مجتمع مدني

نساء الجاليات في كندا يحتفلن بعيد المرأة العالمي

ماجدة الجبوري
أحياناً، أكتب أفضل مما أتحدث أمام الآخرين، يخونني التعبير، لكنني اليوم أطلقت العنان للساني وروحي.
وقفت أمام جمع من النساء المتميزات، كنديات ومن جاليات مختلفة في عيد المرأة العالمي..
نساء يعملن يومياً كالنحل متطوعات من اجل المساعدة و توفير الراحة للأخريات.
قلت: جئت من العراق، من بلد الأرامل والايتام، جئت مثخنة بالجراح والطعنات.... لن احدثكنّ عن تجربتي المريرة، وغبار السجن والمعتقلات والتعذيب، حينها كنت صغيرة، لا أريد فتح جروح مؤلمة لم تندمل بعد.
في وقتها كنت أحلم بالحب، والأمل، والحياة الحلوة لي وللجميع. كلها ضاعت وتبددت .
قلت سأحدثكم عن فتياتنا ونسائنا الجميلات، ممن يحلمن بالأمن والامان المفقود منذ سنوات، يحلمن ببيت يملؤه الدفء والنقاء، وبحياة خالية من الشوائب، والعقد والإزدواجية..
لكن هتكتنا الحروب، بخت نسائنا قليل، بفقدانهن الأعز، الاب، والزوج والابن والحبيب، على مدار اعوام طويلة، تشفى جروحهنّ وتندمل مراراً وتكراراً، تعود تفتح مرات ومرات..!
لن احدثكنّ عن النار التي تأكل فتياننا في شوارع بغداد وباقي المدن..
لن احدثكّن عن الأنين داخل الخيم، والهياكل، أنين على مدار الساعة منذ سنوات، ولم يخفت أبداً، لكنه غير مسموع عند المسؤولين، يا للعجب!
إنما كل هذا يتبدد حين انظر حولي الى وجوهكنّ الجميلة وهي تشعّ بالامل والحياة، لصانعات الحياة...
يا لروعة الموسيقى، وحركات النساء المتناسقة، وهنّ يرقصن بخفة، لم ار فرقاً كبيراً بين فتاة في العشرين وابنة الستين، أو السبعين، الكل يرقص على أنغام السامبا، كأنهنّ حمامات تطير وتحلق في السماء، رقصة السامبا اليوم جعلتنا نتنفس هواء نقياً، ونبتسم للقادم..
ختمت كلماتي وقلت: نحن النساء من يخلق السعادة والفرح ويشعها على الحياة والآخرين..
إنا امرأة قوية، ومحظوظة جداً، إنني أعيش هنا في بلدٍ متحضّر يحترم ويصون حقوق الإنسان.
وشكرت كل من وقف معي وساعدني من الصديقات والاصدقاء والنساء الكنديات.