فضاءات

المفصولون السياسيون في وزارة التربية يشكون حالهم / ماهر حميد

المفصولون السياسيون شريحة واسعة تعرضت للظلم والاضطهاد على يد جلاوزة النظام السابق فتركوا وظائفهم مجبرين، وقد استبشروا خيرا بقرب انتهاء معاناتهم وعودتهم الى الوظيفة كشريحة متضررة، حيث تم تشكيل لجان في الوزارات المختصة للنظر في طلباتهم.
وقسم كبير من هؤلاء المفصولين يعملون في وزارة التربية وهم ينتظرون البت في معاملاتهم منذ سنوات عدة وعددهم اكثر من ثلاثة الاف من المدرسين والمعلمين والموظفين في الوزارة. وقد بقيت قضيتهم معلقة بانتظار زيارة لجنة عن هيئة المساءلة والعدالة لحسم ملفاتهم ومن ثم تقوم بأرسالها الى لجنة التحقق في الامانة العامة في مجلس الوزراء، وهي الية عمل مملة وروتينية.
"طريق الشعب" التقت بمجموعة من المفصولين السياسيين في وزارة التربية ممن لم تحسم ملفاتهم حتى الان.

ملفات راكدة

المواطن سلام ظافر من ذي قار يقول : منذ أكثر من سنة قدمت معاملتي الى وزارة التربية ولجنة المفصولين السياسين في وزارة التربية التي أيدت الضرر السياسي الذي أصابني من النظام السابق، لكنها لم ترسل حتى الان الى معالي وزير التربية لغرض التوقيع عليها ومن ثم ترسل الى لجنة التحقق في الامانة العامة في مجلس الوزراء، بسبب انتظارها لجنة من هيئة المساءلة والعدالة التي يفترض بها ان تزور لجنة الفصل السياسي في وزارة التربية للتاكد من عدم شمول هؤلاء المفصولين بقرارات هيئة المساءلة والعدالة.
مراجعات مستمرة
يقول حسن عبيد : مراجعتي مستمرة وتكاد تكون اسبوعية الى لجنة الفصل السياسي في وزارة التربية والاجابة المكررة التي أحصل عليها في كل مرة من موظفة الحاسبة ان ملفي موجود في الجدول لكنه لم يرسل الى لجنة التحقق للسبب المذكور انفا، فاذا لم تحضر لجنة هيئة المساءلة والعدالة فهذا يعني ان ملفاتنا تبقى قيد الانتظار.
ويضيف عبيد قائلا: عشرات الالاف من ازلام النظام السابق أعيدوا لوظائفهم معززين مكرمين اما المتضرر الحقيقي فلم ينصف او يحصل على حقوقه رغم مرور عشر سنوات على التغيير، ومن خلالكم أناشد المسؤولين في وزارة التربية للاسراع بأنجاز معاملاتنا وحسم قضيتنا بشكل نهائي.

استنزاف لمداخيلنا

تقول مناهل عباس من محافظة ذي قار: لقد مللت من المراجعات المستمرة منذ أكثر من سنة، دون ان انجح في العودة الى الوظيفة، وقد شكلت تلك المراجعات ثقلا اضافيا على دخلي المحدود وتحملي اجور النقل وما يتطلبه هذا من جهد ووقت ومال في هذه الظروف الصعبة، ناهيك عن حاجتي الماسة الى العودة للوظيفة لتمشية اموري المعاشية.

الا يكفي اعدام شقيقي؟

فيما تحدث المفصول السياسي محمد فلاح قائلا: منذ عدة سنوات قدمت ملفا الى لجنة المفصولين السياسيين في وزارة التربية ولم يحسم موضوع أعادتي للوظيفة حتى تجاوز عمري الخامسة والستين سنة واخيرا تم أستلامها وفوجئت ان الملف لم يرسل بسبب هيئة المساءلة والعدالة للتأكد بأنني لست عضو فرقة أوعضو شعبة أو وزير سابق في زمن النظام المقبور وأضاف: ان كنت كذلك لماذا تم أعدام شقيقي وانا أناشد السادة المسؤولين لانجاز هذه الملفات والابتعاد عن العمل بطريقة أنتقائية.
من جانبه يقول مصدر مسؤول في لجنة الفصل السياسي في وزارة التربية: عدد الملفات الموجودة تتجاوز الثلاثة الاف ملف ونحن مثل اصحاب هذه الملفات ننتظر مجيء لجنة هيئة المساءلة والعدالة رغم كثرة المخاطبات التي ارسلناها، لكن دون نتيجة وهذه الملفات منظمة على شكل جداول تجاوز عددها ثمانين جدولا وانجزت لجنتنا أعمالها، واكدت على احقية عودة هؤلاء المفصولين لوظائفهم لكونهم متضررين سياسين ومشمولين بالقانون 24 لسنة 2005 ومن خلالكم أناشد هيئة المساءلة والعدالة لارسال وفدها الى لجنة المفصولين السياسين في وزارة التربية لحسم هذه الملفات بشكل نهائي.