مجتمع مدني

قوات مشتركة تواجه تظاهرة لطلبة جامعة واسط بالعنف المفرط

واسط، بغداد – طريق الشعب
اصيب العشرات من طلبة وطالبات جامعة واسط، امس الثلاثاء، بجروح وحالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي الذي جوبهوا به من قبل قوات تابعة لمكافحة الشغب واخرى من عناصر حماية رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي اثناء زيارة الاخير الى الجامعة.
وندد بيان أصدرته مجموعة منظمات طلابية ومدنية، باستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين السلميين وانتهاك "الحرم الجامعي" من قبل قوة مدججة بالسلاح، وطالب بتحقيق في حيثيات ما جرى، ومحاسبة العناصر التي أساءت الى الطلبة وتجاوزت عليهم.
تفاصيل ما حدث
قال مراسل "طريق الشعب" في واسط انه "منذ ليلة الاثنين دخلت مدينة الكوت في حالة انذار، حيث قطعت الشوارع المحيطة بمبنى المحافظة ومجلسها وانتشرت القوات الامنية في معظم شوارع المدينة".
واضاف : "في صباح الثلاثاء (امس) توجه رئيس الوزراء حيدر العبادي الى جامعة واسط مع اعضاء الحكومة المحلية والقى كلمة في قاعة كلية التربية، وعند خروجه من القاعة واجهه جمع غفير من طلبة الجامعة يقدر عددهم بالف طالب وطالبة وهم يرددون هتافات"، مستطردا انه "عندما واجه العبادي صعوبة في الخروج اطلقت قوات مكافحة الشغب العيارات المطاطية والغازات المسيلة للدموع مما ادى الى سقوط حوالي 8 جرحى و80 حالة اختناق تم نقلهم الى مستشفى الكرامة القريب من الحادث وقد خرج بعضهم بعد تلقي العلاج".
واردف قائلاً"بعد ذلك استطاع موكب العبادي الخروج من الجامعة فتوجه المتظاهرون الى وسط مدينة الكوت بنفس الشعارات بالاضافة الى هتاف سلمية سلمية وقد تمت محاصرتهم من قبل قوات مكافحة الشغب في الشارع الفرعي المجاور لمبنى الاسواق المركزية واطلقت عليهم الغازات المسيلة للدموع وتم اعتقال العشرات منهم ونقل حوالي 15 حالة اختناق وجريح الى مستشفى الزهراء ثم تفرقت التظاهرة في الساعة الواحدة والربع من بعد الظهر".
لا للاعتداء على الطلبة
من جهته، قال بيان اصدره اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق وعدد من المنظمات، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "تابعنا باهتمام بالغ الأحداث المؤسفة التي وقعت في جامعة واسط، أثناء زيارة رئيس مجلس الوزراء د. حيدر العبادي إلى المحافظة لعقد جلسة المجلس فيها"، مضيفا "فقبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، زار العبادي جامعة واسط في صباح الثلاثاء، وتعرض موكبه إلى اعتداء من قبل بعض الطلبة الذين رموا السيارات بالحجارة، ولدى دخول العبادي إلى حرم الجامعة نظم حشد كبير من الطلبة وقفة احتجاجية سلمية رفعوا خلالها مطالب تخص الواقع التعليمي ومنها: (تحديث المناهج الدراسية بما يضمن تطوير التعليم، اعمار المرافق الدراسية ومباني الجامعات وتوفير المختبرات العلمية وكافة البنى التحتية، خفض أجور الدراسة المسائية والأهلية بما يتناسب مع الواقع المعيشي لعموم العراقيين، احترام الحريات الطلابية، وضمان استقلال المؤسسات التعليمية".
ومضى البيان قائلا "وبعد أن أنهى رئيس الوزراء كلمته التي القاها في الحرم الجامعي، وخروجه من مبنى الجامعة مع عشرات الجنود المدججين بالسلاح، قامت قوة من الشرطة المحلية باقتحام مبنى الجامعة ورمي الطلبة المحتجين سلمياً بالغاز المسيل للدموع واستخدام العنف المفرط معهم، ما أدى إلى إصابة أكثر 100 طالب بجروح وحالات اختناق، وأضرار مادية في مبنى الجامعة"، مشددا على "أن اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، يرفض اعتداء مجموعة من الطلبة على موكب رئيس الوزراء ممن كانوا خارج الحرم الجامعي، فانه يدين بشدة ما تعرض له الطلبة المحتجون السلميون من اعتداء سافر داخل الحرم الجامعي".
واكد البيان أن "استخدام العنف المفرط والغاز المسيل للدموع، قد تكرر مرات عدة لمواجهة التظاهرات السلمية، الأمر الذي يعد سابقة خطرة، وفعلا منافيا للقانون ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان"، مستنكرا "دخول عناصر حماية رئيس الوزراء المدججين بالسلاح، والذين كان عددهم بالعشرات، إلى الحرم الجامعي، ما يشكل تعديا صارخاً على المؤسسة التعليمية وتجاوزا سافراً للدستور".
وطالب "بالتحقيق في حيثيات ما جرى من تجاوزات، ومحاسبة العناصر التي أرادت الإساءة إلى وقفة الطلبة الاحتجاجية السلمية، وأن يقدم رئيس الوزراء اعتذاره للمؤسسة التعليمية عن دخول أفراد حمايته واسلحتهم إلى الحرم الجامعي في واسط، التي هي مؤسسة علمية مدنية، لا يجوز بتاتا إدخال أي سلاح فيها مهما كانت الحجة"، داعيا "القوى السياسية كافة، إلى عدم استخدام ما جرى في جامعة واسط، للتسقيط السياسي، ومحاولات احتسابه على هذه الجهة او تلك".
الصراعات السياسية
وشدد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، امس الثلاثاء، خلال زيارته الى جامعة واسط، وإلقائه كلمة فيها، على ابعاد الجامعات عن الصراعات السياسية وعدم توريط الطلبة بالخلافات السياسية، مؤكداً أن الخلافات هي من أتت بداعش ويريدون نقلها للجامعات.
وفيما رفض زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، امس الثلاثاء، ما تعرض له رئيس الحكومة حيدر العبادي من هتافات مناهضة له، ورشقه بالحجارة من قبل طلاب غاضبين في جامعة واسط، قدم اعتذاره الى العبادي.
ووصل رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، صباح امس، الى واسط لعقد جلسة المجلس الاسبوعية الاعتيادية في المحافظة.