مجتمع مدني

صلاح الدين.. تطلع الى عودة النازحين واعادة الاعمار وتحقيق الاستقرار

محافظة صلاح الدين ومدنها وقراها عانت كثيرا على يد داعش الارهابي الذي قتل وشرد الكثير من اهلها ، وأرجعها سنيين الى الوراء . اهالي المحافظة ، وبعد ان تحررت غالبية مناطق المحافظة من رجس التنظيم الارهابي والظلامي ، عاد الكثير منهم الى اراضيهم ومساكنهم ، ولكن احوالهم لم تعد الى وضعها الطبيعي بعد .
ولعل في المقدمة تأتي اهمية وضرورة الخلاص من تركة داعش ، وتعويض المتضررين واعادة بناء ما تهدم اثناء سيطرة الارهابيين او خلال حرب الخلاص منهم . وما زال اهل المنطقة يشكون عدم عودة الكثير من دورهم اليهم ، فيما العديد منها يتعرض باستمرار الى السرقة والنهب على مرأى ومسمع من الجهات الرسمية والقوات المكلفة بحمايتها .
وفي هذا السياق يتساءل الأهالي عن الاسباب التي تحول حتى الان دون عودة نازحي بيجي ، الصينية ، يثرب وعزيز بلد الى مدنهم علما ان هذه المناطق كانت قد تحررت منذ مدة طويلة ، والمستغرب عندما يربط عدد من المواطنين الذين التقيناهم هذه العودة بدفع مبالغ كبيرة الى الجهات المسؤولة عن العودة . وهذه القضية الحساسة نضعها امام القائد العام للقوات المسلحة ، لفتح تحقيق بشأنها ، وازالة اية شبهات فساد محتملة في الموضوع وتسهيل عودة النازحين والمشردين وتخفيف الاجراءات ذات العلاقة .
وكحال بقية محافظات الوطن تشكو المحافظة من قلة التعيينات فيها وشحتها وما متوفر منها يجد طريقه الى اصحاب الواسطة على اختلاف انواعها ، وعلى طريقة " المقربين من المسؤولين اولى بها " ، ولا يتم هنا ، بالطبع ، نسيان عدد من الاحزاب والجماعات المتنفذة ، وذات السطوة ، اما الفقير والمعدم فلا حول ولا قوة له .
والمواطنون يشكون كثيرا مما يعانيه السجناء من قسوة واهانة ومساومة ، ويضطرون الى دفع مبالغ كبيرة بهدف اطلاق سراحهم ، وهم الابرياء عموما . وبعض الحالات جرى إطلاق سراحهم بعد دفع مبالغ كبيرة حتى من دون محاكمة . ومن يعجز عن الدفع لا " تسير" معاملته الى المحاكم اصلا ، ويظل قابعا في السجن وعلى بعضهم مرت سنون عديدة .
وفي موضوع آخر يقول المواطن مطشر جاسم ، كاسب ، ان السيطرات الموجودة في مداخل المدن ، الكثير منها يسيء اساءة بالغة الى المواطنين ويسمعهم الفاظا نابية وبعضها فيه اثارة طائفية. وبشأن مدخل مدينة تكريت يضيف : ان دخول المواطن ترافقه اجراءات صعبة ومهينة ، وهناك طوابير طويلة ، علما ان مركز المدينة فيه اغلب الدوائر الرسمية التي يحتاج المواطن الى مراجعتها باستمرار ، ومنها رئاسة الصحة والتربية والمؤسسات الامنية والعسكرية ، وجامعة تكريت .
وكحال بقية مؤسسات الدولة ، يؤشر الموطن صائب محمد الى استشراء الفساد في العديد من دوائر المحافظة ، حتى غدا من الصعب استكمال اية معاملة من دون دفع المقسوم ، بل هو المفروض.
والمواطنون يتطلعون الى اطلاق عملية اعمار المدينة ، وتوفير الخدمات الاساسية لها ،واعادة الحياة الى مصفى بيجي ، وتقديم الدعم للزراعة في المحافظة ، كونها مؤهلة لإنتاج العديد من المحاصيل .
ويبقى هاجس المواطنين الاساس عودة الامن والاستقرار الى ربوع المحافظة وتصفية بؤر الارهاب وداعش في العديد من مناطقها واستكمال تحرير ما بقي في يد التنظيم الارهابي ، والحؤول دون عودتهم الى ممارسة نشاطاتهم التخريبية ، مستفيدين من منظومة الفساد لتسهيل تنفيذ جرائهم ضد المواطنين .