مجتمع مدني

الانبار تبعث برسالة للتعايش السلمي بين الأديان

انتصار الميالي
بالتعاون مع كلية المعارف الجامعة وبالتنسيق مع محافظة الانبهار تم أحياء مهرجان ( التعايش السلمي بين الأديان ) الذي أقامه الاتحاد الدولي لأعلام الأقليات وحقوق الإنسان يوم الأحد 21 كانون الثاني 2018 وبحضور مميز لنخبة من أهالي الانبار ضم نائب محافظ الانبار على فرحان حميد وعميد كلية المعارف الجامعة الأستاذ يعقوب ناظم حمد والشيخ الدكتور محمد عبدالله ومدير شرطة الانبار اللواء هادي رزيج كسار ووفد من رابطة المرأة العراقية بالإضافة لنخبة من المثقفين وممثلي منظمات المجتمع المدني وطلاب الكلية في المحافظة.
ابتدأ الحفل بتلاوة القرآن الكريم للقارئ مصطفى محمد تلاها الوقوف دقيقة حداد وفاءً لأرواح شهداء العراق بعدها عزف النشيد الوطني وقوفاً ، وتضمن برنامج المهرجان الذي قدمه عريف الحفل الأستاذ والشاعر أسامة أل معيوف عدد من الكلمات ومنها كلمة نائب المحافظ للشؤون الفنية وكلمة عميد كلية المعارف وكلمة الدكتور مدير شرطة الانبار، وكلمة الشيخ الدكتور محمد عبدالله أمام وخطيب جامع الدولة الكبير، وكلمة رئيس الاتحاد الدولي لأعلام الأقليات محمود المنديل التي أشار فيها إلى دور أبناء المحافظة في إشاعة التعايش السلمي بين الأديان ودور العشائر المساندة في طرد تنظيمات داعش الإرهابية وأهمية الإصرار على إعلاء الهوية العراقية فوق كل المسميات والانتماءات.
يذكر إن المهرجان شهد مشاركة مميزة للمرأة حيث شارك وفد من رابطة المرأة العراقية ضم عدد من الزميلات، كما كان للرابطة كلمة ألقتها سكرتيرة الرابطة شميران مروكل وجاء في كلمتها أهمية دور الإعلام في تثبيت ملامح السلم الأهلي بما يحافظ على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي داخل المجتمع العراقي، مؤكدة على إن هذا يحتاج إلى الدعم عبر الحوار البناء باعتباره احد ركائز تحقيق الديمقراطية والتي يجب أن نحرص عليها وجميعنا يعرف قيمة الكلمة ودورها وتأثيرها في تعزيز اللحمة الوطنية، وأضافت مروكل في كلمتها إننا بحاجة ماسة إلى السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي، وان الوصول إلى السلم الأهلي لا يتم إلا بسيادة القانون وتوفر العدالة والعفو للوصول إلى مجتمع التسامح ، واستخدام الإعلام لسعادته بدل من استخدامه استخداما تدميرياً للتحريض على العنف والقتل والتخريب والفتن, مما ولدَّ تصعيد للصراعات التي ساهمت في تدمير المجتمع وجعله في حالة خوف وذعر، هناك حاجة تفعيل بنود ميثاق الأعلام الوطني للتعايش السلمي والذي يؤكد على الالتزام بالقوانين وعدم التمييز والحفاظ على وحدة الدولة وتماسك المجتمع وعدم إطلاق الأحكام المسبقة التي تلحق الضرر بالإفراد أو المؤسسات وعدم استغلال الوضع الاجتماعي والإنساني والاقتصادي للضحايا.
جاء ضمن فقرات المهرجان كلمة لرئيس منظمة المواطنة لحقوق الإنسان الأستاذ محمد السلامي والتي عبر فيها ( إن الإنسان يستقر في وطن مستقر بالعلاقات الإنسانية ، والعيش المشترك والمساواة أمام القانون وهكذا هو الإنسان عامل محرك للحضارة والتمدن عندما ينفتح على الحياة بتنوعها ويؤخر التقدم عندما ينغلق على نفسه أو عشيرته أو دينه فتخسر الحضارة والعمران).
تميز المهرجان بفقراته الشعرية عبر قصائد للشعراء عبدالله بندر والشاعر مثنى كريم علي ، وأوبريت ( لم الشمل ) لعدد من الفنانين الشباب من طلبة الكلية، بالإضافة إلى لوحة زيتية نفذت من قبل مجموعة من الأساتذة والطلبة الرسامين ( يحيى الزهيري والفنان حذيفة محمود والفنان أنور النقاش) عبروا فيها عن وحدة العراق والتعايش السلمي.
هذا وقام الوفد المشارك وبالتنسيق مع قيادة شرطة الانبار بزيارة عدد من مناطق المحافظة للآطلاع على الاوضاع بعد تحرير المدن كما جرت زيارة الكنائس وتفقد العوائل المسيحية ومعرفة اوضاعهم واحتياجاتهم.
يأتي هذا المهرجان كجزء من إستراتيجية منظمات المجتمع المدني ودورها في نشر ثقافة التسامح والسلام واحترام الأخر ونبذ العنف والتطرف وحماية حقوق الأقليات وضمان العيش للجميع بكرامة دون تمييز وترسيخ قيم التعايش السلمي والإخاء بين جميع الفئات والطوائف.