مجتمع مدني

نعي رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة برحيل الدكتور غانم حمدون

بمزيد من الألم والحزن تنعى رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة الأكاديمي الدكتور غانم حمدون، الذي وافاه الأجل فجر يوم الجمعة 24 – شباط – 2017 ،عن عمر يناهز 88 عاما.
أنهى الفقيد دراسته الثانوية – الفرع العلمي في مدينة الموصل عام 1964 ، تقدم إلى مديرية البعثات في بغداد فحصل على بعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في لبنان عام 1947 ،حاز على شهادة البكلوريوس في مادة الإقتصاد عام 1953 وعندما عاد إلى بغداد بعد تخرجه لم يحصل على وظيفة في مجال تخصصه، فأضطر للعمل مدرسا لمادة اللغة الإنكليزية في ثانوية الأعظمية في بغداد.
ونتيجة الظروف الصعبة التي مّر بها العراق بعد عام 1963 ،غادر العراق بصعوبة إلى الشام ومنها استقر في بيروت، والتقى بالكثير من المثقفين العراقيين، ساهم في ترجمة أجزاء من رواية (الدون الهاديء) للكاتب الروسً ميخائيل شولوخوف، مع علي الشوك وأمجد حسين ومراجعة غائب طعمة فرمان. وبعدها تمكن من الوصول إلى ألمانيا الديمقراطية، عمل في إذاعة برلين – القسم العربي وتوفرت له فرصة الدراسة حيث أكمل دراسته العليا في الاقتصاد وحصل على الدكتوراه عام 1968 .عاد لخدمة العراق في بداية سبعينيات القرن الماضي، لم يتمكن من الحصول على عمل في جامعة بغداد – كلية الإدارة والاقتصاد، فاضطر للعمل في مركز البحوث النفسية والتربوية في جامعة بغداد، فقدم العديد من البحوث والدراسات في المجال الأكاديمي والتعليمي، وشارك في الكثير من الندوات والسيمنارات الرسمية ممثلا لمركز البحوث والجامعة.
وفي أواخر السبعينيات هاجر إلى اليمن وعمل في جامعة عدن استاذاً، وبدأ فيها بترجمة كتاب (اقتصاديات العمل) من الألمانية إلى العربية، وأكمله في الجزائر العاصمة حيث عمل استاذا في جامعتها ، وانتقل للتدريس في جامعة قسنطينه، بعدها سافر إلى سورية واستقر في دمشق. كتب العديد من المقالات والترجمات ومراجعة أعمال من ضمنها ترجمة كتاب (الاشتراكية لعصر شكاك) لمؤلفه رالف ميليباند. وتفرغ للعمل الصحفي في تحرير مجلة الثقافة الجديدة العراقية، ثم اسندت له سكرتارية تحريرها، وواصل مهمته حتى بلوغه السبعين حيث طلب إعفاءه من هذه المهمة ليكون عضواً في المجلس الاستشاري للمجلة.
كان الفقيد مثالا للخلق الرفيع، مدرسة في التواضع والعطاء، حاز على إحترام وتقدير كل من عرفه، تميز بحسن الأمانة والاستقامة وحب الناس والوطن، كرس معظم حياته لخدمة العراق في المجالات الأكاديمية التعليمية والفكرية والثقافية. كان عضواً نشطا في نقابة المعلمين وجمعية الاقتصاديين العراقيين ورابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الدمقراطٌيين التي كانت تعمل في بلدان الشتات.
شارك في كل المؤتمرات السنوية لرابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة، منذ تأسيس الرابطة عام 1994.
حقا غيب الموت قامة عراقية أكاديمية تربوية شامخة، رحل عنا وهو يحمل حلمه الكبير بأن يكون العراق متطوراً في المجالات كافة، بمصاف الدول المتقدمة.
خالص العزاء لعائلة الفقيد وذويه ومعارفه وأصدقائه.
للراحل الذكر الطيب والصبر والسلوان لكل محبيه.
الهيئة الإدارية لرابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة
عنهم د. سعدي النجار
رئيس الرابطة