شارك العشرات من الناشطين وعدد من أعضاء مجلس النواب، امس السبت، في وقفة احتجاجية في البصرة طالبوا خلالها بتوفير العلاج للأطفال المصابين بالسرطان وتحسين الخدمات الصحية على مستوى المحافظة، وفيما وجه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، وزارة الصحة بتوفير متطلبات مستشفى الأطفال للأمراض السرطانية من موازنتها، اعلنت وزارة الصحة، وصول شحنة أدوية لمرضى السرطان الى مطار بغداد، الا انها اشارت الى "عدم التزام" وزارة المالية باطلاق الأموال المخصصة للادوية لغاية الآن.

قال الإعلامي منتظر الكركوشي، لوكالة "السومرية نيوز"، إن "الوقفة الاحتجاجية تعد الخطوة الفعلية الأولى للمشاركين في حملة (جرعة أمل) التي انطلقت في البصرة بمشاركة عدد غير قليل من الإعلاميين والناشطين، ومطلبنا ليس جمع التبرعات، وانما ايجاد حل جذري لمشكلة نقص العلاج والمستلزمات الطبية للمرضى الذين يعانون من السرطان"، مبيناً "نطالب بمصارحة الشعب بشأن ارتفاع معدلات الاصابة بهذا المرض الخبيث، وعدم ممارسة التعتيم".

وأشار الكركوشي الى أن "بعض النواب عن البصرة شاركوا معنا في الوقفة التي احتشد المشاركون فيها قرب مكتب مجلس النواب، وقد طلبنا منهم تنظيم وقفة احتجاجية أخرى داخل مجلس النواب"، مضيفاً أن "أرواح البصريين ليست رخيصة حتى يستهان بها الى هذا الحد، فمن غير المعقول عدم توفير العلاج للمرضى، وبخاصة الأطفال، والبصرة لا تريد صدقة من الحكومة، انما تريد تحسين واقعها الصحي من أموالها".

امتناع وزارة المالية

من جانبه، قال النائب عن البصرة فالح الخزعلي، أن "الأمانة العامة لمجلس الوزراء وافقت على تخصيص 500 مليون دينار لمستشفى البصرة للأمراض السرطانية و500 مليون دينار لمدينة الطب في بغداد، و300 لمستشفى الرشاد في بغداد، وقد صرفت وزارة المالية الأموال المخصصة لمدينة الطب ومستشفى الرشاد، لكنها لم توافق على صرف أموال مستشفى الأمراض السرطانية في البصرة بذريعة عدم توفر تخصيصات"، موضحاً أن "أساس المشكلة عدم وجود عدالة".

من طرفه، قال مكتب رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، في بيان مقتضب، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وجه وزارة الصحة بتوفير متطلبات مستشفى الأطفال للأمراض السرطانية من موازنة الوزارة".

يذكر أن وزارة الصحة أصدرت بيانا، في (11 تشرين الأول 2017)، بينت فيه كافة التفاصيل الخاصة بأدوية الأمراض السرطانية وعدم التزام المالية بإطلاق الأموال المخصصة من قبل مجلس الوزراء لإدامة عمل المؤسسات الصحية ومستشفى البصرة والمحددة بـ500 مليون شهريا.

الى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، سيف البدر، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "شحنة أدوية للسرطان وصلت الى مطار بغداد رغم عدم التزام وزارة المالية باطلاق مبالغ العقود لغاية الآن"، مشيرا الى أن "شحنة أخرى ستصل يوم الاثنين القادم ستعالج الأزمة".

واضاف البدر، أن "الادوية قيد الفحص وإجراء المطابقة عليها".

بدوره، قال النائب عن التحالف الوطني زاهر العبادي، في بيان، إن "رد فعل الحكومة خلال تصريحها اليوم (امس) بتوجيه وزارة الصحة بتوفير متطلبات مستشفى الأطفال للأمراض السرطانية، هو مطابق لمقولة (وفسر الماء بعد الجهد بالماء)"، مبينا ان "هذا هو تسويف واضح للمطالب والاحتجاجات التي يقوم بها أبناء البصرة تجاه محافظتهم".

وأضاف انه "كان على الحكومة ان يكون لها توجيه الى وزارة المالية بصرف مستحقات مالية ثابتة لمستشفى الطفل التخصصي، أفضل من أن يكون التوجه بالروتين المعتاد، وهي على علم بأن وزارة الصحة خلال هذه الأشهر عاجزة عن تغطية مستلزمات دوائرها في البصرة، مما خلف جملة من السلبيات ونقص الخدمات الطبية والعلاج وهجرة الكوادر".

وأكد "نحن نخشى ان لا يكون هذا التوجيه بنفسه الى وزارة التربية لتعتذر عن تحقيق مطالب البصرة، وفي حينها ستكون لنا الكلمة الفصل تجاه اصحاب القرار وان غداً لناظره قريب".