مجتمع مدني

واسط تستقبل العام الدراسي الجديد بـ"مدارس الكرفانات" وشح القرطاسية

طريق الشعب
العجز في الأبنية المدرسية، مشكلة تتفاقم سنوياً مع بداية كل عام دراسي جديد، ولا شك أن التقشف المفروض في البلاد نتيجة للأزمة الاقتصادية زاد من حجم الأزمة.
العام الدراسي 2017 – 2018 بدأ بالفعل وبدأت معه المصاعب والعقبات، كنقص المدارس وقلة الكوادر التدريسية وشح القرطاسية في عموم أرجاء البلاد، ما يعني وجود مشكلات جديدة في ملف التعليم كنا نأمل تجاوزها، ومحافظة واسط أنموذجا لهذه الأزمة، فالواقع التربوي في المحافظة لهذا العام لن يختلف كثيرا عن الأعوام السابقة، إن لم يكن أكثر تردياً، بعد زيادة عدد الطلبة في مختلف المراحل الدراسية.
والأمر لا يتعلق فقط في نقص أبنية المدارس فقط، بل في افتتاح المدارس الكرفانية، وعدم مناسبتها للواقع التعليمي، فضلاً عن خلوها من شروط السلامة وعدم وجود المرافق الصحية وكذلك الحماية الكاملة من الاسيجة والحدائق.
رأي أولياء الأمور
هذا وأبدى عدد من أولياء أمور الطلبة انزعاجهم من جراء هذا النقص الواضح في الأبنية المدرسية وتوزيع المدارس إلى نظام الوجبات، مشيرين إلى أن هذا النقص يعد فساداً واضحاً في وزارة التربية.
وقال مثنى حسن، أحد أولياء أمور الطلبة في المحافظة، لـوكالة "الغد برس"، إنه "من العجيب أن يتدهور التعليم بهذا الشكل في بلد غني بثرواته ومقدراته ونفطه كالعراق، خلال الـ 14 سنة التي أعقبت احتلاله، إلا أنه مع معرفة حجم الإهمال الحكومي الكبير لهذا القطاع والفساد المالي والإداري الذي تخلل العملية التعليمية والمؤسسات المعنية بها بعد الاحتلال، فلا عجب في ذلك".
واضاف، ان "هناك فسادا وإهمالا جعلا الكثير من طلاب العراق والمحافظة بلا مدارس، رغم الميزانيات الضخمة التي تخصص لهذا الشأن والتي تذهب دائما إلى جيوب الفاسدين من ساسة حكومات ما بعد الاحتلال، ولكن ذلك نذير سوء لمستقبل العراق، لأنه لا يمكن لبلد أن ينهض ويعلو شأنه إلا بالعلم والتعليم".
من جانبه قال مشرف تربوي في المحافظة رفض الكشف عن اسمه، ان "العام الدراسي الحالي لم يكن مختلفاً عن الاعوام الدراسية الاخرى التي سبقته، كون العوائق التي تحول دون تطوير العملية التربوية ما زالت قائمة، ولاسيما نقص الأبنية المدرسية واكتظاظ الفصول الدراسية"، مشيراً الى أن "اكتظاظ الطلبة بالصفوف أخذ ينعكس سلباً على المستوى الدراسي للطلبة ويحول دون ايصال المادة المنهجية ويضعف متابعة المعلم لطلبته".
وتابع بالقول، ان "اكتظاظ الفصول الدراسية سبب رئيس في انخفاض نسب النجاح، رغم أن أسباب النجاح تعتمد على عوامل عدّة، من بينها ما يخص الطالب والمدرسة والأبنية المدرسية واكتظاظ الصفوف، ومنها ما يتعلق بالمناهج وطبيعة الاسئلة الامتحانية".
حكومة واسط تقر..
الحكومة المحلية لمحافظة واسط، أكدت النقص الحاصل في عدد الأبنية المدرسية والتوجه الى إعداد مدارس كرفانية لسد النقص الحاصل في المحافظة وسط وجود الازمة المالية.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة واسط تركي الغنيماوي لوكالة "الغد برس"، ان "من أهم المشاكل والتحديات العلمية في محافظة واسط هو قلة الأبنية المدرسية حيث تحتاج مديرية التربية الى ما لا يقل عن 350 مدرسة، علما ان هناك الكثير من المدارس عبارة عن كرفانات وهنالك مدارس قيد الانشاء ومتوقفة بسبب عدم وصول التخصيصات المالية، ما يتطلب تدخل حكومة لإنقاذ العملية التربوية وذلك بسبب ازدياد الطلبة ومن اجل انجاح العملية التربوية وخاصة مع بدء العام الدراسي الجديد"، منوهاً إلى أن "هناك عدة مشاكل وملاحظات قد لا تختلف عن بقية البنى المدرسية من نقص الكوادر التدريسية والمستلزمات إضافة الى النقص الواضح في الخدمات الصحية ونقص الماء الصالح للشرب".
واستطرد قائلا: "إن واجبنا كسلطة رقابية يحتم علينا تأشير مواطن الضعف والخلل في العملية التربوية في المحافظة"، لافتاً إلى ان "مجلس واسط سيكون له جملة من الاجراءات بالتنسيق مع مديرية تربية واسط والجهات ذات العلاقة وسنعمل جاهدين على وضع حلول جذرية لتلك المشاكل".