مجتمع مدني

الجامعات تُحرم من خدمات العديد من الأساتذة / علي الرسولي

رأى مختصون في مجال التعليم، أن إحالة آلاف الأساتذة الأكاديميين إلى التقاعد، في وقت يعاني فيه التعليم من نقص في حَمَلة الألقاب العلمية، ممن لا يمكن تعويضهم في الدراسات العليا، تعود بمردود سلبي على الطلبة والتعليم عموماً.
وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس الأربعاء، قال النائب عن القائمة العراقية عبد ذياب العجيلي، إن على "وزارة التعليم العالي التريث في إحالة أساتذة الجامعات إلى التقاعد، لحين إقرار التعديل الثاني لقانون الخدمة الجامعية".
وبين العجيلي أن "قانون الخدمة الجامعية أقر من قبل البرلمان وصادقت عليه رئاسة الجمهورية، لكنه بحاجة إلى تعديلات في بعض فقراته"، مشيراً إلى أنها "ستشمل أيضاً المحالين للتقاعد قبل نفاذ القانون الجديد، بعد أن كان ينص على عدم شمولهم بالتقاعد، ما يجعلهم عرضة للظلم والغبن". ولفت إلى أن "التعديل سيصوت عليه في غضون الأيام القليلة المقبلة، خدمة للصالح العام".
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قاسم محمد أن "الأستاذ الجامعي حين وصوله سن (65) عاما، تتم إحالته إلى التقاعد تلقائيا وفق القانون الذي اقره مجلس الوزراء".
وأشار محمد في تصريح لـ"طريق الشعب" أمس، إلى أن الوزارة ولخصوصيتها "تترك الأمر للجامعات، في حال حاجة الجامعة لبعض الأساتذة"، مبينا أن "الجامعة وفقا لقانون الخدمة الجامعية، تستطيع التعاقد مع الأستاذ المقرر إحالته للتقاعد بعقد سنوي للاستفادة من خدماته في مختلف المجالات، لحين بلوغه سن (70) عاما مع استمراره في استلام الراتب التقاعدي". وأضاف انه "بإمكان الكليات الأهلية الاستفادة من خبرات الأستاذ الجامعي، لأنه خبرة ليست فائضة كما يقال أو يشاع"، موضحا أنه "بالإمكان توظيفه في العديد من الأماكن".
وتابع محمد أن الوزارة "تتعامل مع قوانين وقرارات الحكومة في ما يتعلق بالرواتب وقضايا التقاعد، وكل الأغراض الأخرى التي تنظمها الإدارة بين الموظف والدولة، حالها حال أية وزارة أخرى".
وفي تصريح لـ"طريق الشعب"، يوم أمس، أفاد الأكاديمي الدكتور محمد حسين آل ياسين بأنه "أنا لا أثق بأن وزارة التعليم العالي ستستفيد من الأستاذ الكبير، واشك شكاً كبيراً في إنها ستنتقي بموضوعية وحيادية وبالبحث العالم والأستاذ الحقيقي وإنما أظن أنها ستفعل مثلما فعلت مع تعيين التدريسيين".
ودعا آل ياسين وزارة التعليم الى ان "تطبق قرار إعادة الأساتذة المتقاعدين بحسب النظام المقرر، عن طريق عطائهم وكفاءتهم العلمية، وان عملت بإعادتهم عن طريق علاقاتها وشؤونها الخاصة ومحسوبيتها في هذا الموضوع فإنها ستعمل بدون معيار أساسي"، مبيناً ان "الجامعات العراقية الكبيرة فقدت في آخر أربع سنوات 7000 بروفيسور متخصص بسبب التقاعد المتكرر"، وأضاف ان الوزارة "تحيلهم للتقاعد وجامعات العرب وأوروبا تتصارع من اجل الظفر بخدماتهم".