مجتمع مدني

الطائفية.. وابناؤنا الطلبة

طريق الشعب: خاص
دفعني لكتابة هذا الموضوع ما قرأته في جريدة طريق الشعب الغراء في عددها الاخير عن وثيقة صدرت اخيراً من الحكومة الفرنسية بمناسبة بدء العام الدراسي موجهة الى المؤسسات التعليمية كافة، وعلى مختلف مراحلها تحذر من مرض خطير يتعرض له العالم (وبضمنه عالمنا العربي والعراق) المرض الفتاك الذي يحرق الاخضر واليابس ويعيق التقدم ويعرقل التنمية والتطور وينشر العنف والقتل والتهجير والخوف.
حيث تحتوي هذه الوثيقة اعلاه على بنود عديدة تقول:(تحذير للذين يعملون في المؤسسات التعليمية من ادارات المدارس والمدرسين ومرشدي الصفوف، من التطرق الى المذاهب والطوائف والاديان التي تسبب الانقسام والتخاصم والعدوانية والبغضاء، وكذلك منع الطلبة من تداول هذه المسميات والتزام الجميع بذلك التشديد والمراقبة على من يروج ويساعد في ذلك وتطبيق عقوبات ادارية رادعة.
هذا المرض هو الطائفية التي لم تدخل بلداً الا وسببت له الكوارث والدمار وانها يجب ان تـُبعد عن الطلبة، لان المدرسة وباقي المؤسسات التعليمية هي مخصصة للعلم والمعرفة، وبناء جيل صاعد ومثقف يبني البلاد ويحافظ عليها.
هذه الوثيقة تصدر من دولة قطعت شوطاً بعيداً في الحضارة والحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان واحترام الرأي والرأي الاخر.
قرأت هذه الوثيقة ومحتواها واهدافها، ونحن الآن على ابواب الدراسة وما يلزم على المؤسسات الحكومية ان تقوم به باصدار التعليمات الصارمة والحازمة الى جميع العاملين في هذا السلك بمنع الجميع من المدرسين والطلبة من تداول مفردات (الطائفية) والتحذير الدائم من مخاطرها وعواقبها الكارثية ان كل من يستعملها يعاقب ويأخذ منه تعهد من عائلته بعدم تناول هذه العبارة مستقبلاً، حتى نحصن ابنائنا الاعزاء من هذا المرض الخطير الذي يفتك بابناءنا يومياً ويساعد الارهاب والفساد على القيام بعملياته التخريبية وكما يقول المثل (الوقاية خير من العلاج) والتركيز على ثقافة المحبة والتسامح والسلام وحقوق الانسان والاحترام للرأي الآخر ونبذ التعصب والتخريب والتعالي والانقسام والتطرف بانواعه ومن الضروري الاشادة بالحملة الوطنية الشاملة، التي قام بها ويقوم بها (التيار الديمقراطي العراقي) التي لاقت ترحيباً من كل الاوساط وخصوصاً الشعبية منها، ومن كل منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان ومن كلا الجنسين.
وفي هذه المناسبة نذكر بان الجمعية العمومية للامم المتحدة اعلنت يوم 21/9/2013 يوم عالمي للسلام وجعلت التعليم من اجل السلام شعاراً لها في هذه السنة وقالت:(لا يكفي تعليم الاطفال القراءة والكتابة والحساب بل ويجب نشر تعليم الاحترام المتبادل اتجاه الآخرين واتجاه العالم الذي نعيش فيه، وتعزيز المثل العليا للسلام والامم والشعوب فيما بينها، وذلك باعتبار هذا اليوم يوماً للامتناع عن العنف والتطرف ووقف اطلاق النار والاعمال العدوانية خلاله والى إحيائه بالتثقيف، والعمل على نشر الوعي بين الجمهور بالقضايا المتصلة بالسلام وعبر مختلف الوسائل. يتوجب أن ننشر ثقافة المحبة والاحترام والتسامح والقضاء على الطائفية المقيتة التي سببت لنا ولجميع الشعوب الانقسام والفساد والقتل اليومي، والعمل على تجنيد كل وسائل الاعلام على اختلاف انواعها لانقاذ شعبنا وابنائنا الطلبة من هذا المرض المهلك. فعلى الجميع المشاركة في بذل هذا الجهد.
كل ذلك من اجل بناء عراق ديمقراطي مدني تعددي يخدم الجميع بلا تمييز وبعيداً عن العنف والتطرف والفساد والطائفية والمحاصصة المقيتة والارهاب بانواعه.. فليكن اليوم الاول من العام الدراسي يوماً وطنياً لمناهضة الطائفية، وليكن ايضاً العام الدراسي الجديد خالياً من مفردات الطائفية.
وليكن ايضاً العام الدراسي الجديد خالياً من مفردات التطرف والفساد والمحاصصة والقضاء على التعصب الاعمى.