مجتمع مدني

المهرجانات والفعاليات الشبابية تعيد الى المدينة هيبتها.. شباب الموصل يحتفلون بيومهم العالمي

طريق الشعب
نظم شباب من مدينة الموصل، مطلع الاسبوع الجاري، فعالية جماهيرية واسعة في خطوة تعد الاولى من نوعها بعد تحرير المدنية من تنظيم داعش، وذلك في مناسبة اليوم العالمي للشباب.
وقال مراسل "طريق الشعب" ان "المحتفلين، وبعد الوقوف لترديد النشيط الوطني العراقي، قرأ الناشط عماد صباح كوركيس كلمة تحدث فيها عن الهم المشترك لأبناء العراق في تحرير مدينة الموصل" مؤكداً ان "الجميع ساهم في التحرير وفقد عزيزاً على قلبه".
كوركيس اكد في كلمته ان "الشعوب التي مرت بتجارب الحروب عادت ونهضت من تحت الركام بعدما اتحدت سواعد ابنائها وبناتها ماسكين معاول البناء لإعمار ما خربته الحرب"، مضيفاً ان "الفعالية التي اقامها الشباب في هذا الوقت ستخلد في التاريخ مثلمها خلد المحارب الاشوري الذي دافع عن سور نينوى وأضاء بمكتبته وعلومه".
واشار الى انه "لم يكن يحلم بأن يقف مجدداً في مدينة نينوى الحدباء، لكن ذلك تحقق وهو يقف على قبور المجرمين الذين هجروه مستشهداً بالمقطع الشعري للجواهري الكبير (باقٍ واعمار الطغاة قصارُ)".
تلت ذلك كلمة للناشط المدني طارق القصار، قال فيها ان "الموصل عادت من جديد بفضل سواعد القوات الأمنية العراقية وهي مستعدة الآن لإعادة الاعمار بجهود شبابها الذين نهضوا"، مؤكداً ان "المهرجانات والفعاليات الشبابية تعيد إلى الموصل هيبتها".
الناشط المدني حسين النجار، القادم من بغداد، قال في الندوة التي اقيمت على هامش المهرجان ان "عمل الشباب في الموصل يهدف الى ارساء علاقات جديدة، وما يحدث الآن هو عبارة عن مصالحة مجتمعية لأن الذي يجري هو تجاوز الهويات الفرعية مع تقديم هوية المدينة فقط ولا يوجد اي قيد مسبق على المشاركة في الفعاليات الشبابية"، مؤكداً ان "ذلك يعني المواطنة والتآخي والعيش المشترك".
واضاف النجار ان "الشباب في مدينة الموصل يقدمون معالجة ملموسة لكل التحديات ما بعد داعش، لأن هذه الفعاليات تجتث عناصر خلق الارهاب والتطرف وهم يتطلعون الى مستقبل يقطع الطريق امام عودة الماضي سياسياً وثقافياً واجتماعياً".
واشار الى ان "الشباب يصنعون السلام فعلاً ولهذا جاء عنوان فعالية الأمم المتحدة هذا العام (الشباب يصنعون السلام)، ولهذا يجب ان تكون هناك معالجات لمشاكلهم وهذا يخص الجانب الحكومي والتشريعي، ومن هذه المعالجات تشريع القوانين التي تهم شريحة الشباب، ومنها على سبيل المثال تخفيض سن الترشح للهيئات التشريعية، اضافة الى معالجة للقضايا الاقتصادية كونها تهم الشباب بدرجة اساسية، نظراً لارتفاع حجم البطالة خصوصاً وسط الخريجين، اضافة الى الاعتناء بالتعليم وتقديم التسهيلات للطلبة"، واضاف انه "من الضروري اعادة الحياة الى المدنية من خلال الرياضة والسينما والمسرح والفن وهذا يحتاج الى جهد جماعي بين الجهات الحكومية والمتطوعين الشباب".
بعد ذلك، وعلى انغام موسيقى فرقة اوتار نركال رسم الشاب عبد الرحمن الدليمي الذي يقود فريق من الرسامين لوحة للفريق الركن عبد الوهاب الساعدي تعبيراً منه عن الاعتزاز بالدور الذي لعبه الساعدي في تحرير الموصل، كما ارتقت المسرح الشاعرتان امنة العراقي ونوار غريافة وقرأت كل منهما قصائد جميلة عبرت عن اعتزازهما بالموصل، وقبل ختام الفعالية قدم طلبة كلية الفنون الجميلة مسرحية معبرة انشد جميع الحاضرين لها، عبرت عن حجم معاناة الموصليين أبان احتلال داعش لمدينتهم.