مجتمع مدني

الأمم المتحدة قلقة من تزايد حوادث قتل الصحافيين في العراق

بغداد – طريق الشعب
أعربت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، عن قلقها الشديد من ازدياد حالات اغتيال الصحافيين في العراق، فيما طالبت الحكومة العراقية بـ"اتخاذ الإجراءات الضرورية" لمنع استهداف الصحافيين والتحقيق في "جرائم استهدافهم".
وقال رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف في بيان تسلمت "طريق الشعب"، نسخة منه أمس الثلاثاء، "أننا نحث السلطات على اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية للتحقيق في الجرائم التي تستهدف الصحفيين، والعمل على منع وقوعها لضمان تأدية واجباتهم بأمان وبدون أي تهديد من عنف أو ترويع أو اعتقال قسري". وأعرب ميلادينوف عن "قلقه الشديد تجاه موجة الاغتيالات الأخيرة للصحفيين في مناطق مختلفة من البلاد بضمنها السليمانية والموصل بينما كانوا يؤدون واجباتهم". وشهدت الايام الماضية تصاعد موجة الاغتيالات والتهديد ضد الصحفيي? كان آخرها اغتيال الصحفي كاوة كرمياني، الذي يعمل رئيساً لتحرير صحيفة اوينة الكردية، وهو عضو في الحزب الشيوعي الكردستاني.
ويعد العراق واحداً من أخطر البلدان في ممارسة العمل الصحافي على مستوى العالم، حيث شهد مقتل ما يزيد على 360 صحفياً وإعلامياً منذ سقوط النظام السابق سنة 2003. يذكر أن مستوى العنف ضد الصحافيين بلغ خلال العام الحالي، أعلى مستوياته، وفقاً لما سجله مرصد الحريات الصحفية، حيث بلغت الانتهاكات لهذا العام 293 انتهاكاً وصنفت بـ 68 حالة احتجاز واعتقال، و95 حالة منع وتضييق، و68 حالة اعتداء بالضرب، وسبع هجمات مسلحة، و51 انتهاكاً متفرقاً، و13 حالة إغلاق وتعليق رخصة عمل لمؤسسات إعلامية محلية وأجنبية، في حين سجل هذا العام أي?اً، مقتل صحافيين اثنين (فضلاً عن الخمسة الذين اغتيلوا في الموصل وآخر في البصرة مؤخراً)، وهو ما يدلل على أن البيئة الأمنية والقانونية للعمل الصحافي ما تزال "هشة ولا توفر الحد الأدنى من السلامة المهنية" في بلد يعاني من آثار العنف والانقسامات. إلى ذلك، دانت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الثلاثاء، قتل الصحافي الكردي كاوه كرمياني، واعربت عن قلقها إزاء ظروف اغتياله بعد تلقيه تهديدات باستخدام العنف ضده لطبيعة عمله والمجال الذي كان يركز فيه. وقالت السفارة الاميركية في العراق في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "يدين جريمة قتل الصحفي كاوه كرمياني التي ارتكبت مؤخرا، ونعرب عن تعازينا القلبية لأسرته وزملائه". وأعربت السفارة عن قلقها "إزاء ظروف اغتيال كرمياني، ولاسيما أنه كان قد تلقى تهديدات باستخدام العنف ضده بسبب طبيعة عمله والمجال الذي كان يركز فيه"، معربة عن رفضها "أية محاولات للحد من حرية الصحافة وترهيب الإعلام". وابدت السفارة ترحيبها بـ"بيانات الإدانة لمسؤولي حكومة إقليم كردستان وتعهداتهم بالتحقيق في القضية"، داعية الحكومة والسلطات المحلية في الاقليم إلى "محاسبة مرتكبي هذا الفعل الشنيع". وكان العشرات من الصحافيين في نينوى نظموا، يوم الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية على مقتل الصحافي كاوه كرمياني، الذي اغتيل قبل ثلاثة أيام في هجوم مسلح، وفي حين دعت نقابة صحفيي كردستان الأجهزة الأمنية إلى "كشف المتورطين وإيقاف الإعمال الإرهابية"، أكدت إصرار الصحفيين على بناء "وطن حر ديمقراطي". يذكر أن العشرات من المتظاهرين في السليمانية طالبوا، يوم الجمعة الماضي، بالكشف عن المنفذين لاغتيال الصحافي كاوة، كما شهدت مدينة اربيل تظاهرات مماثلة.