فضاءات

في مشيكان... رحلة استذكار لفنان الشعب فؤاد سالم

اقام الاتحاد الديمقراطي العراقي ومنتدى الرافدين للثقافة والفنون حفلا استذكاريا لفنان الشعب فؤاد سالم يوم 25 كانون الثاني 2014.
وكان الفنان فؤاد سالم قد فارقنا صباح يوم السبت 21 كانون الاول في سوريا بعد صراع طويل مع المرض.
بعد الوقوف دقيقة حداد استذكارا للفقيد فؤاد سالم وللمبدعين الذين رحلوا عنا، افتتح السادة عادل اسمرو وامير المشكور الحفل مستذكرين حياة وعطاء فؤاد سالم ومسيرته الفنية التراثية الوطنية الطويلة.
وشارك السيد عامر جميل بكلمة احتوت على الكثير من الذكريات مع الفنان فؤاد سالم متحدثا بإسهاب عن العلاقة الحميمية التي ربطت الاتحاد الديمقراطي العراقي وزملائه بالفنان الكبير وعطائه للوطن والشعب.
وساهم الدكتور علاء فائق بكلمة تحدث فيها عن الثقافة والفن العراقي وعن حياة فؤاد سالم وعطاءه وتأثيره على التراث والاغنية العراقية.
واشار المتحدثان الى التقصير الكبير من قبل الحكومة العراقية ومؤسسات الدولة في الاهتمام بالمثقفين والمبدعين والفنانين العراقيين ومنهم فؤاد سالم، وكأن هؤلاء المبدعين ينتمون الى زمن اخر وعصر اخر وليسوا عراقيون اعطوا الكثير للوطن والشعب والتراث العراقي.
وجاء دور الشعر في استذكار فنان الشعب فؤاد سالم حيث ساهم السيد عودة وهيب بقصيدة جميلة جاء فيها:
من تلفظ فؤاد تصير يعراق لان ماكو فرق ما بين الاثنين
نفس الهموم ونفس الاخلاق ونفس طبع السماحة وخزرة العين
رفاكة محبة بدرب عشاق وبثنينهم طعم الوفه وملوحة الطين

وقدم السيد عبد الكريم العامري الذي حضر الحفل من ولاية بنسلفانيا قصيدة رائعة بالمناسبة جاء فيها:

الشعب أعزل
وانته اغانيك عتاد
شعلة الحريه خفتت
سكتت اصوات العناد
شكد وعر درب المشيته
وحان تقديم السداد
فرق بين الكبره حفره
وبين مظموم بفؤاد
وكان للبرنامج الفني الذي نظمه الفنان رعد بركات وفرقة أوروك والتي تضم نخبة من الفنانين العراقيين في المهجر الوقع الحسن على الحضور حيث قدم الفنان رعد بركات اغنية من ألحانه وكلمات عودة وهيب لاستذكار الفنان فؤاد سالم وشارك في البرنامج الفني الفنانة الشابة سندريلا والفنان ماجد كاكا بأغاني للفنان فؤاد سالم، وابدع الفنانان رعد وسندريلا بأغنية "ياعشكنا" .
وامتزج الحزن والفن والتراث والغناء في الحفل الاستذكاري للفنان الكبير فؤاد سالم وتغنى فيها المشاركون المبدعون للوطن والشعب و"لعشكنا" و"لمشكورة" وللريف البصري والتراث العراقي الاصيل.
وشارك الزميل فاروق كنا بفيديو من انتاجه عن حياة الفقيد اطلق عليه "فؤاد سالم ... وداعاً ايها العراقي النبيل"
وشارك الدكتور محمد الطريحي رئيس المركز الثقافي العراقي في واشنطن بالحفل بباقة ورد وكلمة قرأها بالنيابة السيد امير المشكور.
وحضر الحفل مجموعة من الاعلاميين والصحفيين، وتم تغطية الحفل من قبل قناة هنا بغداد وقناة الماس الفضائيتين.
ووزعت في القاعة كتيبات عن حياة الفنان الكبير وكذلك وزعت كاسيتات لأغانيه الوطنية والتراثية، وكان منها كاسيت شهداء الطريق وهو من كلمات الشاعر فالح حسون الدراجي والحان وغناء مطرب الشعب فؤاد سالم وانتاج الاتحاد الديمقراطي العراقي.
وبالرغم من البرد القارس والثلوج التي تشتهر بها ولاية مشيكان في شهر كانون الثاني فقد حضر الحفل الاستذكاري اعدادا كبيرة من محبي فؤاد سالم من مدن وولايات مختلفة لاستذكاره.
وتميز فؤاد سالم بالغناء البغدادي والابوذية وتأثر بناظم الغزالي تأثرا كبيرا، له ثلاثة دواوين تتضمن شعراً وزجلاً منها ديوان (عسر الحال) اذيعت بعض قصائده من اذاعات المعارضة العراقية. وديوان (للوطن للناس اغني) وديوان (مشكورة) وديوان اخر عن ادب الفنون الشعبية. وكان أول ظهور علني له مع أول أوبريت غنائي عراقي (بيادرخير) في بداية السبعينات، الذي انتجه نادي الفنون بإمكانيات متواضعة وكان من إخراج الفنان قصي البصري، ثم أتبعه بعد عام بأوبريت (المطرقة)، وكلاهما من تأليف الشاعر على العضب.
وكان للفكر السياسي التقدمي الذي حمله فؤاد سالم تأثيرا كبيرا على حياته وفنه ونظرة معاصريه من المثقفين العراقيين له، فقد خرج من العراق لأسباب سياسية.. حيث اشتدت الحملة ضد أصحاب الفكر التقدمي ووصلت ذروتها في بداية الثمانينيات عندما تم اعدام أعداد كبيرة من التقدميين والمتعاطفين معهم، وأشتد الخناق على فؤاد سالم، فبعد فصله من معهد الفنون.. منع من الغناء في الأماكن العامة.. ومنع دخول الاذاعة والتلفزيون.
وبالرغم من مغادرته لنا سيضل الفنان فؤاد سالم مشعلا ورمزا لثقافة وفن يطمح العراقيون للعودة له ولتلك الفترة التي كان مبدعينا يلهبون مشاعر الناس ويوقدون شموع الحب للوطن والشعب متغنيين للعراق وللمستقبل الواعد.