجاوز للأعراف الدولية وحقوق الانسان". ودعوا الحكومة العراقية "للتعامل بالمثل مع الجانب الامريكي وحسب السياقات الدبلوماسية "
عدة خيارات
بدوره، كشف عضو في لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، الاحد، ان العراق يدرس حاليا عدة خيارات لمواجهة قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الخاص بمنع المواطنين العراقيين من دخول اراضي الولايات المتحدة.
وقال النائب عباس البياتي في تصريح صحفي ، ان" العراق يدرس حاليا عدة خيارات ومن بينها اللجوء الى الطرق الرسمية في مفاتحة الجانب الامريكي".
وأضاف " كذلك القانون الدولي يبيح للعراق ان يتعامل بالمثل"، مشيرا الى ان" هذا التصرف ليس في مصلحة البلدين".
وتابع قائلا ان "العراق الذي واجه الإرهاب وقدم ضحايا كثيرة لمنع تمدده، يحشر في خانة المتهمين بالإرهاب ظلم فظيع ولا ينسجم مع العلاقات الإستراتيجية ودور العراقيين في مواجهة الإرهاب".
استياء عراقي
من ناحيته، طالب النائب عن كتلة المواطن، حسن خلاطي، حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة التراجع عن قرار منع دخول اللاجئين والمواطنين القادمين إلى الولايات المتحدة من 7 دول بينها العراق. وذكر بيان لإعلام كتلة المواطن تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان "خلاطي استقبل السكرتير السياسي للسفارة الأمريكية، وبحث معه قرار ترامب الأخير بعدم منح التأشيرة للعراقيين ومنع دخولهم الولايات المتحدة الأمريكية".
وعد خلاطي القرار بأنه "بادرة غير جيدة عن رئاسة الولايات المتحدة الجديدة كان الأجدر بها أن تشكر العراقيين تجاه ما قدموه من تضحيات في حربهم للدفاع عن العالم بأسره تجاه المد الإرهابي الداعشي".
وأعرب عن استغرابه "من صدور قرار كهذا وولد انطباعا سلبياً لدى العراقيين كونه استهدف العراق وإيران لان العراق دافع عن العالم بأسره ضد الإرهاب والعصابات التكفيرية وكان ثمنه هو دماء أبنائه الطاهرة، أما بالنسبة للدولة الجارة إيران كونها دعمت العراق في حربه ضد الإرهاب".
وأضاف أن "لهذا القرار سلبيات اجتماعية ومعنوية كونه لم يكن به تفصيل حيث ان هناك عوائل عراقية تحمل الجنسية الأمريكية فما يكون موقفها من هذا التمييز العنصري بين مواطنيها".