مجتمع مدني

الجودة في التعليم أساسها التحسين المستمر / نعمت الاغا

اصبحت سرعة التغيير والتجديد والتحديث الجارية في عالمنا الان إحدى السمات الاساسية الملازمة لعصرنا، وقد ازداد اتساعا وعمقا واثرا في جميع جوانب مجتمعات التحضر الانساني . واذا اخذنا قضية التجديد التربوي التعليمي فسنجدها في اساسها تخص تجديد الفكر، والذات الانسانية وتطوير وعيها، وقيمها الايجابية وطموحها الانساني، وتحريك الواقع التربوي بمشكلاته، تغيير توجهاته الى واقع اكثر اتزانا، واقوى فاعلية، واسرع اداء, واغزر انتاجا .

ادارة الجودة في التعليم :
ادت التغييرات والتجديدات المتسارعة في عالمنا الى تجديد واستحداث امور كثيرة في الحضارة الانسانية، وفي قضايا التعليم بوجه خاص .
وهناك ثلاث موجات لادارة الجودة قد حدثت في منتصف خمسينيات القرن الماضي الى الالف الثالثة . اولها عندما ادخل « ديمنج» مفهوم الجودة في اليابان في خمسينيات القرن الماضي، والثانية عندما طبقت اعمال الصناعات الامريكية افكار ادارة الجودة في ثمانينيات القرن الماضي، والثالثة عندما شهدنا في الالف الثالثة موجات ادارة الجودة في التعليم .
وحقيقة افكار الجودة مكرسة لاظهار افضل المزايا الجيدة لدى الانسان، في كل عمل يؤديه الناس جماعيا . ويامل المربون ويطمح كثير منهم، الى تحسين مدارسهم وعملهم من خلال تطبيق افكار الجودة، بعد ان طبقت ادارة الجودة في مجال التعليم في ثمانينيات القرن الماضي، وسميت عملية التحسين المتواصل، واعادة تشكيل العلاقة بين المعلم والطالب، وحولتها من عملية تعليم وتعلم، الى عمل بروح الفريق الواحد .
ان مفهوم الجودة في التعليم، يهدف الى اعداد الخريجين وتاهيلهم تاهيلا عاليا ويخلق لديهم القدرة على العمل في جميع مجالات التخصص العلمي والمساهمة في تنميتها وتطويرها .
وقد ركز مفهوم الجودة الشاملة في النظام الربوي على السعي الى التطوير والتحسين المستمرين اولا، والى رفع كفاءة العاملين ثانيا، وهو نفس مسعى ادارة الجودة الجديد . وقد اختلف المربون في نظرتهم لتطبيق الجودة الشاملة في التعليم، فبعضهم يرى ان التعليم ركز على جوانب التدريس والبحوث العلمية . ويرى اخرون ان الجودة الشاملة في التعليم ترتبط بجميع عناصر العملية التعليمية، ابتداء بالطالب والمعلم والادارة المدرسية ونظمها، والمناهج الدراسية، وطرق التدريس . ويرى اداريو الجودة الشاملة، ضرورة ملاءمة مبادئ الجودة الشاملة مع التعليم، وان التحسين المستمر مكونا رئيسيا لجودة التعليم والتحسين المستمر يشمل جميع جوانب العملية التعليمية كالمدرسة والمنهج والادوات والتقنيات اللازمة لغرفة الصف، ومؤكدا على ضرورة توفير مناخ ملائم في غرفة الصف يتنفس فية الطالب اجواء الحرية والديمقراطية والحنان، ويكون فية محور العملية التربوية التعليمية .
متطلبات تطبيق الجودة الشاملة في النظام التربوي :-
- اعادة النظر في رسالة المؤسسة التربوية واهدافها، وطبيعة عملها التربوي واساليب الامتحانات واجراءاتها.
- التعرف على حاجات الطلبة ورغباتهم والعمل على تحقيقها .
- ضرورة الاهتمام بالانشطة والمهارات التعليمية، وتطوير العمل الاداري، لوزارة التربية والتعليم، والمديريات العامة للتربية، والادارات المدرسية، لتواكب التطور الاداري الحديث، والتطورات التقنية والعلمية، وجعلها قادرة على النهوض بالعلمية التربوية التعليمية، وتمكين المؤسسات التعليمية من ضمان الجودة في جميع مراحلها المختلفة .
ان نجاح تطبيق الجودة في التعليم في العديد من المناطق التربوية التعليمية والمدرسية في الولايات المتحدة الامريكية، عزز ثقة الجميع، بعد امكانية نجاح تطبيقها في بقاع متعددة من العالم، ويرى بعض المربين امكان اعداد نموذج عام للجودة يهتم بقضايا الجودة وبقضايا التربية، يرتكز على تطوير ثقافة تنظيمية مساعدة ومكملة لعناصر النموذج .