مجتمع مدني

النزوح الداخلي في العراق يبلغ مستوى "لم يسبق له مثيل"

طريق الشعب
وفقاً لتقرير صدر يوم أمس، عن كل من مركز رصد النزوح الداخلي والمجلس النرويجي للاجئين، فقد تسببت السنوات الثلاث الأخيرة من الصراع في العراق في أزمة نزوح "غير مسبوقة تقريباً".
ووجد التقرير العالمي عن النزوح الداخلي أن الهجمات العسكرية واسعة الانتشار في العراق تسببت بحوالي 660 ألف حالة نزوح جديدة في عام 2016.
وبحسب التقرير، الذي أطلعت عليه "طريق الشعب" فإن "واحداً من كل عشرة أشخاص نازحين في عام 2016 جراء النزاعات حول العالم كانوا قد نزحوا في العراق، بحيث وصل العدد الإجمالي للعراقيين النازحين داخلياً إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص، فيما نزحت نسبة متزايدة من العراقيين أكثر من مرة".
وفي هذا الصدد، قال مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق هايدي ديدريش: "النزوح الداخلي ليس مسؤولية الحكومات الوطنية وحدها. فعلى المجتمع الدولي دعم جهود الحكومة العراقية لمساعدة النازحين بسبب النزاع في هذا البلد".
واضاف: "إن الطريقة التي تستجيب من خلالها وكالات الإغاثة للمرحلة الأخيرة من الأزمة العراقية ستساعد في تحديد ما إذا كان النازحون داخلياً سيكونون قادرين على إعادة بناء حياتهم على المدى الطويل، كما وسيعتمد ذلك على الموارد المتوفرة".
وكشف التقرير عن أن المساعدات التي أنفقت على إعادة توطين اللاجئين في البلدان المانحة في العام الماضي كانت أكثر من تلك التي أنفقت في البلدان التي نشأت فيها أزمات النزوح. وانخفض إجمالي المعونات الثنائية الإجمالية المقدمة إلى أقل البلدان تقدماً، بما فيها البلدان التي تشهد أعلى مستويات النزوح الجديد، بنسبة 3.9 في المئة مقارنة بعام 2015. وما لم نوجه التمويل والاهتمام السياسي إلى العوامل الأساسية الكامنة وراء الفقر وهشاشة الدولة والتغير البيئي العالمي، فسيستمر النزوح.
وتقول مديرة مركز رصد النزوح الداخلي أليكساندرا بيلاك: "وصل الوضع إلى حدٍّ حمل فيه التقرير العالمي عن النزوح الداخلي مرآة وكان الانعكاس الذي صدر عنه هو اللامبالاة الدولية وانعدام المساءلة وفشل الدول في حماية شعبها".
ووجد التقرير أنه: "بحلول نهاية عام 2016، كان هناك 40.3 مليون شخص مشردين داخلياً بسبب النزاع والعنف في جميع أنحاء العالم، فيما نزح داخل بلدانهم عام 2016، ما مجموعه 40.3 مليون شخص جراء النزاع والعنف، فيما نزح بعضهم لعقود".
كما ذكر التقرير أنه "في عام 2016، تم تسجيل 31.1 مليون حالة نزوح داخلي جديدة بسبب النزاع والعنف والكوارث. ويمثل ذلك زيادة قدرها 3.3 مليون مقارنة بعام 2015، وهو ما يعادل نازح واحد في كل ثانية".
من أصل 6.9 مليون حالة نزوح جديدة جراء النزاع في عام 2016، بحسب التقرير، وقعت 6.6 مليون حالة - أكثر من 95 في المئة – في سياقات شديدة الخطورة. وفي العراق، وقع ما يقرب من 680,000 حالة نزوح جديدة نتيجة تسع حملات عسكرية.
والجدير بالذكر أن المجلس النرويجي للاجئين منظمة غير حكومية إنسانية ومستقلة تعمل في نحو 25 في العالم.
وأنشئ مركز رصد النزوح الداخلي من قبل المجلس النرويجي للاجئين في عام 1998. ويحظى مركز رصد النزوح الداخلي بالاحترام على نطاق واسع لما يقوم به من رصد للنزوح الداخلي الناجم عن النزاع، والعنف، وانتهاكات حقوق الإنسان، والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم باعتباره المصدر الرئيس للمعلومات والتحليل بشأن النزوح الداخلي في العالم بأسره.