مجتمع مدني

نحو حياة طلابية حرة .. نحو مستوى تعليمي وتربوي أفضل

تحل علينا في الرابع عشر من نيسان الذكرى التاسعة والستون لتأسيس اول منظمة طلابية في تاريخ العراق الحديث . ففي هذا اليوم من عام 1948 انبرت مجموعة من زميلاتنا وزملائنا الأوائل الى عقد اجتماع عام في ساحة السباع بالعاصمة بغداد، وقام مجموعة من العمال الأبطال بحمايتهم، انبثق عنه تأسيس اتحادنا ، اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق . واذ نحتفل بذكر تأسيس اتحادنا العريق ، نعرب عن اعتزازنا الكبير بتضحياته ومآثره ونضاله سوية مع الجماهير الطلابية في سبيل حياة طلابية حرة ومستقبل افضل.
تأتي ذكرى تأسيس اتحادنا وبلدنا يمر في مرحله حساسة وصعبة حيث الخلافات السياسية وأجواء عدم الثقة وسط صراع محموم على المكاسب والنفوذ وادامة التحاصص وحماية الفاسدين ، فيما يخوض شعبنا معركته ضد اعتى المجرمين والقتلة، أعداء الانسان والحياة .
وفي هذه المناسبة نتوجه بالتحية والعرفان لمقاتلي شعبنا على اختلاف اصنافهم وتشكيلاتهم الذين امتشقوا السلاح بوجه داعش الارهابي . كما نعبر عن تضامننا الكبير مع بنات وابناء شعبنا النازحين ونجدد تضامننا ودعمنا لهم ونطالب الحكومة بتوفير كل مستلزمات استمرار الطلبة النازحين في دراستهم وتسهيل عودتهم الى مدنهم المحررة. وتأتي الذكرى ايضاً وجماهيرنا يواصلون حراكهم المدني السلمي الاحتجاجي متطلعين الى حياة افضل ، مجددين العهد باننا مستمرون على نهجنا السلمي من اجل عراق مدني ديمقراطي .
ايتها الزميلات .. ايها الزملاء
يا جماهير الطلبة
لا يزال الوضع التعليمي والتربوي يعاني من أزمة عميقة ويعيش واقعاً مريراً فلا تحديث مناسبا في المناهج الدراسية ، ولا تطوير او اعمار في المرافق الدراسية ، فيما ينعدم وجود خطط مدروسة لإدارة العملية التربوية حيث تتخذ القرارات ارتجالاً، اضافة الى استمرار ارتفاع اجور الدراسة المسائية والاهلية على الرغم من تدني الوضع التدريسي فيها . ويتواصل الوضع المتردي في الاقسام الداخلية وسوء الخدمات المقدمة . وكذلك نشهد تراجعاً حاداً في احترام استقلالية الحرم الجامعي ويستمر الكبت الكبير والواسع للحريات الطلابية. وفي هذا الجانب لم يشرع بعد قانون للاتحادات الطلابية . ويعاني القطاع التعليمي والتربوي من اتخاذ قرارات غير مدروسة تربك الوضع الطلابي.
ولا يمكن فصل وعزل هذه المشاكل الطلابية والتعليمية عن الواقع العام في بلادنا وسوء الاداء فيه ما ادى الى اتساع الحركة الاحتجاجية داخل الجامعات والمعاهد المطالبة بتوفير الخدمات داخل الجامعات ومحاسبة الفاسدين واحترام استقلالية الحرم الجامعي .
أن اتحادنا يؤكد على أهمية عقد مؤتمر عام وطني برعاية الحكومة العراقية يجمع مختلف المتخصصين من استاذة وأكاديميين وذوي الخبرة والتجربة ، بالإضافة الى ممثلين عن الطلبة والاتحادات والمنظمات الطلابية ومنظمات المجتمع المدني وأعضاء لجان التعليم والتربية في مجلسي النواب والمحافظات بهدف وضع إستراتيجية للنهوض بالواقع المزري للتعليم والخروج بقرارات ملزمة التطبيق للحكومة ووزارتي التعليم والتربية .
ومن جانب آخر فان اتحادنا ماضٍ في التحضير لعقد مؤتمر طلابي واسع للاتحادات والمنظمات الطلابية أيضا، بالاضافة الى ممثلي الجامعات والمعاهد والمدارس والنخب ذات العلاقة ليكون اقرب الى مؤتمر شعبي طلابي يخرج بتوصيات عاجلة موجهة الى الحكومة والبرلمان بغية تنفيذها . وفي هذا السياق نؤشر اهمية ان تباشر الحكومة العراقية مراجعة مسودات قوانين الاتحادات الطلابية والخروج بمسودة واحدة ترفع الى مجلس النواب لغرض تشريع قانون يتيح للطلبة حرية تنظيم أنفسهم واختيار ممثليهم عبر انتخابات طلابية حرة .
وفي هذه المناسبة نجدد التذكير بضرورة صرف المنح الطلابية ، فيما يبقى ملحاً الكف عن كبت الحريات الطلابية والسماح للطلبة في التعبير عن ارائهم بالطرق السلمية والاستماع الى مطالبهم وتنفيذها وايضا توفير الخدمات داخل الاقسام الداخلية ، وفي الكليات والجامعات ، الحكومية والاهلية .
في ذكرى تأسيس اتحادنا، نتوجه بالتحية الى الجماهير الطلابية في بغداد ومحافظات الوطن، التي خرجت في حراك طلابي واسع مطالبة بحقوقها ومطالبة باصلاح التعليم ومؤسساته.
زميلاتنا.. زملاءنا
اذ نتقدم لكم في هذه المناسبة العزيزة بأجمل التحايا ،نشد على ايديكم وانتم تواصلون التزامكم المستمر في تأدية واجبكم الدراسي والسعي الحثيث الى النجاح والتفوق والخروج بأفضل النتائج دراسياً خدمة لعراقنا الجديد.
بوحدتنا وتكاتفنا ننتزع حقوقنا
عاش نضال طلبة العراق من اجل حياة طلابية حرة ومستقبل افضل
عاش اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق
المجد والخلود لشهدء العراق والحركة الطلابية
اللجنة التنفيذية
اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق
بغداد – نيسان 2017