فضاءات

حفل استذكاري في كندا لفنان الشعب الراحل فؤاد سالم والفنان الراحل سامي عبد الأحد

برعاية مركز شهريار للاحتفالات وفي يوم السبت المصادف 25-1-2014، اقام تيار الديمقراطيين العراقييين في كندا حفلا استذكاريا لفنان الشعب الراحل فؤاد سالم ولعازف الطبلة الفنان الراحل سامي عبد الاحد. وبالرغم من برودة الجو الشديدة وهطول الثلج في ذلك اليوم، فقد توافدت اعداد كبيرة من محبي الفنانين ومن المثقفين وداعمي الابداع والفن الملتزم من ابناء وبنات الجالية العراقية والعربية.
افتتحت عريفة الحفل الشاعرة سوزان جميل الامسية بالترحيب بالحضور الذين تحدوا برودة الجو القارصة وحضروا تعبيرا عن حبهم وتقديرهم للفنانين الراحلين، وذكرت بأننا لم نحضر لكي نبكي هذين الفنانين وانما لكي نحتفل بحياتهم المليئة بالعطاء والابداع وبفنهم الراقي الملتزم.
ثم دعت عريفة الحفل الزميل فراس جودي عضو لجنة تنسيق تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا ليلقي كلمة التيار والتي ذكر فيها: "رحل الفنان المناضل فؤاد سالم وقبله الكثيرون، وللاسف صرنا نفقد مبدعينا الواحد تلو الآخر..راحلين غرباء عن وطنهم..لم تلتفت لهم دولتهم وحكومتهم العراقية وتركتهم يرحلون غرباء في عزلتهم التي لم تنته . اما الموجودون في الداخل فقد نالهم القتل والتهديد والاعتداء من اجل اسكات صوتهم، فكلنا نتذكر شهداء الوطن كامل شياع وهادي المهدي وقاسم عبد الامير عجام وعماد الاخرس، وقبل ايام قليلة اعتدت قوة امنية غاشمة على الشاعر الملهم والإعلامي الكبير ومؤسس بيت الشعر العراقي وعضو اتحاد الكتاب والأدباء ونقابة الصحفيين عبد الزهرة زكي وبدون اي مبرر. وليس غريبا ان تصدر ممارسات مثل هذه من قبل المتنفذين في حكومة المحاصصة الطائفية والجهل والتخلف. لذا فأننا نستغل هذه الفرصة للتذكير بموقفنا الثابت المؤمن بضرورة التغيير الديمقراطي السلمي, والكفاح والسعي من أجل بناء الأسس الصحيحة والتي يستند اليها صرح الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة..دولة المساواة والعدالة الأجتماعية..دولة المواطنة...الدولة اللاطائفية اللا أثنية...دولة العراقيين جميعا وبكل مكوناتهم العراقية، ولأن الثقافة والفن لا يمكن ان يزدهرا ولا يمكن للمثقفين والفنانين ان ينالوا الاحترام والتقدير الذي يستحقونهما في ظل هيمنة الاحزاب الدينية وافكارها المتخلفة السوداء ولكن في ظل الدولة المدنية الديمقراطية فقط، الدولة التي ستصون حقوق وكرامة الانسان العراقي وتعيد المهجرين والمهاجرين وفي مقدمتهم نخبة من المثقفين والفنانين والعلماء والاكادميين العراقيين ليكونوا في بلدهم معززين وحيث يحتاجهم وطنهم وشعبهم في عملية البناء المنشودة".
ثم جاء دور الفنان المسرحي والمخرج احمد شكري ليروي بعض من ذكرياته عن الفنانين الراحلين
بعده اعتلى منصة الحديث الاديب والشاعر المبدع مديح الصادق ليطرح مداخلته القيمة والتي تناول فيها مسألة جوهرية وهي علاقة الإبداع لدى الفنان الراحل فؤاد سالم بالتزامه الفكري؛ وصولا إلى أن التزام أي مبدع بقضايا شعبه ووطنه هو السبيل إلى ارتقائه سلم النجاح والتفوق، والخلود في قلوب الجماهير، كما هو فنان الشعب فؤاد الذي حمل وطنه في قلبه وترك الوطن مجبرا، ليطوف به العالم متحديا النظام البعثي الفاشي وطغيانه الذي أهدر دمه حين حكم بالإعدام غيابا، وقد كانت أغانيه بمثابة الأناشيد الوطنية يتناقلها الشرفاء مثل المناشير السرية، وكلما اشتد عليه خناق الغربة عن شعبه وأهله، وضيقت عليه متابعات النظام الفاشي؛ كلما كانت أغانيه تتوهج مثل البركان؛ وقد زاد من همومه أنه لم يلق الاهتمام الذي يستحقه من لدن حكومة المحاصصات الطائفية والتخلف والفساد، حاله حال كل المثقفين والأكاديميين والكوادر الوطنية في شتى الاختصاصات، فغادر والغصة في قلبه؛ فله الذكر الطيب، شهيد الكلمة الصادقة والموقف الوطني الشريف.
وقد كان للشعراء دورهم ايضا، فألقى الشاعر والاديب كريم شعلان مقطعا من قصيدة شعبية وألقى الاعلامي والشاعر ماجد عزيزة قصيدة شعبية ايضا.
ثم تحدثت الاخت السيدة ايمان بكتاش رئيسة الجمعية العراقية الكندية مثمنة تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا لاقامته هذه الامسية التي ازدانت بهذا الحضور الرائع والمساهمات والتي يستحقها فعلا فنان الشعب فؤاد سالم، واكدت على ان لقاءاتنا معا يجب ان تستمر في الافراح وفي الاتراح لانها تعبير عن تكاتفنا وتعضيدنا الواحد للاخر، وذكرت بموعد الحفل الذي ستقيمه الجمعية العراقية الكندية في الثامن من اَذار القادم يوم المرأة العالمي للاحتفال بالمرأة العراقية الصامدة والام التي انجبت مبدعين عظام امثال فؤاد سالم، ودعت الحضور الى المساهمة في انجاح هذا الحفل.
ونود ان نشيد بدور الفنان العراقي الرائع رعد حبيب الذي أحيا الأمسية حتى ساعة متأخرة من الليل بصحبة عازف الطبلة الفنان سالم يوسف؛ إذ غنى ومعه الحضور ايضا أغاني الفنان الراحل فؤاد سالم مؤكدين على انه سيبقى خالدا في قلوبنا وعبر اغانيه التي سنرددها والاجيال القادمة. وقد شارك في تغطية الأمسية مشكورين: موقع الساحة الإعلامي وجريدة نينوى وقناة عشتار الفضائية، إنه الوفاء لمن يستحق الوفاء.