مجتمع مدني

ردود فعل متباينة على قرار نقل "خليجي 22" / احمد حسن الياسري

طُرحت تساؤلات كثيرة حول قرار اتحاد رؤساء اتحادات الخليج لكرة القدم بشأن نقل (خليجي- 22) من البصرة إلى مدينة جدة في السعودية، ولم يوضح الاتحاد العراقي الأسباب الرئيسية التي جعلت اتحادات العرب تتخذ قرارا كهذا، مكتفياً ببيان انتقد فيه الاتحادات الخليجية.

وفي خضم الاستياء الذي ابداه الوسط الرياضي العراقي بعد سماعه قرار نقل البطولة إلى السعودية، قرر رئيس الوزراء يوم الأربعاء الماضي في كلمته الأسبوعية تعليق مشاركة العراق في بطولة خليجي 22، معتبراً نقل البطولة من البصرة محاولة لتسقيط العملية السياسية.
وفي غضون ذلك، لم تلحظ لجنة الشباب والرياضة النيابية، في قرار نقل إقامة البطولة من العراق بعدا سياسيا.
وفي اتصال مع "طريق الشعب" أمس السبت قالت عضو اللجنة والنائبة عن القائمة العراقية، ثريا نجم، إنه "قبل شهرين كان هناك اجتماع لرؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم، وتبين خلال الاجتماع وجود نواقص في المدينة الرياضية في البصرة منها عدم بناء مستشفى مسمى للبطولة من اجل معالجة إصابات اللاعبين وحتى لا يذهبوا إلى مستشفيات عامة".
وأضافت نجم أن "هناك ملاحظة أخرى هي عدم وجود مولدة كهربائية خاصة في المدينة على ضوء قطع التيار الكهربائي المستمر في البصرة وحتى تبقى المباريات مستمرة، إضافة إلى انه كانت هناك نواقص مثل سكن وفود المشجعين والوفود الرسمية".
وأشارت إلى أن "المدينة الرياضية كاملة والملاعب فيها كاملة كملعب للإحماء والتدريب، ولكن الاعتراض كان على سكن المشجعين الذي سيأتون من الدول الخليجية، إضافة إلى أن ممر صفوان غير كامل، والطريق الذي يربط بين المطار والمدينة الرياضية أيضا غير كامل"، منبهة أن "الهاجس الأمني كان أحد ابرز الأسباب لنقل البطولة".
في اثناء ذلك حذر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) العراق من افتتاح المدينة الرياضية في البصرة بمباراتي العهد اللبناني والميناء، والزوراء أمام الزمالك المصري.
وأشار بيان مذيل بتوقيع الأمين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه، يوم الجمعة الماضي، واطلعت عليه "طريق الشعب"، الى أنه "حسب قرار الاتحاد الدولي في اجتماعه في ٣ و ٤-١٠-٢٠١٣، الذي أكد عدم رفع الحظر، نود إعلامكم بأن إقامة بطولة كهذه وبمشاركة أندية من خارج العراق يعد خرقا للحظر".
وبينت ثريا نجم عضوة لجنة الشباب والرياضة النيابية، أن "قرار الاتحاد الدولي ليس منع فتح المدينة الرياضية، وإنما منع الحكام من التحكيم في مباريات الافتتاح، كونهم حكاما دوليين تابعين إلى الاتحاد الدولي للحكام، بما أن الاتحاد الدولي قرر عدم رفع الحظر، فلا يجوز لهم التحكيم وفي حال حكّموا سيعاقبون".
وقالت نجم: "نحن ننتظر أن يعود لبغداد رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود لكي يطلعنا على الأسباب الحقيقية وراء نقل البطولة، إضافة إلى أن وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر ربما لديه أشياء ثبوتية من شأنها ان تثبت أحقية العراق بإقامة البطولة في البصرة".
ولفتت إلى أن "اتحاد الكرة رفض قرار المالكي بتعليق مشاركته الكروية في بطولة خليجي 22".
بدوره، قال عضو لجنة الشباب والرياضة النيابية سعيد خوشناو، إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لم يبلغ العراق بشكل رسمي بالقرار المتخذ، وأنا سمعت عن طريق الإعلام حول تحذيره من إقامة مباريات على أراضيه".
واشار إلى أن "ناديين عراقيين سيلعبان ضد ناديين عربيين، وهذه المباريات ليست مشمولة بإجراءات الحظر الدولي على العراق".
وأضاف أن "العراق عليه حظر إجراء المباريات الدولية، لكن مباريات اليوم ليست دولية، والنوادي مدعوة للمشاركة في افتتاح المدينة الرياضية في البصرة".
بيد أن أمير الداغستاني المنسق الإعلامي للاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم في العراق، قال إن "الاتحاد سيرد بعد الانتهاء من تصفيات آسيا للشباب على الاتحاد الدولي بشأن تحذيره من افتتاح المدينة الرياضية في البصرة"، موضحا انه "وصلنا كتاب رسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم، يبين فيه التدخلات الحكومية الخاصة في الكرة العراقية، وان الاتحاد العراقي لم يرد عليه بعد".
ولفت الداغستاني في حديث مع "طريق الشعب" أمس، إلى أنه "سيكون هناك اجتماع مهم بين أعضاء الاتحاد بعد الانتهاء من تصفيات آسيا للرد على الكتاب الذي وصلنا، لكي يتجنب العراق الوقوع في أية مشكلة مع الاتحاد الدولي"، مشيراً إلى أنه "سيكون هناك اجتماع بين رئيس الوزراء نوري المالكي والاتحاد المركزي للخروج بنتيجة ايجابية ازاء تحذيرات الاتحاد الدولي".
وأعلن وزير الشباب والرياضة، جاسم محمد جعفر يوم أمس، "إنفاق العراق مبالغ مالية كبيرة نتيجة اللعب الرياضي خارج أرضه"، مشيرا إلى انه "إزاء هذا الإنفاق غير المبرر ربما يضطر العراق إلى تقليص مشاركاته الخارجية في البطولات الكروية".
وقال جعفر في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إنه "إذا كان (الفيفا) يتحجج بالوضع الأمني، فهناك عدة بلدان عربية وأجنبية تشهد اضطرابات أمنية وفوضى في الوضع العام، لكنه لم يحرك ساكنا تجاهها، فيما يصر على معاقبة العراق رغم مناشدات الوزارة لرئيس الاتحاد الدولي بإنصاف العراق والكرة العراقية".
وأوضح جعفر انه "في كل تاريخ (الفيفا) لم يُتخذ موقف قاس تجاه أية دولة مثلما ناله العراق من عقوبات دولية مجحفة ربما حتى تلك الدول التي خاضت حروبا عالمية لم يصدر ما يعرقل مسيرة كرتها".